تحدث تقرير أميركي، عن وضع العراق بعد الأحداث المتسارعة التس شهدتها سوريا، فيما وصفت بأن السوداني يسير على حبل مشدود، مع ترجيحات بتمديد بقاء التحالف الدولي.
ووفق تقرير مجلة “The Cradle”، الذي ترجمته منصة “إيشان”، فإن “قدرة العراق على عزل نفسه عن الاضطرابات تعتمد على البراعة الدبلوماسية للسوداني والقيادة المحلية والحفاظ على وحدة الحشد الشعبي كحجر الزاوية في السيادة”.
وتضيف، أنه “في أعقاب النكسات الاستراتيجية الكبيرة لمحور المقاومة في غرب آسيا، برز العراق كنقطة محورية لأزمة إقليمية متصاعدة، ولكن بالنسبة للعديد من العراقيين، لم يكن حجم العاصفة واضحا على الفور”.
وتوضح المجلة الأميركية: “كان المسار لا لبس فيه من اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في 27 سبتمبر، إلى رسالة التهديد الإسرائيلية للعراق في 18 نوفمبر، وبلغت ذروتها في سقوط الحكومة السورية وتداعياتها البعيدة المدى”.
وتكمل، أن “التحديات التي يواجهها العراق اليوم تمتد إلى ما هو أبعد من حدوده، ويمضي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بحذر شديد، على حقل ألغام نشط تثقل إدارته بالضغوط الداخلية والتهديدات الأمنية، بينما تتصارع أيضا مع المطالب الخارجية، بما في ذلك مقاومة دعوات الولايات المتحدة وحلفائها لتفكيك الحشد الشعبي”.
ويؤكد تقرير المجلة، أنه “ينظر إلى هذه القوات على أنها ركيزة رئيسية للهندسة الأمنية العراقية وثقل موازن للنفوذ الإيراني في المنطقة، على الرغم من الدعم الذي تتلقاه بعض الفصائل داخل مظلة وحدة الحشد الشعبي من طهران”.
ونقلت المجلة، عن مصدر حكومي عراقي قوله، إن “العراق يشارك مخاوفه المتعمقة مع جيران مثل المملكة العربية السعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة ومصر، بعد الاضطرابات في غزة ولبنان وسوريا، يخشى العديد من العراقيين من أن تكون بلادهم هي التالية في سلسلة زعزعة الاستقرار الإقليمي”.
وفقا للمصدر، نقلت واشنطن رسالة إلى طهران من خلال وسطاء سويسريين، محذرة من ضربة كبيرة – يحتمل أن تستهدف منشأة نووية – في أوائل عام 2025.
وتشير المجلة، إلى أنه “في العراق، تظهر علامات التوتر المتزايد في كل مكان، على طول الحدود التي يبلغ طولها 600 كيلومتر مع سوريا، ويحافظ الجيش العراقي والحشد الشعبي على وجود يقظ، وينشران ألوية مدرعة وكاميرات حرارية وأبراج مراقبة لمنع تكرار غزو داعش عام 2014”.
وبحسب التقرير، فإن “الوجود العراقي اليقظ على الحدود السورية يتطابق مع مراقبة بغداد عن كثب لتراكم قوة تركيا في منطقة السورج بالقرب من كوباني (عين العرب) مصحوبة بالدبابات والمدفعية الثقيلة، كما أنهم يشاهدون توغل القوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة السورية، التي تنحدر من مرتفعات الجولان للوصول إلى حوض اليرموك في محافظة درعا، على طول الجانب الآخر من رشايا وحصبيا والبقاع اللبناني الغربي، باتجاه معبر مسنعاء – المعبر الحدودي الوحيد العامل حاليا بين سوريا ولبنان”.
ومما يضاعف ذلك الكشف عن أن العدد الفعلي للقوات الأمريكية في العراق وسوريا أعلى بكثير مما تم الكشف عنه سابقا، مع تمركز الآلاف في المنطقة لمواجهة النفوذ الإيراني وتقديم الدعم اللوجستي لحلفائهم الأكراد. والأسوأ من ذلك هو التسريبات غير المؤكدة بأن سوداني ليست مستعدة فقط لقبول تمديد وجود القوات الأمريكية في العراق بعد الموعد النهائي للانسحاب لعام 2026، ولكنها قد تسمح أيضا للأمريكيين بتعزيز بعثاتهم لمراقبة الحدود بين العراق وسوريا.
في حين أبلغ البنتاغون رسميا عن ما مجموعه 3400 جندي أمريكي في البلدين – 900 في سوريا و2500 في العراق – فإنه يذكر الآن أن الرقم لا يقل عن 4500، مع 2000 جندي في سوريا كقاعدة عمليات خلفية لدعم القوات الأمريكية في العراق.
وتؤكد المناورات الدبلوماسية الأخيرة للسوداني على خطورة الوضع، ويكشف مصدر عراقي مطلع أنه بعد التهديد الإسرائيلي، عقد السوداني مع قادة من إطار التنسيق العراقي وائتلاف إدارة الدولة لمناقشة الاستجابات المحتملة.
ويضيف المصدر نفسه أن الوسطاء الأمريكيين قدموا في وقت لاحق رسالة إسرائيلية ثانية، أدرجت فيها الأهداف التي قد يتم ضربها إذا لم يتم إيقاف هجمات الطائرات بدون طيار التي شنت من العراق.
وعلى الرغم من ذلك، نفذت فصائل المقاومة العراقية العديد من العمليات، وغالبا ما تتماشى مع هجمات القوات المسلحة اليمنية المتحالفة مع أنصار الله، ومع ذلك، فإن أعمال التحدي هذه لم تردع بغداد عن السعي إلى تحقيق توازن دقيق.
وعلى سبيل المثال، قاومت الحكومة العراقية الطلبات الإيرانية لنقل القوات عبر العراق إلى سوريا، مشيرة إلى مخاطر المزيد من زعزعة الاستقرار، وفقا لمصادر قريبة من الحشد الشعبي، يعكس هذا النهج جهدا محسوبا لحماية العراق من الأزمة السورية المتصاعدة والحفاظ على سيادته الهشة.
وبحلول 13 ديسمبر، قام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بزيارة غير معلنة إلى العراق، مؤكدا على أولويات الولايات المتحدة في السيطرة على حدود العراق مع سوريا ومنع استمرار تدفق الأسلحة الإيرانية إلى لبنان. توضح هذه الدفعة الدبلوماسية الدور المركزي للعراق في حسابات الأمن الإقليمي والأجنبي.
ووفقا لمصدر عراقي، قبل تصاعد هجوم المعارضة على سوريا، أرسل رئيس الوزراء العراقي رئيس هيئة الحشد الشعبي فال الفياض إلى أنقرة ودمشق للتوسط بين الجانبين، ومع ذلك، فشل هذا الجهد، مما ترك السوداني بدون نفوذ لتهدئة الفصائل المسلحة أو التخفيف من الضغوط الإيرانية المحتملة.
وينفي مصدر حكومي عراقي أي تأكيدات أو تهديدات رسمية من الولايات المتحدة فيما يتعلق بسوريا، لكنه يؤكد أنه تم إصدار تحذيرات مسبقة لقادة المقاومة.
لكن مصادر أخرى تقول إن الحكومة العراقية تلقت تحذيرات أمريكية من أن القوات العراقية ستبقى خارج المعركة السورية لدعم حكومة الأسد السابقة، وهو موقف دعمته في نهاية المطاف القوى السياسية والكتل الرئيسية في العراق، بما في ذلك زعيم الحركة الصدرية مقتدى الصدر.