في تطور يعكس تصاعد التوترات داخل مجلس النواب العراقي، أعلنت كتل برلمانية سنيّة دعمها لرئيس البرلمان محمود المشهداني، بعد مشادة كلامية حادّة جمعته بالنائب الأول لرئيس البرلمان محسن المندلاوي، انتهت إلى رفع الجلسة قبل استكمال جدول أعمالها.
المشادّة بدأت حين واجه المندلاوي زميله المشهداني مستنكراً تصريحات سابقة له طعن فيها بالهوية العراقية، قائلاً:
“ليش تگول عن الهوية العراقية هوية خسيسة؟”
ليأتي الرد من المشهداني بصيغة مثيرة للغضب:
“أشخ على العراق!”
هذا الردّ فجّر غضباً واسعاً تحت قبة البرلمان، ودفع بعض النواب إلى الانسحاب، فيما طالب آخرون بإحالة المشهداني على لجنة طبية للتثبت من قواه العقلية، وبدأت فعلياً عملية جمع تواقيع بهدف تقديم طلب لإقالته.
الكتل السنية تدخل على الخط
في المقابل، دخلت عدة كتل وشخصيات سياسية سنية على خط الأزمة، معلنة تضامنها مع المشهداني، ومؤكدة رفضها لما وصفته بـ”استهداف سياسي لممثل مكوّن أساسي تحت ذرائع انفعالية”.
القضية في جوهرها
تكشف هذه الحادثة عمق الانقسامات داخل مجلس النواب، ليس فقط على مستوى التوترات السياسية، بل أيضاً في ما يتعلق بمفاهيم الهوية والانتماء الوطني، وهي قضية لطالما كانت محل تجاذب بين أطراف مختلفة داخل العملية السياسية.
تصريحات المشهداني ليست الأولى التي يُنظر إليها على أنها إهانة صريحة لمفهوم الدولة الوطنية، لكن الغضب الواسع الذي أعقبها هذه المرة، وردود الفعل المنظمة، تعكس ربما تحوّلاً في سقف التحمّل السياسي، واحتمال دخول البرلمان في مرحلة صدام مفتوح حول الحدود المقبولة للخطاب النيابي