اخر الاخبار

منذ بداية العام.. إيران تصدر بضائع لكردستان عبر برويزخان بأكثر من مليار دولار

  كشف مدير عام شؤون الحدود والمناطق الحدودية في وزارة...

تكليف نوفل أبو رغيف برئاسة الجهاز التنفيذي لهيئة الإعلام والاتصالات

كلّف رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، الوكيل الأقدم...

أربع دول عربية ضمن العشرة الأوائل عالميًا في واردات السلاح

أفاد تقرير عبري بأن مصر حققت مركزا متقدما للغاية...

مقترحات برلمانية لتعديل قانون التعليم الإلزامي: تشمل فرض غرامات

تواصل لجنة التربية في مجلس النواب دراسة مقترحات تعديل...

بغداد تلاحق ملثمين اعتدوا على سوريين في العراق ودمشق تطالب بضمانات

وجّه رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، الأربعاء، بتشكيل فريق...

ذات صلة

وميض الحدود يخسفُ صدور الأمهات.. والعراقيون يعتادون هبوط الصواريخ

شارك على مواقع التواصل

لم يعرف العراقيون ليلاً هانئاً منذ سنوات بل حتى منذ الأزل، من الشمال حتى الجنوب، الكل ينتظر ما سيحصل في الليل، على الجنوب تثور الناس على بعضها البعض بشكل شبه يومي، وفي الشمال لا يهدأ بال الأتراك حتى يقصفوا مدن كردستان وجبالها وشواهقها، وفي الغرب يتحول الليل إلى المهربين وتسلل الإرهابيين، وعلى الشرق فإن “كل شيء على ما يرام” حتى يكشف..

وتلقي الولايات المتحدة باللوم على إيران في ما حدث، وبحسب قناة “سي بي إس”، وافقت الإدارة الأمريكية، كإجراء انتقامي، على خطط لضرب أهداف إيرانية وأفراد عسكريين متمركزين في العراق وسوريا.

اليوم، صرخت الأرض العراقية مجدداً، بقصف أمريكي غاشم، ليختلط بارود البيض الباردين المملوءة بطونهم بـ”الهوت دوغ والجعة”، بلحم “أولاد الملحة”، الذين ومنذ أن وثب عليها أول غريب قبل مئات السنين، استبسلوا في قتل أنفسهم من أجل ردعها، ورد كيد الأعداء في نحورهم، وعادة ما يتحولون إلى سمك “مأكول ومذموم”.

طارت الصواريخ الأمريكية مجدداً، ضد قواعد العراقيين، وفجرت منامات العسكريين ومقرات الحراسة والمخازن والميرة، وسقط شهداء لم يعرف عددهم الفعلي حتى اللحظة، وجرح آخرون، وانتهكت حرمة الأرض مجدداً، عدوان أمريكي أعتبره العراق “حدثاً خطيراً” قد يجر المنطقة إلى الهاوية.
لم يستغرب العراقيون ما حدث اللية، فقد تحولوا إلى خبراء ستراتيجيين بعدما لوعوا وقتلوا واستشهدوا وجرحوا، وعاشواً أياماً طويلة من الحروب والنزاعات، وفقد الأمل، وقل الناصر، ولا ناصر للعراقيين في عقود طويلة، سوى الصبر المر، وبيع الشبابيك وانتظار الفرج!.

لم يعرف العراقيون ليلاً هانئاً، منذ أمد بعيد، ولذلك فهم سهارى، من أجل متابعة الأحداث، وما جرى الليلة حلقة جديدة، لحديث جانبي قد يتطلب “استكان شاي وسيجارة” إضافية، في المقاهي والمحلات، وعلى أرصفة مساطر العمال، والكل سيقول: “هي معروفة من زمان.. ماكو جارة، لا أمريكا تريدنا بخير ولا المنا والمنا يريدونا نعيش بخير”، ويمتد الحديث ليعود للوراء قليلاً أو كثيراً، وأقصى حده، قد يكون لما قبل أكثر من 1400 عام.

مات عراقيون كثر، بضربات أمريكية سابقة، وسيموت آخرون وفق الأحداث الجارية، وستكبر الحفرة، إذا ما استمرت هذه الأحداث بالتصاعد، وفي الحفرة سيسقط مزيد من الأبرياء ومزيد من الأعمار، ومزيد من الذكريات والحكايات، سيبقى العلم يلف على أجساد الشهداء، وللأسف، فإن غالبية ما يلف من رايات على أجساد الشهداء مصنوعة في الخارج، علمٌ عراقي بلا سيادة، على هذا قد يقول البعض “أو لأجل هذا نقتل؟”، ثم يسكت.

وفي التبرير الأمريكي، لكل ما يجري للعراقيين، خرج وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن فجر السبت، ليقول إن “الضربات الجوية الأمريكية اليوم على أهداف فيلق القدس الإيراني والجماعات المرتبطة به هي بداية الرد”، ويشير إلى أن “القوات الأمريكية شنت اليوم ضربات على 7 منشآت تضمنت أكثر من 85 هدفا في العراق وسوريا”.

وفي الموقف العراقي، الذي لا ينتظره أحد بجدية، قال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، إن مدن القائم والمناطق الحدودية العراقية إلى ضربات جوية أمريكية، فيما عدّ تلك الضربات خرقا للسيادة العراقية.
وأضاف اللواء رسول في بيان إن “تلك الضربات تأتي في وقت يسعى فيه العراق جاهدا لضمان استقرار المنطقة.”

وأعاد رسول التذكير بأن “الضربات الأمريكية تعد خرقا للسيادة العراقية وتقويضا لجهود الحكومة العراقية، وتهديدا يجر العراق والمنطقة إلى ما لايحمد عقباه، ونتائجه ستكون وخيمة على الامن والاستقرار في العراق والمنطقة”.

هكذا تتعامل الولايات المتحدة مع أرض العراق، وفق أرقام، تزيد وتنقص عندها وهكذا ترى الطبقة السياسية والحكومة ما يجري بعينين من قلق وخيبة، بينما ترتفع يد الأمهات، داعيات وناعيات ولاطمات، في الشمال والجنوب والشرق والغرب، ليس هنالك ليل هانئ، الكل ينتظر لحظة “الثغيب واليا بوية والنواح واللطم وحث التراب على الرؤوس”.