إيشان – خاص
اليوم، هو الثاني عشر من شهر آب في التقويم الميلادي، أما في التقويم العبري، يصادف التاسع من آب، وهو اليوم الذي يصادف ذكرى “حزينة جداً” عند اليهود، لأنه في معتقداتهم، يرمز إلى “خراب الهيكل الأول” على يد جيش نصر الثاني، ملك بابل.
وفق المعتقدات اليهودية، فإن “الهيكل الأول قد دُمر في عام (422 ق.م) حسب التقليد اليهودي على يد جيش نصر الثاني ملك بابل. أما تدمير الهيكل الثاني فكان أثناء الثورة الكبرى في سنة 70 م بقيادة الجنرال تيتوس في الجيش الروماني.
ومع هذه المعتقدات، خرجت تقارير إعلامية غربية، تتحدث عن الرد الإيراني قد يصادف في الذكرى الأكثر “حزناً” عند اليهود، ليزيدوا من آلامهم حينما تسقط الصواريخ الإيرانية داخل الأراضي المحتلة.
مصادر استخباراتية غربية قالت، إنه “من غير المستبعد أن تختار إيران وحلفاؤها يوم (تيشاع بآف)، أو ذكرى (خراب الهيكل) الذي يصادف 12 أو 13 آب الحالي، للرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والقيادي في حزب الله فؤاد شكر، وقائد كتائب القسام محمد ضيف”.
و”تيشاع بآف” يوم صيام سنوي في الديانة اليهودية، ويحيي ذكرى عدد من الكوارث في التاريخ اليهودي، أبرزها تدمير هيكل سليمان من قبل الإمبراطورية البابلية الجديدة، والمعبد الثاني من قبل الإمبراطورية الرومانية في القدس.
وأوضحت المصادر، أن “هذا الاختيار قد ينطوي على عدة جوانب رمزية ونفسية وتكتيكية، منها: التأثير الرمزي والنفسي، الذي فيه أهمية عاطفية، وبالتالي فإن الهجوم في يوم ذي أهمية كبيرة مثل هذا سيعظم التأثير العاطفي والنفسي، كما يمكن أن يعزز مشاعر الضعف والخوف داخل المجتمع الإسرائيلي، تماما كما كان هجوم 7 أكتوبر في عيد الغفران”.
وتشير المصادر إلى أن “الرسالة الرمزية من اختيار هذا اليوم، قد يكون هدفه إعادة إحياء الصدمات التاريخية المرتبطة بهذا اليوم، مما يشير إلى سردية الاقتلاع والدمار، كما يمكن أن يكون استخدام التواريخ المهمة في التقويمات الدينية وسيلة لنقل رسائل أعمق، الأمر الذي سيبرز أن للصراع أبعادا روحية أو وجودية تتجاوز السياسة البحتة”.
أما من ناحية الاعتبارات التكتيكية، فإنه يظهر عنصر المفاجأة، لأنه على الرغم من الأهمية الرمزية، فإن الإجراءات الأمنية في الأيام الدينية قد تكون مركزة أكثر على منع الشغب أو الاضطرابات بدلا من توقع هجمات عسكرية، مما يوفر عنصر المفاجأة، وهذا ما حصل في حرب أكتوبر عام 1973، إذ كان هذا العنصر ضمن حسابات الجيش المصري، إضافة إلى ذلك فإن الهجوم في عطلة دينية حينما تكون الأنشطة العادية متوقفة بالفعل، قد يعقد الرد الإسرائيلي الفوري ويزيد من حالة الفوضى”.
سيواجه اختيار هذه المناسبة، التغطية الإعلامية والاهتمام العالمي، لأن “الهجوم في مثل هذا اليوم سيحظى بتغطية إعلامية واسعة، مسلطا الضوء على رسالة إيران وحزب الله وسرديتهما للجمهور الإسلامي أن إسرائيل معرضة للدمار كما حصل مع اليهود تاريخيا، كما قد يؤدي إلى ردود فعل دولية، وربما يحض المجتمع الدولي على إيجاد حلول سياسية تمنع اندلاع حرب أكبر”، حسب ما تروي المصادر.
ويتضمن اختيار هذا اليوم أيضاً، الرسائل الاستراتيجية للأنصار، إذ يبيّن إظهار العزم، الذي يتمثل بالرد بحزم خاصة في يوم ذي أهمية كبيرة، سيعزز صورة إيران وحزب الله كطرف صامد وقوي يحترم قادته ومقاتليه، كما قد يعزز معنويات أنصاره من خلال إظهار رد صارم على اغتيال قادة رئيسيين”، وفق ما تتوقع المصادر الاستخباراتية الغربية.
وسيترك الهجوم أيضاً، التأثير الإقليمي، لأن “مثل هذا الفعل قد يكون بهدف تأكيد موقع حزب الله داخل محور المقاومة، الذي يشمل إيران والمجموعات المتحالفة الأخرى، موضحا الالتزام بالنضال الأوسع ضد إسرائيل، كما قد يرسل رسالة إلى الجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى حول استعداد حزب الله وقدرته على الرد بقوة على الاستفزازات المتصورة”، وفق ما نقلت التقارير الإعلامية عن المصادر الاستخباراتية الغربية.