اخر الاخبار

أبو علي البصري يفتح ملف “مجرمي الأجهزة القمعية”: أطحنا بأخطر المطلوبين

كشف رئيس جهاز الأمن الوطني، عبد الكريم عبد فاضل...

لجنة خماسية لإدارة حماس خلفا للسنوار

قالت مصادر في حماس إن الحركة لن تعين خليفة...

إعلام عبري: منازل كبار القادة في إيران ضمن أهداف هجوم تل أبيب

عاجل | القناة 14 الإسرائيلية: القيادة العسكرية والموساد قدما...

ليلة “صعبة” على لبنان.. الكيان “يحاصر” المدنيين والمرضى بغارات جوية متتالية

  عاود طيران الكيان، شن غاراته الجوية على مناطق مختلفة...

ذات صلة

“إيشان” تعيد سرد واقعة اغتيال عدي صدام حسين.. “الوحش” الذي نجا من 50 رصاصة

شارك على مواقع التواصل

في الثاني عشر من كانون الاول للعام 1996 أذاعت فضائية “الشباب”، نبأ محاولة اغتيال عدي صدام حسين، في منطقة المنصور، خلال تجواله في سيارته الشخصية، في عملية تعد خرقا هائلا للمنظومة الأمنية التي كان يتبجح بها النظام السابق.
قبالة بناية مرطبات الرواد، وسط منطقة المنصور، على بعد أمتار عديدة من بناية المخابرات، أمطر مسلحون أربعة نجل الديكتاتور بالرصاص.
في مقابلة أجرتها معه صحيفة الشرق الأوسط، في عام 2003، سرد شريف سلمان، وهو أحد قادة ومنفذي عملية الاغتيال، تفاصيل محاولة قتل عدي صدام حسين.
يقول سلمان، “في السابعة مساءً، من ذلك اليوم، حضر عدي الى المنصور، وكان يقود مركبة من نوع بورش، برفقته احد مرافقيه، حينها أطلقنا عليه ٥٠ رصاصة”.
ويضيف “كنا نعلم ان فرصة عودتنا احياء لا تزيد عن واحد في المائة، حين اطلقنا الرصاص على عجلة عدي”.
ويتابع قائلاً “كنا على ثقة من اننا قتلناه.. لقد اطلقنا 50 رصاصة على السيارة، وفي الواقع، اكتشف فيما بعد، اصابة عدي 17 مرة، وقد اصيب بالشلل وبالعجز الجنسي، كما اشي.
ووفقاً لما تحدث به شريف للصحيفة آنذاك، فهو “كان يكره النظام، حيث استجاب بسهولة عندما جنده صديق دراسة في بلدة الشطرة بمحافظة ذي قار، في جماعة مقاومة مسلحة، حينها كان يقضي وقت فراغه في تنظيم خلايا سرية تعمل ضد نظام صدام حسين”.
وعن بوادر محاولة الإغتيال قول شريف في المقابلة، أنه “كان يسمع عن جولات عدي المنتظمة مساء كل خميس في حي المنصور الراقي بحثا عن الفتيات الجميلات، حيث كان يشتهر باجبار الفتيات على اصطحابه الى واحد من قصوره”.
“ظل شريف، ولمدة شهرين، يتجول في الشارع الرئيسي في حي المنصور مساء كل خميس وتبين له انه في حوالي الساعة السابعة من مساء الخميس، كان عدي يتسكع في الشارع الرئيسي في حي المنصور، بعض الاحيان مع حرس شخصي يركبون دراجات نارية وفي بعض الاحيان وحده”.
قال شريف انه “لم يبلغ أحدا بخطته في فتح النار على عدي صدام حسين، الا بعدما تأكدت مائة في المائة انها ممكنة، كان عليّ ان اكون متأكدا تماما من كل التفاصيل لكي اكون صادقاً في عيون قادتي”.
وفي النهاية كان متأكدا بدرجة سمحت له بالسفر الى الجنوب، والتسلل في الأهوار، وقدم معلوماته الى قيادة الحركة، التي اقتنعت ووافقته على خطته.
كانت الخطوة التالية لشريف هي “اختيار ثلاثة شباب لفرقة الاغتيال تحت قيادته كان يجب ان يتميزوا بالكفاءة بصفة خاصة”.
استأجرت الخلية منزلا آمنا في بغداد واشترى سيارة وهرب اسلحة وقنابل من الأهوار الى العاصمة لاستخدامها في محاولة الاغتيال.
ويقول شريف “انه لم يكن من الصعب اقناع مجنديه بالاشتراك في العملية، بالرغم من حقيقة انها كانت عملية انتحارية”.
واضاف “كل شخص في العراق كان يكره عدي، وكان أعضاء الفريق في غاية السعادة وقالوا انهم محظوظون لاختيارهم لهذه المهمة وتم اختيار واحد منهم يحمل الاسم الحركي أبو زهرة، لقيادة سيارة الهرب”.
شريف، وكنيته “أبو أحمد”، كان من المفترض ان يوفر غطاء للمسلحين، على ان يتولى “أبو صادق” و”أبو ساجد”، وهم من بقية أعضاء الفريق، اطلاق النار على عدي.
استأجر عضو في خلية أخرى شقة في احد أحياء بغداد الشيعية، واشترى آخر سيارة ووفر شخص آخر من الأهوار السلاح اللازم لتنفيذ العملية.
قال حمزة انهم “كانوا يعرفون المنطقة جيدا ويعرفون ايضا الطرق الترابية التي تقود الى نقاط التفتيش على الطريق السريع.
وفي اليوم المحدد لتنفيذ العملية حوالي الساعة السابعة مساء كان المكلفون بتنفيذ عملية الاغتيال جالسين في واحد من افضل محلات بيع الآيسكريم في حي المنصور وانظارهم مركزة على الهدف. مرت نصف ساعة ثم نصف ساعة اخرى دون ان يظهر عدي وتوجه افراد المجموعة الى منازلهم.
تكرر ذات الشيء الخميس التالي والذي يليه الى درجة ان “شريف شك في ان مخططه قد كشف، إلا انه لم يعتقل”.
توصل شريف الى احتمال ان يكون عدي منشغلا بحكم موقعه كرئيس للجنة الأولمبية العراقية في منافسة عالمية لكرة القدم يشارك فيها المنتخب العراقي. وبعد خمسة اسابيع من الانتظار في مقره في الأهوار، ارسل حمزة مبعوثا الى بغداد حاملا رسالة مشفرة ابلغ الخلية فيها بارجاء العملية. لكن مثل هذا التأخير الطويل كان يحمل معه مخاطر كشف المخطط لذا طلب شريف فرصة اخيرة وتم قبول طلبه.

