اخر الاخبار

أمن الحشد يعتقل المحامية زينب جواد في بغداد

أوقفت قوة من أمن الحشد المحامية زينب جواد على...

وصفتهم بـ”الخلايا النائمة”.. الهجرة الأمريكية تعتقل 130 إيرانياً عبروا الحدود في فترة حكم بايدن

    أعلنت وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية، اليوم السبت، عن اعتقال...

الدعاية الطائفية تعود مع كل انتخابات.. فهل تشملها حملات المحتوى الهابط؟

فيما تشهد الساحة السياسية العراقية دورة انتخابية جديدة، برز...

خطأ شائع عند تناول البطيخ يمكن أن يسبب التسمم!

بحلول فصل الصيف، يزداد الإقبال على استهلاك مختلف أنواع...

المخابرات العراقية بشأن “المواطن المقتول” في سوريا: لم يتعرض للاعتداء وتوفي في منزله

نفى جهاز المخابرات الوطني العراقي، اليوم، صحة الأنباء المتداولة...

ذات صلة

متى هتف العراقيون للوطن أول مرة؟

شارك على مواقع التواصل

حينما اندحرت الجيوش العثمانية من العراق وبلدان الموطن العربي، لم تكن خريطة البلاد واضحة الملامح، إذ إن العراق رزح تحت الاحتلال العثماني منذ عام 1534، حتى عام 1917، لم تتخللها إلا فترة استقلال واحدة خلال عهد المماليك (1704 إلى 1831).

خلال السطوة العثمانية في البلاد، لم تكن ملامح الدولة واضحة بغير جباية الضرائب على المواطنين، إذا إن النزاعات العشائرية كانت تندلع بشراسة دون تصدي، والغارات الوهابية تصل إلى محافظات الفرات الأوسط دون رادع.

خلال الحرب العالمية الأولى تقدم الجيش البريطاني شيئا فشيئا من البصرة وصولا إلى الموصل، بدءا من العام 1914. وخلال سيطرة البريطانيين على البلاد، ومحاولتهم فرض قوانين الهند البريطانية، حدثت الكثير من التداعيات التي وصل أوجها في العام 1920، حينما انتفضت مناطق الفرات الأوسط في ثورة عارمة انتشرت في البلاد، سميت بثورة العشرين.

يقول عالم الاجتماع العراقي علي الوردي، في كتابه لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث: “يمكن القول إن ثورة العشرين هي أول حدث في تاريخ العراق يشترك في العراقيون بمختلف فئاتهم وطبقاتهم، فقد شوهدت فيها العمامة إلى جانب الطربوش، والكشيدة إلى جانب اللفة القلعية، والعقال إلى جانب الكلاو، وكلهم يهتفون: “يحيا الوطن”.

وتسببت الثورة بتغيير جذري لنظرة المسؤولين البريطانيين ولإعادة النظر في استراتيجيتهم بالعراق. كلفت الثورة الحكومة البريطانية ما مقداره 40,000,000 باوند، والذي كان ضعف مبلغ الميزانية السنوية المخصصة للعراق، وعاملا كبيرا في إعادة النظر باستراتيجيتهم بالعراق. وكلفت الثورة أكثر من مجمل تكلفة الثورة العربية الكبرى (الممولة من المملكة المتحدة) ضد الدولة العثمانية في 1917م-1918م.

وقرر وزير المستعمرات الجديد، ونستون تشرشل أن هناك حاجة إلى إدارة جديدة في العراق وكذلك في المستعمرات البريطانية بالشرق الأوسط، ونادى لعقد مؤتمر موسع بالقاهرة. في آذار/مارس 1921م في مؤتمر القاهرة، ناقش المسؤولون البريطانيون مستقبل العراق. فأراد البريطانيون للسيطرة على العراق من خلال وسائل غير مباشرة، وذلك أساسا عن طريق تثبيت مسؤولين سابقين ذوو علاقة ودية بالحكومة البريطانية. وقرروا في نهاية المطاف إلى تثبيت فيصل بن الحسين ملكا على العراق.

وكان فيصل قد عمل مع البريطانيين قبلاً في الثورة العربية خلال الحرب العالمية الأولى، وكان يحظى بعلاقات جيدة مع بعض المسؤولين المهمين. واعتقد المسؤولون البريطانيون أيضا أن تنصيب فيصل ملكً من شأنه أن يمنعه من قتال الفرنسيين في سوريا والإضرار بالعلاقات البريطانية-الفرنسية.