اخر الاخبار

العراق يتوعد المقيمين المسيئين: عليكم احترام القانون وإلا ستواجهون الترحيل

توعدت وزارة الداخلية، اليوم الأربعاء، المقيمين في العراق، بالترحيل...

مشاجرة مسلحة تنهي حياة الزميل ليث محمد في العرصات وسط بغداد

نعت وكالة الأنباء العراقية في شبكة الإعلام العراقي الزميل...

المرشد الإيراني: شبابنا مستعدون لأي مواجهة.. وأصبحنا أقوى رغم خسارة القادة

  أكد المرشد الأعلى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، السيد علي...

الحصيلة سترتفع.. المرصد السوري يؤكد أن جيش الجولاني أباد أكثر من 1300 مدني علوي

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، إبادة 1383...

قائمة الأسود النهائية.. كاساس يستعد بـ29 لاعباً لمواجهتي الكويت وفلسطين

  أعلن مدربُ المنتخب الوطنيّ خيسوس كاساس، قائمةَ لاعبي أسود...

ذات صلة

18 عامًا على تفجير شارع المتنبي: حينما حاول الإرهاب اغتيال الكلمة

شارك على مواقع التواصل

في مثل هذا اليوم قبل ثمانية عشر عامًا، وتحديدًا في 5 آذار 2007، تعرض شارع المتنبي في بغداد لهجوم إرهابي مروع ترك بصماته الدامية على أحد أهم معالم الثقافة العراقية. يعد هذا التفجير واحدًا من أكثر الأحداث التي هزت الأوساط الثقافية والفكرية في العراق، حيث لم يكن مجرد استهداف لمكان تجاري، بل كان ضربة في صميم المشهد الثقافي العراقي.

وقع التفجير عندما انفجرت شاحنة مفخخة بالقرب من مقهى الشابندر الشهير، الذي يعد ملتقى للمثقفين والأدباء والصحفيين. أدى الانفجار إلى مقتل ما لا يقل عن 30 شخصًا وإصابة العشرات، فضلًا عن تدمير العديد من المكتبات والمحال التجارية الممتدة على طول الشارع، حيث احترقت آلاف الكتب والمخطوطات النادرة التي يعود بعضها إلى عقود طويلة من الزمن.

ويعتبر شارع المتنبي، الذي سُمِّيَ تيمُّنًا بالشاعر العربي الكبير أبو الطيب المتنبي، من أقدم وأشهر الشوارع الثقافية في بغداد. يمتد هذا الشارع بالقرب من شارع الرشيد ويشتهر بأسواق الكتب القديمة والجديدة، حيث يقصده المثقفون والأدباء والباحثون منذ عقود بحثًا عن المعرفة والنقاشات الفكرية. كما يضم الشارع مقهى الشابندر، الذي يُعدّ من أعرق المقاهي البغدادية وأحد رموز التراث الثقافي في العراق.

لم يكن استهداف شارع المتنبي مجرد هجوم إرهابي آخر ضمن موجة العنف التي اجتاحت العراق بعد 2003، بل كان بمثابة رسالة واضحة لاستهداف العقل والثقافة والتنوير. لقد كان الشارع يمثل فضاءً للحوار والتواصل بين النخب الفكرية، وهو ما جعله هدفًا للقوى الظلامية التي سعت إلى إخماد أصوات الفكر والحرية.

إعادة الإعمار واستمرار الحياة

على الرغم من فداحة التفجير، لم يتوقف شارع المتنبي عن أداء دوره الثقافي. فقد أُعيدت بعض المكتبات إلى العمل، ورُمِّم مقهى الشابندر، واستمر رواد الشارع في ارتياده كتأكيد على رفضهم للاستسلام أمام الإرهاب. كما أطلقت العديد من المبادرات لإعادة إحياء الشارع، من بينها مشروع تحويله إلى شارع ثقافي دائم يحتضن الفعاليات الفكرية والأدبية.

بعد مرور 18 عامًا على التفجير، لا يزال شارع المتنبي ينبض بالحياة. يستمر في استقبال القرّاء والكُتّاب، وأصبح ملتقى ثابتًا للندوات والمعارض الثقافية، إضافة إلى احتضانه فعاليات أسبوعية تعزز دوره كمركز إشعاع فكري. وفي كل يوم جمعة، يشهد الشارع توافد المئات من عشاق الكتب الذين يتجولون بين الأكشاك والمكتبات، في مشهد يعكس إصرار العراقيين على إبقاء الثقافة حية رغم الجراح.