اخر الاخبار

ماذا دار بين الجلبي وصدام في صورتهما الشهيرة بعد الاعتقال؟

كشف المتحدث السابق باسم الراحل أحمد الجلبي، والمؤتمر الوطني...

المرور تحذر السائقين من الضباب وانعدام الرؤية على الطرق بين المحافظات

دعت مديرية المرور العامة، اليوم السبت، سالكي الطرق إلى...

آمارجي الليبرالية: السوداني يتجه لولاية ثانية

قال رئيس المكتب السياسي لحزب أمارجي الليبرالي، حميد جحجيح،...

البنتاغون يعلن مقتل جنديين أمريكيين ومترجم مدني في سوريا

أعلن البنتاغون اليوم السبت، مقتل جنديين أمريكيين ومترجم مدني،...

ذات صلة

لماذا بقي وادي حوران خارج سيطرة الدولة طوال هذه السنوات؟

شارك على مواقع التواصل

للمرة الأولى منذ عام 2003، أعلنت القوات العراقية يوم الثلاثاء (2 أيلول/سبتمبر 2025) دخولها وتأمينها لوادي حوران في محافظة الأنبار، أحد أوسع وأصعب المناطق الصحراوية غرب البلاد، والذي ظل لعقود طويلة ملاذًا للجماعات المسلحة ونقطة انطلاق لعملياتها.

يأتي ذلك بعد ثماني سنوات من إعلان هزيمة تنظيم داعش عام 2017.

تضاريس معقدة

مدير الإعلام والتوجيه المعنوي في وزارة الدفاع، اللواء تحسين الخفاجي، أكد أن السيطرة على الوادي جاءت بعد خطة طويلة الأمد اعتمدها الجيش العراقي لتجفيف منابع الإرهاب وضبط الحدود.

وقال الخفاجي لمنصة “إيشان”: “الجيش العراقي كان لديه رؤية وخطية حول مناطق انتشار الإرهاب، لذلك كان لابد من تجفيف منابع الإرهاب… وادي حوران يمتاز بتضاريس صعبة، لأنه يمتد على مسافة أكثر من 370 كيلومتراً، يبدأ من شمال الثرثار وينتهي عند الحدود السعودية. كان هذا الوادي في وقت سابق يمثل نقطة تجمع وانطلاق وملاذ آمن للتنظيمات الإرهابية”.

وأضاف أن الخطة شملت تعزيز قوات حرس الحدود بالمعدات، وتشكيل ثلاثة خطوط صد متتالية تضم الجيش والحشد الشعبي وقوات العمليات المشتركة، بحيث تمنع أي إمكانية لعودة التنظيمات المسلحة إلى المنطقة.

معسكر قديم وتحالفات إقليمية

لكن أهمية وادي حوران لا تقتصر على السنوات الأخيرة. الخبير الاستراتيجي اللواء جواد الدهلكي، أشار إلى أن تاريخ المعسكر في الوادي يعود إلى عام 2002، أي قبل الغزو الأمريكي للعراق بعام.

وقال الدهلكي في تصريح لمنصة “إيشان”: “في عام 2002، قامت سوريا بدعم سعودي ومباركة أمريكية بإنشاء قاعدة للجماعات المتشددة الدينية في وادي حوران… خلال عام 2003 تم نقلهم إلى بغداد لردع التقدم الأمريكي، لكن بعد تكبدهم خسائر كبيرة عادوا إلى معسكراتهم القديمة في وادي حوران ومنطقة الجزيرة”.

وأوضح أن طبيعة الوادي الوعرة جعلت منه نقطة ارتكاز طويلة الأمد لتلك الجماعات، حتى بعد صعود داعش عام 2014 وانهياره في 2017، مضيفًا أن الجيش العراقي “حتى في زمن النظام السابق لم يشغل الوادي إلا بمخافر صغيرة قرب الحدود”.

أهمية السيطرة الحالية

الخبير الأمني مخلد حازم اعتبر أن السيطرة الأخيرة للقوات العراقية خطوة مهمة في إضعاف قدرة الجماعات المسلحة على إعادة تنظيم صفوفها.

وقال حازم، في تصريح لمنصة “إيشان”: “وادي حوران رقعة جغرافية مهمة وخطرة… فيها أودية وخنادق أشبه بالكهوف اتخذتها داعش ملاذًا آمنًا. عملية ضبط الحدود ونشر أطواق بشرية وخرسانية وخنادق أضعف من وجود داعش، واستمرار الرصد الجوي سيقلل من إمكانية استغلال هذه المناطق من جديد”.

يرى مراقبون أن إعلان تأمين وادي حوران يمثل انتصارًا تكتيكيًا للقوات العراقية، لكنه لا يلغي التحديات الأمنية المتجذرة في غرب العراق. فالمساحة الشاسعة وصعوبة التضاريس تجعل السيطرة العسكرية عليها أمرًا هشًا، يتطلب رصدًا جويًا دائمًا وتنسيقًا استخباريًا عاليًا، خصوصًا في ظل الحديث عن احتمالية ظهور خلايا مسلحة جديدة من بقايا تنظيم داعش أو جماعات متشددة أخرى.