اخر الاخبار

أمنوا الأرزاق وكدسوا المياه.. قوة خاصة لرصد محاولات ضرب التحالف الدولي

قرر جهاز مكافحة الإرهاب، تشكيل قوة خاصة لرصد أي...

عراقيات أكبر من عمر الدولة العراقية يكشفهن التعداد السكّاني

كشف التعداد السكاني، الذي لم ينتهِ إلى الآن، نسوة...

لبنان تدخل تعديلاتها على مقترح وقف إطلاق النار.. هذه شروطنا للموافقة

كشف مسؤول لبناني كبير، اليوم الخميس، أن بلاده تسعى...

عبر كابلات الشحن.. طريقة مبتكرة لسرقة معلوماتك وبياناتك

خرجت تقارير صحفية خلال الأيام الماضية لتكشف عن كابل...

“قرار تاريخي”.. العراق يدعو العالم للقبض على نتنياهو وتسليمه للجنائية الدولية

أصدرت الحكومة العراقية، بياناً بشأن إصدار مذكرة اعتقال بحق...

ذات صلة

معركة تحرير جنين: أشهر معارك العراقيين في فلسطين

شارك على مواقع التواصل

خاض الجيش العراقي قبل 7 عقود معارك شرسة للدفاع عن فلسطين ومنع تهجير أهلها، وتعدّ معركة جنين التي اندلعت في 31 مايو/أيار 1948 رمزا لبطولة الجيش العراقي واستبساله جنبا إلى جنب مع المتطوعين الفلسطينيين، كما يرى المؤرخون والباحثون.

كانت قضية فلسطين قضية مركزية للشعوب العربية، خصوصا بعد انسحاب بريطانيا من فلسطين وهيمنة الصهاينة، وهذه مقدمة لتجمع الجيوش العربية ومنها الجيش العراقي للإسهام في حرب 1948.

الفوج الذي حرر مدينة جنين التحق بباقي قطاعات الجيش العراقي متأخرا، حيث تحرك في شمال العراق من مدينة عقرة إلى كركوك ثم محطة قطار الموصل، وذلك يوم 26 مايو/أيار 1948، وتمكنوا من قطع الطريق إلى فلسطين على 4 مراحل وفي يوم واحد، فسبب ذلك إرهاقا شديدا للقطعات.

الجيوش العربية التي وصلت بعد أن تكامل جحفل اللواء الخامس العراقي كانت لا تتعدى 20-25 ألف جندي، يقابلهم 100 ألف من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وبحسب الخبراء الأمنيين فإنه في الميزان العسكري، إن جيش الاحتلال هو بوضع المدافع ويمتلك 100 ألف جندي، فذلك يتطلب أن يُهاجم بـ300 ألف جندي على الأقل، وليس بـ20 ألفا لأن المهاجم يجب أن يكون 3 أضعاف المدافع.

ويقر الخبراء بأن الجيش العراقي كان أفضل من باقي القطعات من ناحية الجدّية في تنفيذ الخطة العامة، إذ استطاعت القوة الآلية العراقية بقيادة العميد طاهر الزبيدي عبور نهر الأردن وهاجمت قلعة كيشر، رغم عدم تمكنها من اقتحامها، ودفعوا فوجا آخر من لواء المشاة 15 نحو مرتفعات تطلّ على كوكب الهوى المحتلة تمهيدا لاستردادها.

الحركة الفعلية لقوات الجيش العراقي بدأت يوم 15 مايو/أيار 1948، عندما عبرت نهر الأردن، وهاجمت قلعة كيشر الحصينة التي بناها البريطانيون في أثناء الحرب العالمية الثانية ضمن ما يعرف آنذاك بخط “إيدن” الدفاعي.

وتمكنت القوات العراقية من الوصول إلى أسوار القلعة ونسف بوابتها لكنها لم تدخل القلعة، وبقيت مرابطة حول أسوارها، إذ جاءت الأوامر من القيادة الميدانية بترك القلعة والتحرك نحو نابلس وقرية الجفتلك للسيطرة عليهما.

