في تصعيد خطير أعقب إعلان وقف إطلاق النار في غزة، شن الطيران الحربي الإسرائيلي عشر غارات جوية استهدفت فجر اليوم منطقة المصيلح في جنوب لبنان، ما أسفر عن استشهاد سوري وإصابة سبعة أشخاص آخرين، بينهم سيدتان وستة لبنانيين، وفق بيان صادر عن وزارة الصحة اللبنانية.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، أن الغارات طالت ستة معارض للجرافات والحفارات على الطريق العام في المصيلح، ما أدى إلى تدمير واحتراق عدد كبير من الآليات، بينما عملت فرق الإطفاء على إخماد النيران التي اشتعلت في الموقع المستهدف لساعات متواصلة.
وفي أول رد رسمي، ندّد الرئيس اللبناني جوزيف عون بالهجوم، واصفاً إياه بأنه “عدوان إسرائيلي سافر ضد منشآت مدنية بلا حجة ولا حتى ذريعة”، محذّراً من أن هذا الاعتداء يأتي في توقيت بالغ الحساسية بعد اتفاق وقف الحرب في غزة، وبعد موافقة الفصائل الفلسطينية على آلية تحييد السلاح وإخراجه من الخدمة.
وأضاف عون في بيان له: “خطورة العدوان الأخير أنه يطرح علينا كلبنانيين وعلى المجتمع الدولي تحديات أساسية، فهل هناك من يفكر بالتعويض عن غزة في لبنان لضمان استدامة الاسترزاق السياسي بالنار والقتل؟”
وتابع قائلاً: “طالما تم توريط لبنان في حرب غزة تحت شعار الإسناد، أفليس من أبسط المنطق اليوم إسناد لبنان بنموذج هدنتها، خصوصاً بعدما أجمع الجميع على تأييدها؟”
الهجوم الذي جاء بعد ساعات من الهدوء في جبهات غزة يثير تساؤلات واسعة حول إمكانية انزلاق المنطقة إلى جولة جديدة من المواجهة، وسط تحذيرات لبنانية من تكرار سيناريو التصعيد الذي يهدد الأمن الإقليمي برمّته.
