تشارك عدة جماعات مسلحة تطلق على نفسها صفة المعارضة، في معارك السطو على المدن السورية، والتي احتلت مدينة حلب مؤخرا، في هجوم هو الأوسع منذ خمس سنوات.
لكن “الجماعات الإرهابية في سوريا لم تعد قادرة على تنفيذ عملياتها الإرهابية بمفردها بل تحتاج إلى تظافر”، بحسب الخبير الأمني فاضل أبو رغيف.
وأشار أبو رغيف إلى أن هجوم حلب قاده “جيش تحرير الشام (جبهة النصرة) التي يتزعمها أبو محمد الجولاني والتحق بركبه عشرات من التنظيمات الإرهابية الأخرى بينها الحزب الإسلامي التركستاني وأنصار الإسلام وأجناد القوقاز، وسرايا أهل الشام وجيش النصرة وجيش العزة والكتيبة الأوزبكية، وحزب الإخوان المسلمين في سوريا”.
فضلا عن ذلك بحسب الخبير الأمني، هنالك الجيش الحر المدعوم تركياً، وقوات قسد المدعومة أمريكيا، اللذان يختلفان عن الجماعات الإرهابية السابقة في التوجه والأيدلوجية ومناطق السيطرة، إذ سيطر المتشددون على مركز حلب، فيما حافظت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على أجزاء تحت سيطرتها مسبقا، وعلى مطار حلب لاحقا.
ورجح أبو رغيف أن “هناك معارك ضروس متوقع اندلاعها بين تلك الجهات لأجل البقاء ولأجل الاستحواذ على المدن الأخرى”.
أبرز الجماعات المتناحرة:
الجماعات الإرهابية
على رأس هذه الجماعات “هيئة تحرير الشام” وهي جماعة إرهابية مسلحة تشكلت في كانون الثاني 2017 إثر اندماج فصائل جهادية عدة، وكانت تُعرف بـ”جبهة النصرة” قبل انفصالها عن تنظيم القاعدة في سوريا في تموز 2016. يتزعمها “أبو محمد الجولاني” وتسيطر على مساحات شاسعة في محافظة إدلب وأنحاء في حماة وحلب واللاذقية، والجماعة مصنفة كمنظمة إرهابية من قبل دول غربية وإسلامية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
يليهم حركة “أحرار الشام” وهي من الفصائل السورية المعارضة، نشأت إثر اندماج أربع فصائل إسلامية سورية وهي “كتائب أحرار الشام” و”حركة الفجر الإسلامية” و”جماعة الطليعة الإسلامية” و”كتائب الإيمان المقاتلة”. وتتمركز الحركة في إدلب وريفي حلب وحماة.
الجهات المدعومة تركياً
من الجهات المدعومة تركياً، الجبهة الوطنية للتحرير وهو تحالف مسلح شُكّل من قبل 11 فصيلًا من “الجيش السوري الحر” عام 2018، ويتمركز التحالف في محافظة إدلب الشمالية ويضم 30 ألف مقاتل.
أما الجيش الوطني السوري فيعد تحالف لفصائل مدعومة من تركيا. وتشكل عام 2017 وهو يعارض النظام السوري وقوات “سوريا الديمقراطية” التي يقودها الأكراد، ويعمل التحالف بوصفه جيشًا للحكومة المؤقتة التابعة للمعارضة السورية في تركيا، بحسب “بي بي سي”.
بالإضافة إلى ذلك كتائب “نور الدين الزنكي”، وهي جماعة إرهابية مسلحة تشكلت عام 2011 على يد الشيخ توفيق شهاب الدين، وتحظى هذه الكتائب بدعم تركي، كما تلقت دعمًا من وكالة الاستخبارات الأميركية. وكانت إحدى الكتائب الخمس التي شكّلت “هيئة تحرير الشام”، بحسب “بي بي سي”.
الجهات المدعومة تركيا
على رأس هذه الجهات، قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي أُعلن إنشاؤها في 11 تشرين الأول 2015 في الحسكة، أي بعد 11 يوما من إعلان روسيا تدخلها العسكري لدعم النظام السوري.
وتتكون من اتحاد تشكيلات وفصائل عسكرية مختلفة ويغلب عليها المكون الكردي. وتتلقى دعما مباشرا من الولايات المتحدة الأميركية، واستعانت بها في حربها ضد داعش ويتهم كثيرون هذه القوات بارتكاب انتهاكات ضد حقوق الإنسان.
بالإضافة إلى ذلك، تدعم واشنطن “جيش العزة” الذي كان يُعرف سابقًا بـ”تجمع العزة” ويقوده الرائد المنشق عن النظام جميل الصالح. وتتبع الجماعة المسلحة للجيش السوري الحر. التي زوّدتها واشنطن عام 2015 بصواريخ مضادة للدبابات لمحاربة داعش.