نزار ريان قائد سياسي وعسكري بارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وعالم متخصص في الحديث النبوي الشريف، اغتالته إسرائيل في أول أيام عام 2009 مع 15 من أفراد أسرته، بقصف جوي على منزله بمخيم جباليا في قطاع غزة.
المولد والنشأة
ولد نزار ريان في السادس من مارس/آذار 1959 في جباليا، وتعود أصول أسرته إلى قرية نعليا، إحدى قرى مدينة المجدل بعسقلان. تزوج من 4 نساء، وله 9 أولاد من الذكور، و7 من الإناث.
الدراسة والتكوين
درس مراحله الأساسية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، والمرحلة الثانوية في مدرسة الفالوجة بجباليا.
نال البكالوريوس في أصول الدين من جامعة محمد بن سعود الإسلامية في السعودية، والماجستير من كلية الشريعة بالجامعة الأردنية متخصصا بالحديث الشريف، وتخرج فيها بتقدير ممتاز.
ثم نال الدكتوراه في الحديث النبوي الشريف من جامعة القرآن الكريم السودانية بتقدير ممتاز، وكان يزاوج بين العمل الأكاديمي والسياسي.
التجربة السياسية والعسكرية
نشأ نزار ريان في أحضان الدعوة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية، وتربّى على يدي الشيخ أحمد ياسين، واعتقل مرات عديدة من قبل إسرائيل وكذا السلطة الفلسطينية بتهمة إيواء مطاردين، قبل أن تسيطر حركة حماس على القطاع في يونيو/حزيران 2007.
انضم لجماعة الإخوان المسلمين عام 1977، ونشط فيها، وكان من قياديي أول مسيرة خرجت من مخيم جباليا في الانتفاضة الفلسطينية الأولى.
انضم وقتها لكتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- بداية نشأتها، وشارك إلى جانب زكريا الشوربجي بأمر من صلاح شحادة في محاولات خطف جنود إسرائيليين.
كانت من مهامه جمع السلاح لكتائب القسام وإيواء المطاردين منهم، أمثال يحيى عياش ومحمد الضيف، ثم ساهم بإعادة بناء الجناح العسكري لحماس إلى جانب شحادة، وعكف على تلقي الدورات العسكرية في الكتائب.
بعدما أنهى نزار دورة وحدة الدفاع الجوي التابعة لكتائب القسام، باشر باستهداف المستوطنات بالصواريخ في عمليات منظمة. ويعد من أوائل شباب غزة الذين شاركوا في حفر الأنفاق، وكان ممن عملوا في الصفوف الأمامية للمرابطة على حدود القطاع.
انتخب نزار ريان في قيادة حماس السياسية لدورات عدة، وكان يشارك مقاتلي القسّام رباطهم واشتباكهم مع قوات الاحتلال في الاجتياحات المتكررة لأحياء غزّة وشمالها على وجه الخصوص.
عرف بتقدمه فرق مقاتلي القسام، إذ عكف على تحميس الشباب للجهاد وتحبيبه إليهم، وعرف عام 2004 بدوره في المساهمة في التصدي لمحاولة اجتياح الاحتلال شمال القطاع، واشتهر بعبارته “لن يدخلوا معسكرنا يعني لن يدخلوا معسكرنا”، التي قالها خلال رباطه في الصفوف الأمامية خلال ما تسميها المقاومة الفلسطينية “معركة الغضب” التي قاومت فيها الاحتلال 17 يوما (من 29 سبتمبر/أيلول 2004 إلى 16 أكتوبر/تشرين الثاني من العام نفسه).
مثّل حركة حماس في لجنة الانتخابات المركزية التي تولت عقد الانتخابات التشريعية 2006، وفازت فيها حماس بنحو ثلثي مقاعد البرلمان. وكان قبلها قد أفتى بجواز دخول الحركة في الانتخابات التشريعية.
استشهد ابنه إبراهيم في عملية اقتحام مستوطنة إيلي سيناي في أكتوبر/تشرين الأول 2001 مع رفيقه عبد الله شعبان.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2006، اعتلى نزار ريان مع مئات المواطنين في جباليا منزل محمد بارود، القيادي في لجان المقاومة الشعبية، الذي طلب منه الجيش الإسرائيلي إخلاءه تمهيدا لقصفه، وقرر ريان وأنصاره حماية البيت وصاحبه بأجسادهم.
وكان نزار ريان من الشخصيات الفلسطينية المؤثرة خاصة في الشباب الفلسطيني، وممن أثر فيهم عبد العزيز الرنتيسي، الذي تربى على يديه.
الوظائف والمسؤوليات
شغل منصب معيد بكلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية بغزة من عام 1984 إلى عام 1990.
عمل أستاذا فيها بقسم الحديث الشريف حتى عام 1994، ثم أستاذا مساعدا حتى عام 1999.
عمل مساعدا لنائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية من عام 2001 حتى 2003.
عين رئيسا لقسم الحديث الشريف بكلية أصول الدين.
تطوّع إماما وخطيبا لمسجد الخلفاء بمعسكر جباليا من عام 1985 حتى 1996.
كان عضوا في لجنة الإفتاء بالجامعة الإسلامية ولجنة العاملين فيها أيضا.
كان أحد أعضاء وحدة الرباط في كتائب القسام.
المؤلفات
شارك في كتابة عدد من المقالات وفتاوى نشرت بمواقع إلكترونية وبعض الصحف، وأشرف على عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه، بالإضافة لكتابته عديدا من البحوث الأكاديمية، ومنها:
دراسة “السيرة النبوية من الميلاد إلى وصول المدينة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم”.
بحث “شرح حديث: لتتبعن سنن من كان قبلكم”
بحث “وأظلمت المدينة؛ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم”
بحث “الدواعي العلمية لرواية الصحابة الأحاديث النبوية”
بحث “الإمام اليونيني وجهوده في ضبط صحيح الإمام البخاري”
بحث “رسم الأسانيد بالرموز صيغة مقترحة”
الوفاة
في أول أيام عام 2009، اغتالت الطائرات الإسرائيلية -في سادس أيام عملية “الرصاص المصبوب”- نزار ريان مع عدد من أفراد أسرته في قصف جوي على منزله في مخيم جباليا. واستشهد في هذا القصف هو و11 من أبنائه ونساؤه الأربع.