في الخفاء، وبعيداً عن جعجعة الإعلام والسوشيال ميديا، يقود رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، حراكاً مهماً وصعباً، على المستوى الداخلي والخارجي، لحماية منظومة المقاومة العراقية ورموزها وشخصياتها الميدانية، حتى إن مسؤولاً سياسياً رفيعاً قال لـ”إيشان”، بأن “السوداني تحول منذ اندلاع الحرب على غزة ومن ثم لبنان، إلى درع لصد كل المؤامرات الداخلية والخارجية التي تسعى لنسف مشروع المقاومين في العراق”.
المسؤول السياسي، الذي رفض الكشف عن هويته، أوضح أن “المقاربة التي يسعى لإيجادها السوداني بين مختلف وجهات النظر، تتمحور حول صد جميع المشاريع الخارجية التي تسعى لضرب قيم المقاومة في العراق”.
وتابع أن “جهوداً كبيرة بذلها السوداني منذ أكثر من عام في حواراته مع كبار الزعامات الإسلامية والسياسية في العالم، تكللت بالنجاح، لحفظ وجود خط المقاومة في العراق”.
وأشار إلى أن “مواقف السوداني الحازمة في القمم الإسلامية والمؤتمرات الخارجية، تجاه فلسطين ولبنان، منذ لحظة انطلاق طوفان الأقصى، بينت حقيقة موقف العراق من الوجود الصهيوني على أرض فلسطين”.
وفي جميع المناسبات الدولية الماضية، يؤكد السوداني باستمرار على أن “العراق ينظر للقضية الفلسطينية على أنها قضيته الأساسية، وإنه لا يعترف سوى بدولة فلسطين بكامل أراضيها، وعاصمتها القدس”.
ويشير المسؤول السياسي، إلى أن “السوداني لم يدخر جهداً سياسيا ولا أمنياً لحماية أمن وسلامة قادة المقاومة داخل العراق، فهو يجد ضرورة الحفاظ على مشروع المقاومين الأحرار، خصوصاً في ظل تمدد الكيان الصهيوني وتماديه على المقدسات والإنسانية، ولا رادع له سوى العقيدة ورجالاتها، والمقاومين على خطها الأول”.
ويلفت إلى أن “كل حراك السوداني المستمر، والذي تكلل بالنجاح في حفظ أمن وسلامة وبقاء المقاومة، لم يخرج إلى العلن مطلقاً، وقد جرى بعيداً عن المناوشات السياسية والإعلامية التي تطلق بين الحين والآخر شتى الأطراف”.
وقبل أيام، ظهر الأمين العام لحركة النجباء الشيخ أكرم الكعبي، بشكل علني في مدينة النجف الأشرف، أثناء حضوره في مهرجان نظمته حركة النجباء لاستذكار القادة الشهداء في لبنان، وفلسطين، وعلى رأسهم السيد حسن نصر الله.
ويرى المسؤول الرفيع أن “ظهور الكعبي، في النجف الأشرف، بشكل علني متنقلاً بعجلاته الخاصة، بين أزقة وشوارع النجف، أثبتت بالدليل، نجاح السوداني في أن يكون درعاً لقادة المقاومة وكبارها في العراق”.
ويضيف أن “تحركات قادة المقاومة، وعناصرها، كلها مؤمنة ومحسوبة ومحفوظة بأمر من القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني”.
قرار السلم والحرب
الخميس، ومن محافظة واسط، قال السوداني إن “قرار الحرب والسلم تقرره الدولة ومن يخرج عن ذلك يكون بمواجهتها”، على حد تعبيره.
وجدد رئيس مجلس الوزراء التأكيد على “موقف العراق المبدئي، برفض العدوان الهمجي على غزة ولبنان، الذي تم التعبير عنه في كل المحافل الدولية”.
وشدد على أن “قرار الحرب والسلم تقرره الدولة بمؤسساتها الدستورية، وكل من يخرج عن ذلك سيكون بمواجهة الدولة التي تستند إلى قوة الدستور والقانون في تنفيذ واجباتها ومهامّها،”، مؤكداً أن “مصلحة العراق والعراقيين فوق أي اعتبار”.
وعلى هذا الموقف الحازم والنهائي، يقول المسؤول السياسي الرفيع لـ”إيشان”، إن “القاعدة الأساسية التي ينتهجها رئيس الوزراء في حماية خط المقاومة هو أن يضع الدولة بكامل قوتها العسكرية والأمنية والسياسية بوجه الكيان الصهيوني وتهديدات الحرب الشاملة”.
ويضيف أن “الخروج عن مسار الدولة بما يتعلق بالسلم الأهلي والحرب، يهدد منظومة المقاومة في العراق والتي تأسست بفضل دماء الشهداء على طول العقود الماضية”.
ويتابع أن “إبقاء الصراع الإقليمي محصور بقرار الدولة، هو حماية للمقاومين من أي اعتداءات قد تطالهم في أي لحظة، وبنفس الوقت يحميهم من أن يكونوا أمام العالم مجاميع من المارقين على مبادئ الدولة وحسن الجوار وغيرها”.
ومضى قائلاً: “السوداني ومنذ اللحظة الأولى للتصعيد الإقليمي، تحول درعاً للمقاومة ومنظومتها وخطها الجهادي الحقيقي، وهو يحاول جاهداً أن لا تختلط الأوراق في الداخل العراقي، بفعل المؤامرات والمكائد التي تحاك من هنا وهناك”.
وأكد أن “هناك ارتياح كبير من قبل قادة المقاومة الكبار، ومن قبل زعامات دول المحور، للدور الذي يلعبه السوداني، لتقوية أواصر المقاومة ودعمها داخلياً وخارجياً”.
