بعد إعلان مقتله على يد جهاز المخابرات الوطني، بإسناد من التحالف الدولي، حصلت منصة “إيشان” على صور للمدعو “أبو خديجة” والذي يشغل منصب والي العراق وسوريا لدى عصابات داعش الإرهابية.
وفي وقت سابق من اليوم، أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الجمعة، مقتل والي العراق وسوريا المكنى “أبو خديجة” بإسناد قوات التحالف الدولي.
وقال السوداني في تدوينة عبر منصة “إكس” تابعتها “إيشان”: “يواصل العراقيون انتصاراتهم المبهرة على قوى الظلام والإرهاب، حيث تمكن أبطال جهاز المخابرات الوطني العراقي، بإسناد وتنسيق من قيادة العمليات المشتركة وقوات التحالف الدولي، من قتل الإرهابي عبد الله مكي مصلح الرفيعي المكنى (أبو خديجة)”.
وأضاف، أن “الإرهابي يشغل منصب ما يسمّى (نائب الخليفة وهو الذي يشغل منصب ما يسمى والي العراق وسوريا، ومسؤول اللجنة المفوّضة ومسؤول مكاتب العمليات الخارجية) ويُعد أحد أخطر الإرهابيين في العراق والعالم”.
واختتم تغريدته بالقول: “نبارك للعراق والعراقيين وجميع الشعوب المُحبة للسلام هذا الإنجاز الأمني المهم”.
وتولى عبد الله مكي مصلح الرفيعي المكنى بـ”أبو خديجة العراقي”، منصب والي العراق بتنظيم داعش عقب مقتل أبو ياسر العيساوي والي التنظيم السابق في عملية عسكرية بوادي الشاي جنوب كركوك أواخر كانون الثاني 2021.
وشغل “الرفيعي” منصب والي العراق سابقًا ويشغل حاليًا أمير مكتب بلاد الرافدين، غير أن المعلومات المتوافرة من مصادر وثيقة الإطلاع على ملف تنظيم داعش تشير إلى أنه شغل منصب والي العراق وأمير مكتب بلاد الرافدين في آن واحد.
والتحق عبد الله مكي الرفيعي بتنظيم دولة العراق، النسخة الأسبق لداعش، في مرحلة مبكرة من عمره وألقي القبض عليه وحوكم بموجب المادة “4 إرهاب” من القانون العراقي، وأودع بسجن تسفيرات تكريت، شمالي العاصمة بغداد، قبل أن يفر منه مع مجموعة من قادة التنظيم عام 2012، بعد هجوم التنظيم عليه ضمن حملته الشهيرة المسماة بـ”هدم الأسوار”.
بعد هروبه من سجن تسفيرات تكريت عمل “الرفيعي” ضمن المفارز العسكرية لداعش التي كانت مسؤولة عن التمهيد لعودة التنظيم للسيطرة على مناطق بالعراق وسوريا، قبيل إعلان الخلافة المزعومة في حزيران 2014.
وعندما شكل التنظيم ما عُرف بجيش الخلافة، في تلك الفترة، انضم “الرفيعي” إلى فرقة القادسية وهي إحدى الفرق العسكرية التسع التابعة لتنظيم المركزي والتي كان مقرها محافظة ديالى، وعمل أميرًا للشرطة العسكرية في الفرقة الداعشية.
وفي وقت لاحق، اختارت قيادة التنظيم الإرهابي “عبد الله مكي الرفيعي” ليكون نائب والي داعش في ديالى ، ثم اختير واليًا على ديالى في وقت لاحق، وجرى اختياره نائب والي العراق إبان تولي أبو ياسر العيساوي المنصب، قبل أن يقتل الأخير ويشغل الأول منصب والي العراق بدلًا منه.
وعمل “الرفيعي” على إعادة بناء شبكات داعش في العراق بعد توليه منصب والي العراق وأمير مكتب الرافدين، كما وجه إرهابيي التنظيم لتجنب الحملات الأمنية التي يشنها الجيش العراقي ضد معاقل التنظيم.
وكاد جهاز مكافحة الإرهاب العراقي أن يُطيح بعبد الله مكي الرفيعي خلال عملية عسكرية شنها بالتنسيق مع جهاز المخابرات الوطني العراقي في وادي حوران بصحراء الأنبار، في شباط الماضي، وقتل فيها 17 من عناصر التنظيم، ورجحت مصادر استخبارية ومنشقون عن التنظيم، وقتها، أنه قتل خلال هذا الهجوم.
لكن الاستخبارات التي أجرت تحليلًا للحمض الوراثي للقتلى لم تتمكن من تأكيد مقتل عبد الله مكي الرفيعي، فيما ذكرت مصادر في نيسان الماضي، أن أمير مكتب بلاد الرافدين لم يُقتل في الهجوم وأن خلافًا نشب بين القادة العراقيين والسوريين في التنظيم في ظل استمراره في قيادة الفرع العراقي لداعش.
ويعد مكتب بلاد الرافدين بمثابة تنظيم شبه منفصل يخضع لإمارة عبد الله مكي الرفيعي ويفترض أنه يُنسق مع الإدارة العامة للولايات، التي كانت تحت إمارة أبو سارة العراقي قبل مقتله في شباط الماضي، ومكتب الشام (ولاية الشام) في الأمور المشتركة والقرارات الكبرى مثل تعيين خليفة التنظيم والمسؤولين عن الدواوين المركزية، لكن خلافًا وقع بينهما خلال الفترات الأخيرة.
ونشب الخلاف بين مكتب بلاد الرافدين بقيادة عبد الله مكي الرفيعي ومكتب الشام بسبب التقسيم الإداري واختلاف وجهات النظر وطرق إدارة ملف السجناء والذي يشمل المخيمات والسجون التي يُحتجز بها عناصر التنظيم.
ونتيجة هذا الخلاف قامت مفارز تابعة لمكتب بلاد الرافدين بتنفيذ هجمات ضد أنصار داعش التابعين لمكتب الشام، وراجت أقاويل أن “الرفيعي” أصدر أوامرًا للمفارز التابعة له بالقيام بعمليات اغتيال داخل مخيم الهول، وهو ما تسبب في اتساع الهوة بين القيادة الإقليمية لداعش في العراق ونظيرتها السورية لا سيما بعد حملات المداهمة والتفتيش التي شنتها القوات الكردية بالمخيم بعد تلك الهجمات.
وبفعل هذه التطورات قررت قيادة داعش العليا نقل سلطة الإشراف على كتيبة “أنصار العفيفات”، من سلطة أمير مكتب بلاد الرافدين وولاية العراق “عبد الله مكي الرفيعي” إلى سلطة ولاية الشام الداعشية بسبب اتساع رقعة الخلافات وانعكاساتها السلبية على أتباع التنظيم، حسبما ذكر المنشقون عنه.