اخر الاخبار

الكعبي: يجب إخراج القوات الأمريكية من العراق.. الهجوم على إيران لن يمر دون حساب

  دعا الأمين العام للمقاومة الإسلامية/ حركة النجباء الشيخ اكرم...

إسرائيل: لا نسعى لاستهداف خامنئي بل إيقاف برنامج إيران النووي فقط

    أكد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، اليوم عدم...

ترامب يعترف: كنّا على علم بخطة إسرائيل لضرب إيران

    اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لصحيفة "وول ستريت جورنال"،...

“جريمة اليوم لن تبقى بلا رد”.. محمد باكبور: أبواب جهنم ستفتح على الكيان القاتل للأطفال

أكد قائد الحرس الثوري الايراني، العميد محمد باكبور، اليوم...

إسرائيل تدعو رعاياها في العالم إلى عدم كشف جنسيتهم أو عرض رموز يهودية

  حث مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، الإسرائيليين في دول العالم،...

ذات صلة

76 عاما من المواجهات على حدود لبنان: الصراع الأطول والأعقد في الشرق الأوسط

شارك على مواقع التواصل

بينما يلتقط العالم أنفاسه، وهو على شفا حرب عالمية ثالثة، تشخص الأنظار نحو الصراع المحتدم بين الكيان الإسرائيلي والمقاومة في لبنان، وهو من أكثر الصراعات عمرا وأعقدها في الشرق الأوسط.

البداية من النكبة

في النكبة الأولى عام 1948، التي نشأ على إثرها الكيان الإسرائيلي، لم تكن المقاومة الإسلامية المتمثلة بحزب الله قد ظهرت بعد، لكن لبنان شارك وقتها مع دول عربية بالحرب على قوات الكيان المحتل.

هذه المشاركة دفعت جماعات الـ”هاغاناه” بقيادة مناحيم بيغن في الـ31 من أكتوبر (تشرين الأول) 1948 إلى دخول بلدة حولا، إحدى قرى قضاء مرجعيون في جنوب لبنان، وتنفيذ مجزرة ضمن “عملية حيرام”، انتقاماً من أهالي البلدة لمشاركتهم مع “جيش الإنقاذ العربي”.

هذه العملية الوحشية التي راح ضحيتها عشرات الأبرياء أسهمت في تشكيل حدود إسرائيل وتعزيز سيطرتها على المناطق الشمالية، وكان الهدف الأساس منها السيطرة على منطقة الجليل الأعلى، التي كانت تحت سيطرة القوات العربية، ونتج منها احتلال نحو 15 قرية لبنانية.

وفي غضون عام طُرِدَ نحو 100 ألف فلسطيني من منازلهم في فلسطين التي كانت تحت الانتداب البريطاني خلال الحرب يصلون إلى لبنان لاجئين.

تبعات “النكسة” 

خلال نكسة 1967 لم يكن لبنان جزءا مع الصراع الذي دار بين الكيان وحلفائه من جهة، ومصر من جهة أخرى، لكنه حدث ألقى بظلاله على المنطقة برمتها، وزاد من نسبة تدفق اللاجئين الفلسطينيين نحو لبنان.

في العام التالي، انتقلت منظمة التحرير الفلسطينية إلى لبنان بعد عامين من طردها من الأردن، الأمر الذي تزامن مع تزايد أعمال العنف عبر الحدود.

وفي عام 1978 قام الجيش الإسرائيلي بغزو جنوب لبنان لغرض مطاردة المقاتلين الفلسطينين كعملية انتقامية لهجوم فلسطيني على حافلة ركاب إسرائيلية في تل أبيب ادت إلى مقتل 35 إسرائيليا ولكن الأزمة انتهت بتدخل مجلس الأمن وانسحاب إسرائيل.

في ذلك الوقت دعمت إسرائيل ميليشيا مسيحية محلية تسمى جيش لبنان الجنوبي.

ولادة حزب الله

وفي عام 1982 إسرائيل تجتاح الحدود اللبنانية مرة أخرى وتسيطر هذه المرة على اجزاء من بيروت وادى هذا الاجتياح إلى مقتل زهاء 14000 مدني من اللبنانيين والفلسطينيين ونتيجة لهذا الاجتياح تشكل حزب الله وأصبح من ابرز اطراف المقاومة للاحتلال الإسرائيلي. وفي نفس السنة وفي شهر سبتمبر تقع أحداث مذبحة صبرا وشاتيلا.

انسحبت إسرائيل إلى الحدود اللبنانية عام 1985 وشكلت منطقة حدودية عازلة داخل الجنوب اللبناني. وفي العام التالي تم إسقاط طائرة حربية إسرائيلية في الجنوب اللبناني وتم أسر الطيار رون عاراد الذي لايزال مصيره مجهولا.

نصر الله قائدا

في عام 1992 استهدفت المقاتلات الحربية الإسرائيلية زعيم حزب الله عباس الموسوي، وترتب على اغتياله، اختيار حسن نصر الله أمينا عاما للحزب.