معركة جنين

وكان الفوج الآلي العراقي بقيادة المقدم نوح الجلبي هو أول قوة تصل إلى جنين (شمالي الضفة الغربية) وذلك يوم 28 مايو/أيار 1948، وبدأت بتنظيم خطوط الدفاع عن جنين وبالتعاون مع المتطوعين الفلسطينيين.

هاجم الصهاينة في هذه الأثناء القوات العراقية وكانوا أكثر عدة وعتادا، فاضطر المقدم نوح إلى التراجع إلى قلعة المدينة، وهي مخفر للشرطة، وحوصرت القوات العراقية داخل هذه القلعة وطلبوا التعزيزات بعد أن أوشكت ذخيرتهم على النفاد.

م بات وضع القوات العراقية حرجا في تلك المنطقة حتى يوم 3 يونيو/حزيران إذ كان لواء المشاة الرابع بقيادة العقيد الركن صالح زكي يتكامل وصوله إلى نابلس، وكانت أول القطعات الواصلة إلى نابلس الفوج الثاني لواء المشاة الخامس الذي كان تحت إمرة المقدم الركن عمر علي، واستطاع هذا الضابط العراقي البطل أن يقود معركة جنين بقوات عراقية ومتطوعين فلسطينيين.

الخطة التي اعتمدها المقدم الركن عمر علي عندما تقضي بالتحرك نحو جنين وفك الحصار عن القوات العراقية الموجودة هناك، فسلك المرتفعات المشرفة على جنين وتمكن من الالتفاف على العدو وضربه من الخلف، وكان لهذه المناورة الأثر الكبير في إرباك الصهاينة.

في اليوم نفسه وصل الفوج الأول من لواء المشاة الرابع إلى جنين قادما من نابلس لإدامة زخم المعركة، ودارت اشتباكات عنيفة ذلك اليوم أدّت إلى انسحاب الصهاينة إلى المرتفعات، واستمر الجيش العراقي بالتقدم فجر يوم 4 يونيو/حزيران وألحقوا خسائر كبيرة بالصهاينة، اضطرتهم إلى الانسحاب مخلفين وراءهم عددا كبيرا من القتلى وكمية من الأسلحة، وفُكّ الحصار عن قوات الجيش العراقي في مخفر جنين.

كانت غنائم الجيش العراقي في تلك المعركة، هي 300 بندقية من طرازات مختلفة، و10 مدافع هاون، و20 رشاشا، و4 أجهزة لاسلكية، وكانت خسائر العدو في تلك المعركة نحو 300 قتيل وجريح، وخسائر القوات العراقية والفلسطينية نحو 100 قتيل وجريح، واحتضنت جنين قبور الجنود العراقيين في مقبرة خاصة.

ويعزو بعض الخبراء سبب عدم تعاون الجيوش العربية مع الجيش العراقي إلى أنه نابع من أن تلك الدول لم تكن مكترثة بالقضية الفلسطينية، لكونها محتلة أو فاقدة قرارها السيادي آنذاك، حسب أستاذ العلوم السياسية الدكتور أحمد عدنان الميالي.

ويضيف الميالي أن الجيش العراقي حينئذ لم يحظ بدعم عربي، بل حتى الحكومة العراقية نفسها لم تدعم جيشها دعما كافيا، بسبب وجود بريطانيا وتأثيراتها في العراق، رغم إيمان الوصي عبد الإله بالقضية الفلسطينية.

وبعد معارك استمرت 10 أيام، على طول جبهات فلسطين من الشمال إلى الجنوب، قرر مجلس الأمن الدولي فرض هدنة دخلت حيّز التنفيذ في يوم 18 يوليو/تموز 1948، حيث وافقت معظم الحكومات العربية على قرار الهدنة، إلا أن الشعوب العربية رفضتها وخرجت بمظاهرات كبيرة في دمشق وبغداد وبيروت والقاهرة وعمّان.