اخر الاخبار

صرخة من تحت التراب.. العثور على جثة طفل الدسيم دفنها الخاطف بعد مساومة ذويه

في مشهدٍ مؤلمٍ، أعلنت وزارة الداخلية، اليوم الثلاثاء، عن...

الداخلية: استشهاد منتسبين من العقود وإصابة مدنيين باعتداء قرب مقر أحد المرشحين في كركوك

أعلنت وزارة الداخلية، اليوم الثلاثاء، استشهاد اثنين من منتسبي...

ذات صلة

يوم السناگل ١١ / ١١.. العراقيون يبحثون اليوم عن “شركائهم في البرلمان”.. والمقاطعون يختارون البقاء في بيوتهم

شارك على مواقع التواصل

في مفارقةٍ تجمع الطرافة والدهشة، يتزامن موعد الانتخابات البرلمانية العراقية التي تُجرى اليوم 11 / 11، مع اليوم العالمي للعُزّاب الذي يحتفل به العالم سنويًا في التاريخ ذاته.

الحدثان، رغم اختلاف جوهرهما، يلتقيان في رمزية واحدة: الوحدة، تلك التي يعيشها الفرد اختيارًا، ويعيشها الوطن أحيانًا اضطرارًا.

كان من المفترض أن تُجرى الانتخابات في 24 تشرين الثاني 2025، وفق تصريحٍ سابق لرئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان، لكن تحديد الموعد في 11 / 11 جعل الحدث السياسي العراقي يتقاطع مع مناسبة عالمية لا تخلو من السخرية.

فبينما يملأ العُزّاب حول العالم سلال التسوق الإلكترونية، يتجه العراقيون اليوم لملء صناديق الاقتراع.

11 / 11 تاريخٌ رمزيٌّ بامتياز. رقمان متشابهان يعكسان بعضهما كمرآة، وكأن القدر أراد للعراقيين أن يحدّقوا في انعكاسهم من جديد، وأن يختبروا علاقتهم بالديمقراطية بعد دورةٍ مليئة بالجدل والتقلبات.

ومع كل موجة انتخابات، يتكرر المشهد ذاته: الوعود تتجدد، الشعارات تتضخم، والمواطن يقف وحيدًا خلف كابينة التصويت، يبحث عن اسمٍ يستحق ثقته.

في الصين، حيث وُلد “يوم العُزّاب”، يحتفل الناس بالعزلة من خلال الشراء والاحتفال بالنفس. أما في العراق، فالعزلة تتخذ طابعًا آخر: عزلة سياسية يختار فيها المواطن بين المشاركة أو المقاطعة، بين أملٍ جديد وخيبةٍ محتملة.

فـ”يوم العُزّاب” هناك يومٌ للتجارة، وهنا يومٌ للاختيار — لكن كليهما يتعلّق بالرغبة في التغيير، ولو عبر زرٍّ أو ورقة.

اللافت أن هذه المفارقة لم تمرّ مرور الكرام على الشارع العراقي. فقد ضجّت مواقع التواصل بالسخرية والرمز، وتنوّعت التعليقات بين من رأى في التزامن “إشارة قدرية” على وحدة العراقيين رغم خلافاتهم، وبين من وصفها بأنها “مزحة من التاريخ” تُلخّص حال بلدٍ يعيش عزوبيةً سياسية طويلة، لم يجد فيها “الشريك الوطني” المناسب بعد.

يقول أحد المعلقين: “في يوم العُزّاب، كل العالم يشتري، ونحن نبيع أصواتنا مجانًا”.. وربما في هذه الجملة الساخرة ما يلخّص المشهد بأكمله؛ فالعراق يدخل موعده الانتخابي هذا العام وسط مشهدٍ سياسي متشابك، وتحالفاتٍ متحركة، وناخبٍ بات أكثر حذرًا من أي وقت مضى.

لكن رغم العزلة، تبقى الورقة الانتخابية هي المحاولة الأخيرة للخروج من وحدةٍ سياسية تمتدّ منذ سنوات، تبحث عن شريكٍ حقيقي يُعيد التوازن إلى الدولة.

وفي نهاية المطاف، يبقى سؤال العراقيين في هذا اليوم العالمي الغريب: هل سيبقى العراق “أعزبَ سياسيًا” بعد 11 / 11؟ أم سيجد أخيرًا من يشاركه بناء علاقةٍ جديدة مع الوطن؟