ويبدو ان ما كان يفكر فيه شريف قد حدث بالفعل، فقد لمح حوالي الساعة السابعة من مساء يوم الخميس “سيارة غير عادية” لا يمكن ان يملكها شخص سوى عدي وهي تشق طريقها باتجاهه تحت أضواء اعمدة الشارع دون ان تكون هناك سيارة حراسة مرافقة لها فيما يبدو. ويعتقد شريف ان عدي كان يشعر بالأمان بسبب العدد الكبير من عناصر الأمن في الشوارع، بحسب ما تحدث به للصحيفة.

كان “أبو صادق” متكئا على سيارة المجموعة قبل ان يخرج الحقيبة الرياضية التي كان يخفي بداخلها بندقيتي كلاشنيكوف وخزانتي رصاص وست قنابل يدوية.
قفز أبو زهرة الى داخل سيارة المجموعة وقادها الى مسافة بضع ياردات الى منطقة مظلمة.
اما شريف، الذي كان مسلحا بمسدس، فقد رافق اثنين من المسلحين الى الموقع الذي اختاره
فوجئ افراد المجموعة بأن عدي كان لوحده ويقود سيارته ببطء، اذ يبدو ان حرسه الشخصي قد ترجل من السيارة ليبحث عن النساء لعدي.
في تلك اللحظة اخرج “أبو صادق” و”أبو ساجد” اسلحتهما من الحقيبة الرياضية وفتحا النار على عدي من مسافة تبعد بضع ياردات فقط.
تحطم تماما الزجاج الامامي وزجاج الباب الامامي، وفر أفراد المجموعة بعد ان افرغوا خزائن الرصاص على سيارة عدي باتجاه السيارة التي كان من المفترض ان يهربوا بها، واختفوا بالفعل من المكان بعد العملية التي استغرقت اقل من دقيقة. لم تتعرض المجموعة الى اطلاق نار من أية جهة ولم يتعرضوا الى أي مطاردة.
وصل أفراد المجموعة الى المنزل الذي كان مقررا اختباؤهم داخله وتوجهوا صباح اليوم التالي الى الناصرية على متن حافلة مواصلات ثم استقلوا حافلة اخرى الى منطقة سوق الشيوخ على اطراف الأهوار.
وفي منتصف ليل ذلك اليوم عاد أفراد المجموعة الى قاعدتهم ولم يبارح شريف الأهوار الا بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق في آذار عام 2003.
يقول شريف انه “لم يكن يتوقع ان تكون العملية بهذه السهولة، اذ كان يعتقد انهم ارسلوا لموت محقق، استمع حمزة، قائد مجموعة «15 شعبان» الى اذاعة صوت أميركا ومحطات بث اذاعي اخرى وضحك مع نفسه عندما سمع البعض يتحدثون عن وقوع محاولة انقلاب وان عددا من الجهات تبنت مسؤولية العملية، الا ان المجموعة آثرت الصمت لأنها كانت تريد ان يشك النظام في انها حدثت من داخله”.
توصل صدام في نهاية الامر الى الحقيقة، فقد قال حمزة ان “واحدا من افراد المجموعة قد ألقي عليه القبض في الأردن في قضية مختلفة تماما وسلم فيما بعد الى اجهزة الأمن العراقية واعترف ببعض التفاصيل تحت التعذيب/ وبنهاية اغسطس (آب) 1998، أي بعد مرور حوالي 18 شهرا على محاولة الاغتيال، اعتقلت عناصر أمن النظام العراقي السابق أبو اجد ونشرت تفاصيل