قدم المحلل جاكي حوجي تحليلًا مختلفًا لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، خلال عملية التعقب الإسرائيلية الدقيقة لكل صغيرة وكبيرة حوله.
ورصد حوجي، أوراق دراسة السنوار في سنوات سجنه، إذ درس كثيرًا من الدورات في التاريخ القديم لليهود في مختلف الحقب، واهتم بالدورات الخاصة بالبناء المجتمعي والسياسي الإسرائيلي، وكانت درجاته لافتة.
وأضاف في مقال نشرته صحيفة “معاريف”، أن “الخطر الإستراتيجي المسمى يحيى السنوار قد تفاقم تحت أنظار إسرائيل، وهو العدو الأكبر لإسرائيل منذ ياسر عرفات”، وفق تقديره.
وقال حوجي، إنه “عثر على ملفات بعلامات السنوار لدراساته في السجن في العلوم الإنسانية والاجتماعية، وكانت درجاته جيدة، وحصل على متوسط 90%”.
وبحسب المقال، “في مدة سجن السنوار، كانت سلطات السجون الإسرائيلية تسمح للسجناء الأمنيين بالحصول على شهادة جامعية من خلال التعلم عن بعد في الجامعة المفتوحة”.
وأضاف: “استغل السنوار الفرصة، وأخذ 15 دورة تلو الأخرى في قسمي العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية”.
ومثل الأسرى الآخرين، كان يمول دراسته بنفسه من خلال التمويلات الشهرية التي تخصصها لهم السلطة الفلسطينية.
وكانت لغة السنوار العبرية جيدة، وكانت تتحسن مع مرور الوقت، فتمكن من مواجهة تحديات الدراسة.
وفي وقت لاحق ترجم كتابين من العبرية إلى العربية، هما “قادم لقتلك” السيرة الذاتية لرئيس الشاباك السابق يعقوب بيري، و”رهان الشاباك بين الدموع”.
وضبطت إسرائيل الترجمتين في السجن، وصادرتهما مصلحة السجون، ولكن المعرفة والأفكار التي وجدها فيهما خدمته هو وأصدقاؤه بالتأكيد.
وبدأ السنوار الدراسة عام 1995، بعد سبع سنوات من سجنه.
وكان هذا الإطار الدراسي الثاني في حياته، ففي شبابه في قطاع غزة خلال الثمانينيات، حصل على درجة البكالوريوس في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة غزة.
وبحسب المقال، “أراد السنوار التعرف على المجتمع الإسرائيلي، وأساسيات الوجود اليهودي والبنية الحكومية لدولة إسرائيل”.
وتابع: “الدورة الأولى التي أخذها السنوار حول كتابي المشناه والتلمود المقدسين عند اليهود مع التوراة والجمارا، أنهاها بنتيجة 81%، وهي ليست درجة منخفضة في حد ذاتها، ولكنها ليست من أعلى درجاته لصعوبة المحتوى المتخصص في التاريخ اليهودي الأوسط”.
وأضاف المقال: “في وقت لاحق ارتفعت درجاته، ربما أيضًا بسبب تحسنه في اللغة العبرية، ثم اختار دورة القدس على مر العصور، التي تتناول تاريخ القدس منذ أيامها الأولى من مكانتها خلال العهد الحشموني، وخلال المدة الرومانية، وخلال العصور الإسلامية والعثمانية والبريطانية، وتخرج بمعدل 92%”.
واستطرد المقال: في دورة (المنفى إلى الشيوعية) درس السنوار تاريخ شعب إسرائيل في العصور القديمة: اليهود عبر الأجيال من أيام الإمبراطورية الفارسية، وحتى أيام اليونانيين، وروما وبيزنطة، وتتضمن الدورة فصولًا عن تأسيس المملكة الحشمونائية، ومراسيم أنطيوخس وتمرد يهوذا المكابي، وانتهى بنتيجة 94%”.
ومن هناك، “واصل السنوار اكتساب المعرفة حول مراحل لاحقة من تاريخ شعب إسرائيل، وهناك تعرف على حياة اليهود ووزرائهم في البلاد المسيحية منذ ولادة المسيحية إلى العصر الحديث، وأنهاها بنتيجة 93%”، بحسب المقال.
وتابع المقال: “لم يفوت السنوار فرصة التعرف على محرقة يهود أوروبا، عبر دورة شاملة عن المحرقة، التي تتضمن مقدمة للحياة اليهودية في أوروبا، وخلفية صعود النازيين، وخطة الإبادة وكيف جرى تصورها وتنفيذها، حصل في هذه الدورة على درجة 89%”.
وأضاف: “بفضل دراساته، اكتسب السنوار أيضًا معرفة متعمقة حول دولة إسرائيل، درس أولًا تاريخ الحركة الصهيونية بين صهيون والصهيونية 1881-1914، إذ حصل على أعلى درجة 96%”.
واختتم دراسته في إطار العلوم الاجتماعية بمقرر “فصول في جغرافية الاستيطان في أرض إسرائيل”.
ويقول المحلل الإسرائيلي المعروف: “يجب أن نعترف بأن السنوار استغلنا، لأنه أخذ دراساته، وشحذ من خلالها نظرته القاتلة للإسرائيليين.