يدرس لبنان مقترحاً أميركياً للتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، حسبما أفاد مسؤولان حكوميان لبنانيان وكالة “فرانس برس”، أمس الجمعة، وذلك بعد نحو شهرين من تصعيد الحرب بين الحزب وإسرائيل.
وقال مسؤول رفض الكشف عن اسمه، إن السفيرة الأميركية ليزا جونسون التقت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، مضيفاً أنها عرضت “مقترحاً أميركياً من 13 نقطة”. وأشار إلى أن “بري طلب مهلة ثلاثة أيام” لدرس المقترح، موضحاً أن الجانب الإسرائيلي “لم يعلن موقفه منه بعد”.
ولم يقدم المسؤول تفاصيل عن المقترح الأميركي، غير أنه أوضح أنه “في حال تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار، فإن الولايات المتحدة وفرنسا ستعلنان ذلك في بيان”، مضيفاً أنه “سيكون هناك وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، وسيبدأ لبنان بنشر الجيش على الحدود”.
مصادر دبلوماسية في بيروت أفادت لجريدة “الشرق الأوسط” أن أكثر البنود جدلية في الورقة الأميركية بندٌ يعطي للطرفين حق الدفاع عن النفس. وبحسب المصادر يخشى لبنان تحوُّل هذا البند إلى حرية الحركة التي طالبت بها إسرائيل ورفضها لبنان.
هذا فضلا عن بند يقضي بإنشاء لجنة مراقبة لتنفيذ القرار الدولي 1701 وينص على منطقة خالية من المسلحين جنوب نهر الليطاني.
وأشارت المصادر إلى أن لبنان يعترض على تأليف هذه اللجنة التي تريدها واشنطن برئاستها. وقد اقترح المفاوضون اللبنانيون سابقاً توسيع اللجنة الحالية لتضم الولايات المتحدة وفرنسا، بعد اعتراض بري على بريطانيا وألمانيا.
ومنذ تكثيف إسرائيل غاراتها على معاقل حزب الله في جنوب وشرق لبنان وفي الضاحية الجنوبية لبيروت في 23 أيلول/سبتمبر، باءت الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بالفشل.
ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في اتصال مع وكالة “فرانس برس” التعليق على ما يتم تداوله بشأن مسودة الاقتراح.
وأكد “الالتزام بالتوصل إلى حل دبلوماسي يعيد الهدوء الدائم ويسمح للسكان في لبنان وإسرائيل بالعودة بأمان إلى منازلهم”.
من جانبه، أفاد مصدر حكومي آخر بأن “الصياغة المقترحة ناتجة من آخر لقاء بين بري و(مبعوث الرئاسة الأميركية آموس) هوكستين، والذي حصل خلاله تفاهم على خارطة طريق لوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701”.
وأضاف “تمّ بعد ذلك وضع مسودة أُرسلت إلى لبنان لدرسها وإبداء أي ملاحظات عليها، ليتمّ بعد ذلك الانتقال إلى المرحلة الثانية”.
وينصّ القرار الدولي 1701 على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.
وكان هوكستين قد زار لبنان منتصف أكتوبر، كما توجه إلى إسرائيل مع مبعوث البيت الأبيض بريت ماكغورك في نهاية الشهر ذاته، لبحث “حل سياسي.. وسبل التوصل إلى وضع حد للنزاع في غزة”، وفق وزارة الخارجية الأميركية.
وأعرب المصدر الحكومي عن “تفاؤل بإمكانية التوصل إلى نتيجة”، غير أنّه أشار في الوقت نفسه إلى أنه “لا يمكن معرفة نوايا” الجانب الإسرائيلي.