بقية أعضاء المجموعة. كان انتقام النظام العراقي قاسيا، فقد اعتقل اشقاء شريف السبعة ووالدهم وقتلوا وابلغت والدتهم بأن تتسلم جثثهم من مشرحة في بغداد، كما اعدم والد “أبو صادق” وثلاثة من أشقائه وواجه “أبو ساجد” ووالده نفس المصير وهدمت قوات الأمن منازل هذه الاسر وصادرت ممتلكاتها. وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي اغتالت مجموعة “أبو صادق” بعد تعقبه بمنفاه في ايران.
احصائيات عن هذه محاولة اغتيال عدي صدام حسين
عدد المنفذين اربعة اشخاص وهم:-
سلمان شريف دفار.
عبد الحسين جليد عاشور.
تحسين مجيد عبد مكتوب.
مؤيد راضي حسين.
حركة ١٥ شعبان بقيادة المجاهد السيد حمزة الموسوي هي من تبنت العملية وهي الجهة التي ينتمي اليها المنفذون الاربعة.
فترة الاستطلاع وتهيئة مستلزمات العملية: شهرين.
فترة التنفيذ: ستة اسابيع ( لان الخروج للتنفيذ كان يوم الخميس من كل اسبوع فقط).
مكان استقرار المجموعة في بغداد: منطقة الزعفرانية.
نوع السيارة المستخدمة في التنفيذ: برازيلي اللون ابيض.
الاسلحة المستخدمة في التنفيذ: ثلاثة بنادق كلاشنكوف واربعة مسدسات شخصية وثمانية رمانات يدوية.
مكان تنفيذ العملية: ( بغداد- المنصور- شارع الاميرات قرب مرطبات الرواد) بداية الشارع من طرف مرطبات الرواد بناية اربعة طوابق تابعة لجهاز المخابرات المنحل ونهاية الشارع مقر قيادة ابو جعفر المنصور لحزب البعث المنحل.
سيارة المقبور عدي: كانت من نوع بورش اللون ذهبي.
عدد الاطلاقات التي اطلقت على المقبور عدي: (٥٠ ) اطلاقة تقريباً منها ( ١٧ ) اطلاقة اصابت مناطق متفرقة من جسده.
في اب من عام ١٩٩٨ اعلنت مديرية الامن العامة المنحلة القبض على احد منفذي عملية اغتيال عدي وهو (عبد الحسين جليد عاشور).
في تشرين الثاني من عام ١٩٩٨ قامت الاجهزة الامنية باعتقال ذوي المنفذين وتهديم دورهم السكنية ومصادرة اموالهم.
مابين شباط وحزيران من عام ١٩٩٩ قام النظام السابق باعدام كل من:-
والد المنفذ سلمان شريف دفار واشقائه السبعة.
المنفذ عبد الحسين جليد عاشور ووالده.
والد المنفذ مؤيد راضي حسين وثلاثة من اشقائه.
في حزيران من عام ١٩٩٩ اطلق سراح والدة سلمان شريف ووالدة وزوجة وابن عبد الحسين جليد من سجن الامن العامة المنحلة بعد اعتقالهم لمدة ستة اشهر.
في كانون الاول من عام ٢٠٠٢ قام جهاز المخابرات المنحل باغتيال المنفذ تحسين مجيد عبد مكتوب في ايران محافظة الاهواز.
اول تصريح سياسي لوزيرة الخارجية الامريكية انذاك مادلين اولبرايت حيث صرحت للاعلام في ليلة الحادث “يجب على الساسه الامريكان ان يغيروا من ستراتيجياتهم تجاه العراق بعد استهداف نجل الرئيس العراقي صدام حسين.