حذّر المتنبئ الجوي صادق عطية من الارتفاع الخطير في مستويات التلوّث التي شهدتها العاصمة بغداد خلال اليومين الماضيين، بعدما وصل مؤشر جودة الهواء (AQI) إلى مستويات توصف بأنها “غير صحية إطلاقاً”، نتيجة تراكم الملوّثات الدقيقة قرب سطح الأرض.
وقال عطية إن هذا التدهور يعود إلى تزامن الظروف البيئية مع تشكّل طبقة الانقلاب الحراري فوق بغداد، وهي الظاهرة التي يصبح فيها الهواء القريب من سطح الأرض أبرد من الطبقات التي تعلوه، مما يمنع صعود الملوّثات ويحوّل العاصمة إلى ما يشبه “وعاءً مغطى” تتكدّس فيه الانبعاثات.
وأوضح أن سكون الرياح، والحرق العشوائي للنفايات، وزيادة انبعاثات السيارات، إضافة إلى المعامل غير المنظّمة، أسهمت بشكل مباشر في ارتفاع نسب الجسيمات الدقيقة PM2.5 التي بقيت محصورة ضمن طبقة هوائية رقيقة لعدم وجود تهوية طبيعية.
وبيّن عطية أن ساعات الفجر تُسجَّل فيها أعلى نسب التلوّث، بسبب اشتداد الانقلاب الحراري ليلاً، وارتفاع الرطوبة التي تساهم في تشكّل “الضباب الدخاني”، إلى جانب بدء الازدحامات الصباحية في وقتٍ تكون فيه الطبقة الباردة القريبة من الأرض ثابتة وغير قادرة على تفكيك الملوّثات.
وأكد أن التلوث الحالي ناتج عن تداخل مباشر بين النشاط البشري والظروف الجوية المستقرة، داعياً السكان إلى تجنّب الخروج في ساعات الصباح الباكر قدر الإمكان إلى حين تغيّر الظروف الجوية.
