نفت السفيرة الأمريكية لدى بغداد، إلينا رومانسكي، أمس الثلاثاء، فرض الولايات المتحدة سيطرتها على سماء العراق.
وقصفت طائرات صهيونية، في 26 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، أهدافا عدة في طهران ومدن إيرانية، فيما أعلنت الجمهورية الإسلامية نجاح الدفاعات الجوية بالتصدي لمحاولات استهداف مواقع عدة.
مذكرة احتجاج
وبعدها بيوم تقدّم العراق رسمياً بمذكرة احتجاج إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، وإلى مجلس الأمن الدولي، تضمّنت “إدانة الانتهاك الصارخ الذي ارتكبه الكيان الصهيوني بخرق طائراته المعتدية أجواءَ العراق وسيادته، واستخدام المجال الجوي العراقي لتنفيذ الاعتداء على الجمهورية الإيرانية”.
وحمّل سياسيون بينهم الأمين العام لمنظمة “بدر”، وزعيم تحالف “الفتح”، هادي العامري، الجانب الأمريكي مسؤولية اختراق الطائرات الإسرائيلية للأجواء العراقية لتنفيذ ضربات ضد إيران.
وجاء كلام السفيرة الأمريكية في حديث لها خلال استضافتها في ندوة حوارية على هامش الملتقى الحواري “ميري” في أربيل.
وقالت إن “أمريكا لم تشترك في هجوم اسرائيل على إيران”، مضيفة أن “العراق بلد ذو سيادة، ولم نفرض سيطرتنا على أجوائه”.
وبما يتعلق بتواجد القوات الأمريكية في العراق، قالت إن قوات بلادها متواجدة في العراق “للقضاء على بقايا تنظيم داعش”، مستدركة بالقول إن “بغداد اتخذت قرارا بنقل العلاقات من المجال العسكري إلى مجالات أخرى، وتسعى الولايات المتحدة إلى تمكين القوات العراقية من الأخذ بزمام الأمور في ترسيخ الأمن”.
وأكدت أن “رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني قد أبلغ أمريكا أن القرار الأمني بشأن العراق الحكومة هي من تصدره حصريا”، منوهة إلى أن “العراق بلد مهم يمكنه أن يساهم بشكل كبير في استقرار المنطقة”.
وفي السياق، دعا رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في العراق توماس سيلر، الحكومة العراقية إلى الاستمرار في سياستها المعتمدة إزاء الصراع القائم في المنطقة، وعدم إقحام البلاد في الحرب.
وذكر في كلمته في الملتقى البحثي، إن “العراق إذا دخل هذه الحرب، فلن ينتصر والسياسة التي يتبعها تجاه ما يجري في المنطقة، جيدة للغاية”.
الدبلوماسي الأوروبي أقترح على المسؤولين في الحكومة العراقية “الاستمرار على هذا النهج”، قائلاً: “سياستكم ملائمة للغاية”، مؤكدا أن الحكومة العراقية تعمل على تهدئة الأوضاع في المنطقة”.
وأشاد باستضافة العراق آلاف النازحين اللبنانيين، مردفا بالقول: “نقدر عاليا عدم زج الحكومة العراقية نفسها بهذه الحرب”.
ويؤكد مسؤولون وسياسيون عراقيون، إن البلاد لا يمكنها التفريط بحالة الاستقرار التي تشهدها، غير إنها لن تسمح باستغلال أرضها لمهاجمة دول الجوار، في الوقت عينه.
وخلال لقاء جمع مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، أمس الثلاثاء، ورئيس “المجلس الأعلى الإسلامي العراقي” همام حمودي، بحثا آخر التطورات الأمنية في العراق والمنطقة، وتداعيات الخرق الصهيوني للأجواء العراقية في العدوان على الجارة إيران، والموقف العراقي الرسمي بهذا الصدد.
بيان لمكتب الأعرجي أفاد أن الجانبين أكدا على أن “العراق لن يفرط بحالة الاستقرار التي يشهدها، ولن يسمح أن تكون أراضيه منطلقا للاعتداء على أي دولة من دول الجوار، وأن أي اتفاقيات تعاون مع الولايات المتحدة أو غيرها مرهونة باحترام سيادة العراق”.
وضمن تداعيات استغلال سلطات الاحتلال الأجواء العراقية في ضرب إيران، اعتبر مندوب العراق في مجلس الأمن، عباس كاظم عبيد، ذلك “خرقا للسيادة الوطنية”، فيما دعا الى وقف إطلاق النار في غزة ولبنان فوراً.
وقال الدبلوماسي العراقي في كلمة له خلال جلسة للمجلس مساء أول أمس، إن “مجلس الأمن لم يتخذ خطوات حاسمة لوقف الاعتداءات الصهيونية، وحذرنا سابقاً من استمرار سلوك الكيان الصهيوني العدواني”.
وأضاف أن “الاحتلال الصهيوني خرق أجواء العراق وسيادته خلال الاعتداء على إيران”، مشددا بالقول: “لن نسمح باستخدام أجواء وأراضي العراق للاعتداء على الدول الأخرى”.
ولفت إلى أن “على مجلس الأمن تحمل مسؤولياته”، مؤكدا ضرورة “وقف إطلاق النار في غزة ولبنان فوراً”.
وعقد مجلس الأمن الدولي، الإثنين، اجتماعا بطلب من إيران في أعقاب الغارات الإسرائيلية على مواقع إيرانية.
وترى لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، إن الولايات المتحدة الأمريكية أخلت بالاتفاقيات الأمنية والمواثيق التي أبرمتها مع العراق عندما سمحت للطائرات الإسرائيلية باختراق أجواء العراق.
رئيس اللجنة كريم عليوي المحمداوي، قال في تصريحات صحافية، إن “سياسة الولايات المتحدة والتحالف الدولي في العراق هي الكيل بمكيالين، فمن جانب تقول إنها تتولى حماية الأجواء العراقية وفرض السيطرة عليها، ومن جانب آخر تسمح للطائرات الإسرائيلية المعادية بالعبور فوق أجوائه وقصف الدول المجاورة”.
وأضاف أن “واشنطن أخلت بالمواثيق والأعراف التي أبرمتها مع العراق في حماية حدوده ضد التهديدات الخارجية”، داعيا الى “انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق في أسرع وقت”.
مساع حكومية
في الموازاة، أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة، باسم العوادي، مواصلة العراق مساعيه لإيقاف العدوان الصهيوني على غزة ولبنان، فيما أشار الى أن ما حصل من اختراق لأجواء العراق في الهجوم على إيران اعتداء آثم.
وأضاف أن “الحكومة تسعى في خطوات تعزيز السيادة العراقية”، مبينا أن “العراق لم يتخل عن مسؤولياته في المنطقة والعالم”.
وأشار إلى أن “العراق يواصل مساعيه لإيقاف العدوان الصهيوني على غزة ولبنان”، لافتاً الى ان “أمن العراق والمنطقة من الأولويات والحكومة تركز جهودها على إيقاف الحرب”.
وأكد “وجود تحرك دولي لإيقاف العدوان الصهيوني وهناك إشارات مشجعة”، منوهاً أن “ما حصل من اختراق لأجواء العراق في الهجوم على إيران اعتداء آثم”.
ووفق العوادي فإن “الحكومة العراقية نجحت في إنهاء مهام التحالف الدولي”، موضحا أن “كوريا الجنوبية ستزودنا بمنظومات عسكرية متطورة مطلع العام المقبل”. وأشار إلى أن “الحكومة تعمل على تطوير وتعزيز قدرات الدفاع الجوي”.