نجح باحثون في شعبة الأنسجة النباتية التابعة لمديرية زراعة البصرة، باستخدام تقنيات عديدة لزراعة الأصناف التي بدأت تختفي تدريجيا، وأقلمة عدد من الشتلات النادرة مع البيئة المحلية، بينما أكدت الإدارة المحلية لمحافظة البصرة، أن التجربة بمثابة حجر أساس في تحقيق “الأمن الغذائي” وحماية البيئة.
وأوضح معاون محافظ البصرة حسن ظاهر النجار، خلال زيارته لـ (الموقع البحثي) في قضاء الهارثة شمال مركز المحافظة، أن النتائج المختبرية المتحققة كانت رائعة ومتقدمة لبعض من أنواع المحاصيل النادرة والمنسية، كالموز والفراولة وشجرة المطاط، علاوة على أنسجة فسائل نخيل البرحي المشهورة عالميا، وإكثار البطاطا وأنواع أخرى تخطط زراعة البصرة لإنتاجها مستقبلا .
وبين، أن المحافظة تولي اهتماما لتقدم القطاع الزراعي، وغايتها إنتاج كمية كبيرة من زراعة الأنسجة النباتية، الذي يعد خطوة إستراتيجية أفضل من الطرق التقليدية في التكاثر، وداعمة للاقتصاد الوطني أسوة بدوائر النفط والموانئ، إذ أصبحت بعض مزارعنا في البصرة منتجة لهذه المحاصيل النوعية وبكميات تجارية واعدة، أخذت طريقها للأسواق المحلية وتباع بسعر منافس للمستورد.
وقال النجار خلال جولة ميدانية في المختبرات والبيوت البلاستيكية: “أجزم أنها ستغير من حالنا الاقتصادي والأمن الغذائي للبلاد”، مضيفا أنه “لا غنى عنها كذلك في إنتاج المحاصيل التي تدخل في إنتاج مواد دوائية مشتقة من النباتات، ولا يفوتنا أن زراعة الأنسجة تمثل حلاً مثالياً لوقف الاستنزاف المجحف بحق الموارد الطبيعية”.
من ناحيته قال مدير زراعة البصرة المهندس هادي حسين بخصوص هذه التجربة: “يعد نجاح عملية نقل النباتات المنتجة تحت الظروف المعملية في مختبرنا إلى الحقل “في مزارع البصرة”، التي يطلق عليها الأقلمة acclimatization أو adaptation هو المقياس النهائي لنجاح برنامجنا لزراعة الأنسجة في بيئة جديدة، وكذلك قياس جدوى استعماله على النطاق التجاري لأنواع الموز والفراولة وفسائل النخيل والمطاط على مستوى الأسواق المحلية.
مؤكدا ضرورة توفير التخصيصات المالية للدوائر الزراعية، خاصة التي تتعلق ببحوث وإنتاج الأنسجة الزراعية، إلى جانب مناهج التكنولوجيا الحيوية وبناء المختبرات والبيوت الزجاجية والظلة الزراعية، بما يتلاءم مع اتجاهات أهداف الاستدامة التنموية الزراعية محليا وعالميا، لتوفير الغذاء والأدوية الطبية للبشرية.
وأشار إلى أن “لدى دائرتنا خبرة علمية ومعلومات واسعة بشأن تقنية زراعة الأنسجة، وكذلك مساحة واسعة بحدود 25 دونما، ما يؤهلنا لإنتاج المزيد من الأنسجة النباتية في بيئة محكمة، لمواكبة الاستخدام المتزايد للمحاصيل الزراعية الغذائية والطبية بالطرق العلمية الحديثة، للإكثار وإنتاج الأنسجة النباتية وتوالد الخلايا والأعضاء النباتية خارج الجسم الحي، مضيفا، أنها أداة لا غنى عنها في إنتاج محاصيل غذائية ومواد دوائية مشتقة من النباتات، كبديل عن زراعتها بالطرق التقليدية التي تتطلب مساحات كبيرة وجهدا كبيرا ووقتا طويلا نسبيا، إلى جانب تعرضها إلى المخاطر الحقلية والبيئة المناخية المتذبذبة.
المصدر: جريدة الصباح