خلال يومين متتالين، ظهر نشاطان صدريان جديدان، أُعيد من خلالهما حسن العذاري رئيس الكتلة الصدرية المستقيلة، وأبو مصطفى الحميداوي قائد سرايا السلام، إلى الواجهة لـ “يستبشر” بعض الصدريين بما يأملونه.
النشاط الأول، جُعِلَ فيه حسن العذاري، رئيس الكتلة الصدرية المستقيلة، ضمن اللجان المركزية المعنيّة بتقديم تقارير أسبوعية إلى الصدر، بعد التواصل مع القواعد الشعبية.
أما النشاط الثاني، فظهر فيه الحميداوي، بجانب زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، ليحمل الأخير جهاز “لاسلكي” يخاطب فيه مقاتلي سرايا السلام المتواجدين في سامراء.

لم يمر النشاط الأخير على الصدريين بشكل اعتيادي، إنما ربطوه بصورة مقتدى الصدر وهو يمسك جهاز المناداة حين كان جيش المهدي، في حرب مع الاحتلال الأمريكي عام 2004.
ويأمل صدريون تفاعلوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن يكون ظهور الصدر في “اللاسلكي” بداية العودة للعملية السياسية، ومن ثم محاربة مَن يصفونهم بـ “الفاسدين”، خاصة بعد إشارة الصدر الأخيرة.
وتمنّى الصدر لمقاتلي سرايا السلام، “النصر على الاحتلال وأعداء الوطن من الفاسدين”، ليعبّر صدريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن أملهم بأن يكون هذا النداء إشارةً للعودة إلى العملية السياسية.
وخلال تشكيل اللجان المركزية التي ضمّت الكتلة الصدرية “المستقيلة”، أشار مكتب الصدر إلى أنه يستقبل كافة شكاوى القواعد الشعبية باستثناء “المتعلقة بالحكومة والسياسة”.
وأكثر الصدر، تجوّله في الشارع، وجلوسه بين المواطنين وتبضعه من الأسواق برفقة حسن العذاري، الذي كان رئيساً للكتلة الصدرية، والمرافق الآخر عون آل النبي، الذي بقيَ مُلازماً للعباءة دون أن يتركها، منذ أن ارتداها الصدر.
ووفق القراءات السياسية، فإن “الصدر يريد إبقاء النشاط والتواصل في الشارع، استعداداً لمرحلة مقبلة في تأريخ العراق”، وهذا ما يتفق معه المحلل السياسي علاء الخطيب.
ويقول الخطيب لمنصة “إيشان”، إن “تجوال الصدر بين الناس قد يكون المقدمة لعودة مؤيَّدة شعبياً، وإن كان السيد مقتدى الصدر قائداً لتيار شعبي، وهو الخارج من رحم المجتمع وبالتالي ليس غريباً ان يقوم بالتجوال في بين الناس ويزور الأماكن العامة”.
ويرى بالقول: “لا يمكن أن يُؤخذ الأمر على هذا الوجه، بل هو رسالة ذات اتجاهين؛ الأولى للشارع، والثانية لخصومه السياسيين، ليقول لهم إنه ما زال يتمتع بجماهيرية وتأييد، وهذا ما أكده في دعوته الأخيرة لدعم غزة وكيف هب اتباعه لتنفيذ ما دعا اليه، ويمكن قياس ذلك من خلال الإعلام الذي سلط الضوء على هذه الدعوة”.
وتبقى عودة الصدر إلى الساحة السياسية، حديث العراقيين، مرهونة بـ “المعادلة الداخلية”، حسب ما يرى الخطيب الذي يقول: “ربما تكون عودته مرجحة، لأن هناك مجموعة من المحيطين بالصدر يضغطون باتجاه العودة، بل ويلحّون عليه وعذرهم في ذلك، أن لا يستفرد الإطار بالقرار السياسي، لكن المقربين منه يعلمون أن قرار العودة بيد السيد الصدر حصراً”.
وأضاف: “باعتقادي أن عودة الصدر ممكنة جداً، لأن الصدر عوّدنا أن لا تكون قراراته أبدية، وإن اغلق كل التشكيلات المتعلقة بالتيار، مع إبقاء المرقد والمتحف وهيئة تراث آل الصدر، ولكن ربما يعدل الصدر عن قراره ويفاجئ الجميع وهو المرجح”.
