أكدت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير لها نشرته اليوم السبت، أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، مقبل على شرق أوسط جديد مختلف جذرياً عن الشكل الذي شاهده خلال ولايته الأولى.
وأكد التقرير أن إدارة ترامب الثانية قد تحمل إشارات أكثر اختلاطاً على المنطقة، بسبب تعيينات ترامب الأخيرة لأعضاء حكومته.
وسلطت الصحيفة الضوء على مرشحه ستيفن ويتكوف لمنصب المبعوث إلى الشرق الأوسط، مبينة أنه “ليس لديه خلفية تذكر في السياسة الخارجية”، ومع ذلك أشار هو وغيره من الذين رشحهم ترامب إلى دعمهم القوي لإسرائيل؛ ما قد يدخل المنطقة في مرحلة مختلفة من التصعيد والمصير الغامض.
وأشارت في تقرير إلى أن المراقبين لترامب أدركوا منذ فترة طويلة مدى “حماقة محاولة التنبؤ بقراراته”، وأنه عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الخارجية، وخاصة في الشرق الأوسط، فهناك بعض الطرق التي قد تجعل ولايته الثانية مختلفة بلا شك عن ولايته الأولى.
وبينت أن شكل المنطقة تغير بشكل جذري منذ الهجمات التي شنتها حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، والتي أدت إلى تعطيل توازن القوى وأولويات اللاعبين الرئيسين فيها.
وأشارت الصحيفة إلى أن هجوم حماس على إسرائيل كان إحدى تلك اللحظات التي تقسم التاريخ إلى “ما قبل” و”ما بعد”.
وقال “في الهجوم، قتلت حماس مدنيين في إسرائيل”، على حد قولها، مضيفة “أعادت آخرين إلى غزة كرهائن، وحطمت الهجمات الافتراضات الراسخة حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؛ ما أدى إلى فترة من عدم اليقين العنيف”.
وبين التقرير أنه في فترة ولاية ترامب الأولى وخلال معظم فترة ولاية الرئيس بايدن، لم تحظ المطالب الفلسطينية بإقامة دولة باهتمام كبير. فقد سيطرت إسرائيل على الضفة الغربية واحتوت غزة بإحكام شديد لدرجة أن الوضع الراهن بدا وكأنه قد يستمر إلى أجل غير مسمى.
واعتبر أن هجوم حماس، وإعادة ترتيب التحالفات التي أعقبته، غيرت كل شيء، مردفة “عادت الولايات المتحدة إلى الانخراط بعمق في المنطقة، حيث قدمت الدعم العسكري لحرب إسرائيل ضد حماس في غزة وضد حزب الله في لبنان”.
وأكدت في هذا الصدد، أن الغضب الواسع النطاق إزاء سلوك إسرائيل، الذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الناس وتشريد أكثر من مليون شخص، أدى إلى تجدد الاهتمام بقضية الدولة الفلسطينية.
وأشار التقرير إلى أنه قبل هجمات حماس، كانت إسرائيل وإيران في حالة من “التوازن العنيف” أحياناً ولكن المستقر إلى حد كبير، حيث انخرط الطرفان في حرب خفية، ولكن أياً منهما لم يكن راغباً في صراع شامل، وحافظا على توازن تقريبي بين الردع المتبادل.
وهذا التوازن وفق ما جاء في الصحيفة، اهتز في السابع من أكتوبر 2023، مبينة “تم تقويضه بشكل أكبر هذا العام عندما نفذت إسرائيل غارة جوية على منشأة دبلوماسية إيرانية في سوريا، كما أنها متهمة باغتيال زعيم حماس في طهران، كما دمرت قيادة ميليشيا حزب الله.
وأردف التقرير، “شنت إيران هجومين صاروخيين منفصلين واسعي النطاق على إسرائيل، الأول من نوعه على الإطلاق، وقد قابلته إسرائيل بضربات محسوبة بعناية ضد الدفاعات الجوية الإيرانية ومنشآت إنتاج الصواريخ”.
في فترة ولاية ترامب الأولى، زعم كثيرون أنه كان يتبع “استراتيجية الرجل المجنون”، في الشؤون الخارجية، وفق تعبير الصحيفة.
وتتلخص هذه الفكرة في أنه “إذا اعتقد خصومك أنك غير مستقر بما يكفي لتنفيذ تهديد ما على الرغم من العواقب الكارثية المحتملة، فمن المرجح أن يتراجعوا”.
ورأت الصحيفة أنه قد يكون هناك بعض المنطق الاستراتيجي في اتباع استراتيجية “الرجل المجنون” ضد الخصوم، إلا أن التصرف بشكل غير منتظم مع الدول الصديقة قد يدفعها إلى الانسحاب والبحث عن تحالفات أخرى.