اخر الاخبار

بوتين يدعو ترامب إلى زيارة موسكو واتفاق “قريب” من إنهاء حرب أوكرانيا

  أجرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مكالمة هاتفية مع نظيره...

ترامب يخفف القيود التي تحظر على الشركات الأمريكية رشوة المسؤولين الأجانب

وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على أمر تنفيذي لتخفيف...

المحكمة الاتحادية تؤجل إصدار القرار بدعوى رئيس الجمهورية ضد السوداني ووزيرة المالية

قررت المحكمة الاتحادية العليا، يوم الأربعاء، تأجيل إصدار قرارها...

ذات صلة

760 نزيلاً يخوضون الامتحان الخارجي: “السجن ليس نهاية الطريق”

شارك على مواقع التواصل

في قاعة دراسة مشددة الضبط والنظام، خُصِصَت لجزء من الطلبة الذين يسعون لخوض الامتحان التمهيدي للدراسة الإعدادية في مدينة الناصرية، أُدخِلَ شاب مكبل اليدين إلى القاعة الامتحانية. عند الباب، تنتظره قوة أمنية مكلفة بتأمين نقله من السجن إلى القاعة، لحين عودته إلى زنزانته. وداخل القاعة، جلس النزيل ليخوض امتحانه أسوة بأقرانه.

“منظر الشاب المكبل بالقيود داخل القاعة الامتحانية جعلني أتعاطف معه”، يقول محمد، وهو مدرس مكلف بالمراقبة الامتحانية. ويضيف: “لا أعرف أسباب هذا التعاطف، ولا أعرف جريمته، لكن رغبته في إكمال الدراسة توحي بأنه تلقى العبرة من أخطائه، وأن السجن ليس محطته الأخيرة”.

وأردف محمد الذي اكتفى باسمه الأول قائلاً: “داخل القاعة لا نزعج الطلبة بالأسئلة الشخصية، ولا نشغلهم عن التركيز في امتحانهم، لذلك لم أتقصَ أسباب سجنه”، مضيفاً أن “التعامل مع هذا الطالب داخل القاعة طبيعي، أسوة بأقرانه من مختلف الأعمار، كما أننا نخضع لقوانين وتعليمات صارمة تحت إشراف مباشر من مديرية التربية”.

وبالتواصل مع شقيق النزيل، الذي فضل عدم ذكر اسمه، قال إن شقيقه محكوم بالسجن لمدة 6 سنوات بسبب المتاجرة بمادة “الكريستال” المخدرة. وأضاف: “لا نعرف اللحظة التي انحرف فيها إلى هذا الطريق، لقد ورط نفسه في أزمة كبيرة، لكنه تعلم الدرس من هذا الخطأ”.

وأوضح شقيق النزيل أن شقيقه كان مهملاً في دراسته، وتأخر بسبب الرسوب المستمر في الإعدادية، حتى تم اعتقاله وبحوزته المادة المخدرة. “لكن سرعان ما أدرك خطأه، وفهم أن السجن ليست الحياة التي يريدها لنفسه. فاجأنا حين طلب منا توفير الملازم والكتب اللازمة لخوض الامتحان التمهيدي، وفرحنا كثيراً بهذه الخطوة. مهما يكن، فإنه فرد من العائلة، وقد سلك طريقاً خاطئاً، وهو الآن يحاول تصحيح مساره”.

وأكمل شقيق النزيل بحزن واضح: “اليوم كان الامتحان الأخير من الامتحانات التمهيدية. انتظرنا أنا وعائلتي أمام باب المدرسة، وابتسمنا له حين خرج من القاعة، لكن سرعان ما انهمرت دموعنا حين شاهدناه يُقتاد مكبلاً إلى زنزانته”.
وتابع قائلاً: “الدراسة في السجن صعبة، حتى مع التسهيلات المتوفرة للنزلاء الراغبين بالدراسة. لطالما اشتكى شقيقي من الظروف المحيطة به، من الشتائم والمشاكل التي يفتعلها النزلاء باستمرار، والتي يصعب تجنبها. في اليوم الذي سبق امتحان الرياضيات، تعرض شقيقي للضرب من قبل نزيل آخر، ولم يتمكن من التحضير جيداً للامتحان، وهذا مؤسف”.

760 نزيلاً يخوضون الامتحانات

يشارك 760 نزيلاً، من الرجال والنساء، في البرنامج الدراسي لهذا العام، موزعين بين الدراسات الابتدائية والثانوية ومحو الأمية والتعليم الجامعي، بحسب المتحدث باسم وزارة العدل أحمد لعيبي، في تصريح لمنصة “إيشان”.
وأشار لعيبي إلى أن النزلاء توزعوا بين السجون المركزية في بغداد، الكرخ، ديالى، البصرة، الناصرية، بابل، الحلة، العمارة، والسماوة، بالإضافة إلى سجون الرصافة، موقف الرصافة الثانية، سجن الناصرية للأحكام الخفيفة، سجن العدالة الثاني، وسجن سوسي الفدرالي. كما يضم العدد نزيلات في سجن النساء المركزي وسجن الحلة للنساء.

الدراسة في “الحوت”

في سجن “الحوت”، أحد أخطر السجون العراقية وأكثرها حراسة مشددة، تختلف ظروف الدراسة. لا يُسمح للنزلاء بخوض الامتحانات خارج أسوار السجن، لذا افتتحت وزارة العدل مركزاً لمحو الأمية وصفوفاً دراسية إضافية لمرحلتي الخامس والسادس الابتدائي في عام 2021.
ويمكن للطلاب أداء الامتحانات الخارجية للمراحل الابتدائية، المتوسطة، والإعدادية. وبحسب مصدر رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، فإن جامعة أهلية في ذي قار خصصت مقاعد دراسية في سجن “الحوت”، ويحضر الأساتذة لإلقاء المحاضرات على النزلاء، الذين يقتصر تخصصهم على دراسة القانون فقط.