ما زالت فاجعة الحريق الذي اندلع في أحد المجمعات التجارية بمدينة الكوت تُلقي بظلالها الثقيلة على الشارع العراقي، وسط قصص إنسانية مؤلمة بدأت تتكشّف واحدة تلو الأخرى، أبرزها ما رواه زوج إحدى الضحايا، التي هاتفته قبل لحظات من وفاتها.
وقال الزوج المفجوع، في حديث، إن زوجته كانت داخل البناية المحترقة برفقة طفلهما، وحين بدأ الحريق بالانتشار، اجرت معه اتصالاً هاتفياً قالت فيه: “ابريني الذمة.. ابنك مات بين إيدية وأني وصلتني النار”.
وأضاف، والدموع تنهمر من عينيه:“ما قدرت أسوي شي، ركضت للمكان بس النار كانت تاكل كل شي”.
الاتصال الذي وثّق آخر لحظات الأم وطفلها، تحول إلى رمز موجع للفشل المؤسسي والإهمال الذي تسبب بمقتل العشرات، بينهم نساء وأطفال لم يجدوا طريقاً للنجاة بسبب غياب منافذ الطوارئ وأنظمة الإطفاء داخل البناية.
ووفق مصادر “إيشان”، فإن حصيلة ضحايا الحريق تجاوزت 77 حالة وفاة، رغم إعلان الحكومة المحلية عن 55 وفاة فقط حتى الآن، في حين تتواصل عمليات البحث والتعرف على الجثث داخل مشرحة مستشفى الزهراء في الكوت.
ويطالب ذوو الضحايا بفتح تحقيق عاجل وشفاف، ومحاسبة الجهات التي سمحت بتشغيل مجمع تجاري دون توفير الحد الأدنى من شروط السلامة والأمان.