المناوشات على الحدود استمرت، خلال الأعوام اللاحقة، إذ شن جيش الاحتلال عدة هجمات خلال العامين اللاحقين، وفي عام 1996، اكتسب حزب الله قوة صاروخية استهدفت مناطق اسرائيلية، قادت هذه المناوشات إلى قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك شمعون بيريز بشن هجوم جديد عرف باسم “عناقيد الغضب”، شنت خلاله القوات الجوية الإسرائيلية حملة قصف واسعة النطاق على المواقع العسكرية ومعاقل حزب الله، وكذلك على البنية التحتية المدنية في جنوب لبنان وفي بيروت والبقاع.

وتحت ضغط دولي، قُدّمت مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار في تل أبيب وبيروت في 26 أبريل/نيسان 1996. وذلك بعد أيام من ارتكاب الكيان مجزرة قانا الشهيرة، حيث قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف المقر بعد لجوء المدنيين إليه هربا من عملية “عناقيد الغضب” وراح ضحيتها 106 من المدنيين.

انسحاب إسرائيل

تم انتخاب رئيس الوزراء العمالي الإسرائيلي إيهود باراك في مايو/أيار 1999 على وعد بسحب الجيش الإسرائيلي من لبنان، بعد الخسائر التي تكبدها الكيان من المقاومة، خسارة 256 جنديا بين عامي 1985 و2000، لكن حزب الله واصل كمائنه القاتلة ورفض أي مفاوضات، فسحبت إسرائيل قواتها من جانب واحد، وكان انتصارا لحزب الله.

حرب تموز

في تموز 2006 أسر حزب الله جنديان إسرائيليان خلال دورية حدودية ونقلاهما إلى لبنان، وتعرضت القوات الإسرائيلية التي أرسلت لإنقاذهما بدورها لكمين، فعدّت إسرائيل ذلك إهانة غير مقبولة وأعلنت عن هجوم كبير سيعيد لبنان 20 عاما إلى الوراء.

كان مقر حزب الله في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت من المواقع التي استهدفها سلاح الجو الإسرائيلي منذ بداية القتال. فهدد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بقصف مدينة حيفا إذا استمر قصف الضاحية الجنوبية فقامت منظمة حزب الله بإطلاق صواريخ على مدينة حيفا، بعدما كانت المنظمة قد أطلقت الصواريخ على بلدات وقرى أخرى شمالي إسرائيل. وأعلن في بيان له بعد القصف الصاروخي أنها “حربا مفتوحة على إسرائيل كما أختارت هي”، مهددا بقصف مدن في العمق الإسرائيلي تتجاوز مدينة حيفا.

خلال هذه الحرب التي استمرت 33 يوما، أعلن حزب الله “النصر الإلهي”، بعد أن تكبد الاحتلال 158 شخصا أغلبهم من الجنود. في الوقت نفسه أقدم الاحتلال على قتل أكثر من 1200 لبنانيا.

رحيل مغنية

في شباط عام 2008، اغتيل عماد مغنيةالرجل الثاني والعقل المدبر للعمليات السرية لحزب الله، وقد قتل في هجوم بدمشق نسب إلى الموساد الإسرائيلي، بعد أن أشرف على الهجمات والعمليات السرية في جميع أنحاء العالم.

كل الخيارات مفتوحة

ومنذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023 تصاعد التوتر على الحدود الجنوبية اللبنانية، على خلفية ربط نصرالله تلك الجبهة بالحرب الدائرة هناك، بعدما كانت تلك البقعة اللبنانية قد هدأت نسبياً منذ انتهاء حرب يوليو 2006.

كان الخطاب الأول للأمين العام لحزب الله بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 منتظرًا بفارغ الصبر، وقد جدد فيه بشكل غير مفاجئ دعمه لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقال فيه إن كل الخيارات مفتوحة، لكنه امتنع عن الدعوة إلى حرب شاملة على إسرائيل.

وأدت تلك المواجهات إلى توسع رقعة الحرب بين الطرفين، وهناك مخاوف متزايدة من اندلاع حرب جديدة شاملة بينهما. وفقاً لعديد من التقارير فإن احتمال اندلاع حرب شاملة ارتفع بصورة ملحوظة، بخاصة في حال فشل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

ويحاول المجتمع الدولي جاهداً منع التصعيد، لكن نسبة التفاؤل متدنية بصورة كبيرة في شأن نجاح الجهود الدبلوماسية في الوقت القريب، مع استمرار انتهاكات الكيان الإسرائيلي وارتكاب جرائم بشعة خلال الأسابيع الأخيرة، أبرزها تفجير أجهزة “البيجر” التي تسببت بإصابة الآلاف، والقصف المباشر على الضاحية الجنوبية، واغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله.

الضربات التي تعرض لها حزب الله، توحي بأنها أنهت الحزب، لكن الغرور الإسرائيلي، ورغبته بالتوغل برا جنوبي لبنان، قوبل بمواجهة لم يحسب لها حساب، وتكبد خسائر قاسية سرعان ما غيرت خطاب التوغل داخل السياسة الإسرائيلية.