مساء يوم أمس الاثنين، أُعلِن عن وفاة صانع المحتوى المعروف، محمد الركابي، في خبر شكل صدمة لكل متابعيه.
الشاب النجفي الذي اتخذ من اللغة الإنجليزية نافذة تطل على العالم، اختار أن يزكي علمه بمساعدة الآخرين لتعلم اللغة الإنجليزية، في حساب على يوتيوب يحتوي على أكثر من 300 ألف متابع، وبالأخص عبر سلسلة محاضراته التي تحمل عنوان “تعلم الإنجليزية من الصفر”.
“شكرا لكم من القلب، على كل تبرعٍ مهما كان بسيطا”
يبلغ محمد من العمر 32 عاما، وهو خريج قسم التحليلات المرضية في جامعة الكوفة، وحينما وجد نفسه عاطلا عن العمل، استثمر مهاراته في اللغة الانجليزية، وانطلق في عالم صناعة المحتوى.
انقطع محمد عن منصات التواصل وتقديم المحتوى لفترة من الزمن، بسبب رقوده في المستشفى إثر إصابته بسرطان. الدم (اللوكيميا). تفاقمت أزمات محمد مع انفصال زوجته عنه، وتطور سرطان آخر في نخاع العظم أقعده عن الحركة.
وفي آخر منشور له عبر حسابه على منصة “يوتيوب” قال محمد: “شكرا لكم من القلب، على كل تبرع مهما كان بسيطا”.
“لم يكن ذلك مجرد وظيفة بالنسبة لي بل كان شغفًا”
“وداعًا أحبائي”
فيما نشر حساب مكتب محمد محسن الركابي، رسالة قال إن محمد كتبها قبل وفاته، جاء في نصها:
“أصدقائي وأحبائي،
إذا كنتم تقرأون هذه الكلمات، فهذا يعني أن رحلتي في هذه الدنيا قد انتهت. أكتب لكم هذه الرسالة لأنني أردت أن أترك لكم شيئًا، لا يتعلق فقط بالمعرفة، بل بالحب والإيمان بما يمكن لكل واحد منكم أن يحققه.
لقد قضيت سنوات حياتي أعمل بجد لتعليم اللغة الإنجليزية لأجيال متعددة. لم يكن ذلك مجرد وظيفة بالنسبة لي، بل كان شغفًا، ورغبة عميقة في أن أفتح لكم أبوابًا جديدة للعالم، من خلال اللغة. كل درس قدمته، كل نصيحة أعطيتها، كانت بدافع حبي لكم وإيماني بقدرتكم على الوصول إلى أقصى إمكانياتكم.
اليوم، وأنا لم أعد بينكم، أرجو أن تتذكروا أن التعلم ليس له نهاية. ما زالت الدروس التي تركتها لكم موجودة، وستظل كذلك. تعلموا منها، وانقلوا ما تعلمتموه للآخرين. دعوا كل درس يكون شعلة تنير طريقكم وطريق من حولكم.
لا تحزنوا على فراقي، بل احتفلوا بالذكريات الجميلة، وبكل الإنجازات التي حققناها معًا. أنا فخور بكل واحد منكم، وسأظل دائمًا كذلك، حتى وأنا بعيد عن هذا العالم.
حافظوا على العلم، وأحبوا الحياة، وكونوا دائمًا الأفضل في ما تقومون به.
هذه هي أمنيتي الأخيرة لكم.
“الأثر العميق”
“أيها الشعب العراقي افتخروا بأنه كان لكم استاذا ومعلما ومربيا أحبته شعوب شتى”
هذه الرسالة المؤثرة، حصدت آلاف التعليقات، ومئات المشاركات، إذ علق محمد عبد الرحمن السيد، وهو سوداني الجنسية قائلا: “الحنين العطوف .. عشقناك واحببناك .. تركت فينا أثرا عميقا .. ايها الشعب العراقي افتخروا بأنه كان لكم استاذا ومعلما ومربيا احبته شعوب شتى ..
استاذ الركابي معلم مختلف جدا.. مزج بين إيصال المعلومة والطرفة مع جرعة ثقافية من أجل أن ينهض بنا”.
أما كريم المالكي فعلق باللغة الدارجة، “الله يرحمه ويدخله الجنة من اوسع ابوابها انسان مكافح ومجاهد وافاد الناس وخلوق جدا، لقد فقدنا اعز انسان على قلوبنا، لقد حطمت قلوبنا ابو جاسم”.
وكتب حارث صالح: “نسأل الله عز وجل أن تكون دروسك لنا في تعليم اللغة الانكليزية في ميزان حسناتك”.
وقال سعد جاسم نايل: “تركت أثرا طيبا في الاوساط العلمية والاجتماعية تتناقله وتنتفع منه الاجيال”.
لاحقا ترك عدد من متابعيه العرب رسائل نعي عبر مجموعته على منصة فيسبوك “كروب الأستاذ محمد الركابي لتعلم الإنجليزية”، يقول أحدهم: “من الجزائر اللهم اغفر لمحمد الركابي وارحمه برحمتك الواسعة واجعله في زمرة الصالحين.وارزق عائلته الصبر والسلوان”.
وكتبت أم تميم: “من ليبيا تعازينا لأهل الأستاذ محمد الركابي والله لفراقك لمحزونين”.
أما علي أحمد فكتب: “من السودان بقلوب يعتصرها الألم نودع الأخ والصديق الأستاذ محمد الركابي بعد صراع مع مرض السرطان إلى مثواه الأخير”.