ما ان أطلق زعيم التيار الوطني الشيعي تغريدته “المثيرة”، بشأن ما يجري من أحداث في عدد من المدن داخل سوريا من تصاعد تحركات العصابات “الظلامية”، حتى وضجت بها وسائل التواصل الاجتماعي، بين مؤيد ورافض لما جاء في نص التغريدة.
وفي وقت سابق من الخميس، دعا الصدر، الحكومة إلى منع دخول أي جهة في الصراع الدائر داخل سوريا، قائلاً: “لن نقف ضد قرارات الشعب السوري”.
وذكر الصدر في تدوينة له على منصة إكس: “نراقب الوضع في الجارة العزيزة سوريا بدقة، ولا نملك لشعبها الحر الأبي بكل طوائفه إلا الدعاء عسى الله أن يدفع عنهم البلاء والإرهاب والتشدّد والظلم والظلام والطائفية والتدخلات الخارجية”.
وأضاف: “ما زلنا على موقفنا من عدم التدخل بالشأن السوري.. وعدم الوقوف ضد قرارات الشعب فهو المعني الوحيد بتقرير مصيره”، معرباً عن أمله من الجميع أن “لا ينجر خلف مخططات الثالوث المشؤوم إمريكا وبريطانيا وإسرائيل ومن لف لفها .. لتدمير الدين ووحدة الصف وبث الفرقة”.
وشدد الصدر، على ضرورة عدم تدخل العراق حكومة وشعباً وكل الجهات والمليشيات والقوات الأمنية في الشأن السوري، كما كان ديدن بعضهم في ما سبق”، لافتاً إلى أنه “يجب على الحكومة منعهم من ذلك ومعاقبة كل من يخرق الأمن السلمي والعقائدي في عراقنا الحبيب”.
تحليل المواقف
وفي تحليل أولي لموقف الصدر من الأحداث الجارية في سوريا، قال المحلل والباحث في الشأن السياسي الدكتور مجاشع التميمي، إن “الصدر يرى أن أي تدخل عراقي في سوريا يعني جلب المزيد من المشاكل والآثار السلبية إلى الداخل العراقي”.
وأضاف أن “العراق مطالب بأن ينأى بنفسه ضد ما يجري من صراع عسكري داخل سوريا، لان التدخل العسكري في سوريا سيعطي ذرائع لقوى الظلام الإرهابية في أن تواصل عمليات الإبادة الطائفية ضد العراقيين”.
وبين أن “الصدر يدرك جيداً أن المستنقع السوري هو امتداد لخارطة إقليمية جديدة تريد فرضها قوى الظلام ومن خلفهم الكيان الصهيوني، لذلك فإن عدم دخول الصراع بشكل مباشر يجنب العراق المزيد من الخسائر البشرية والعسكرية والاقتصادية التي قد يتعرض لها مثلما تعرض خلال السنوات السابقة وأيام مواجهة تنظيم داعش الإرهابي”.
أما الباحث في الشأن السياسي واثق الجابري فيقول أن “الصدر لا يريد زج العراق في الحرب الدائرة داخل سوريا حتى لا تنفجر الأوضاع في المنطقة وتتحول إلى حرب طائفية داخل سوريا موجهة ضد أتباع آل البيت عليهم السلام”.
وأضاف أن “الصدر لا يريد للجماعات الإرهابية أن تزحف تجاه العراق تحت مبررات جديدة، وعليه أن يحصن حدوده وأرضه، وأن يمنع أي خطر إرهابي من العودة إلى داخل العراق”.
موقف الإطار
يأتي موقف الصدر، بالضد تماماً من مواقف غالبية الآراء داخل الفصائل العراقية زعامات الإطار التنسيقي التي تدعو إلى الوقوف مع سوريا لمواجهة أزمة تحولها بيد الإرهابيين.
ومن أبرز تلك المواقف هو موقف زعيم ائتلاف دولة القانون، الذي شدد ضرورة حماية سوريا ووحدة أراضيها وأمنها واستقرارها من الهجمات التي تشنها التنظيمات المسلحة.
واستنكر رئيس ائتلاف دولة القانون في كلمة متلفزة ألقاها بشأن الأوضاع في سوريا، التدخلات الخارجية والتعرض لوحدة وسيادة سوريا.
وصرح المالكي “أي خلل في استقرار سوريا ووحدتها سيؤثر على المنطقة.. نحن جميعا دافعنا عن سوريا سابقا من هذا المنطلق لأنها دولة محورية ومركزية وسقوطها يعني استباحة للمنطقة بكاملها”.
وقال المالكي “إن ما يحدث في سوريا من هجمات إرهابية ليس مفاجئا، بل هو جزء من السياقات التي تتعرض لها المنطقة”، مبينا أن سوريا مستهدفة بسبب موقعها الجغرافي ودورها في المنطقة وحدودها.
ولفت إلى أن “بعض الدول تريد إسقاط سوريا وإنهاء دورها كدولة وتقسيم الدول حول كيان الاحتلال”.
وأضاف أن “الدفاع عن سوريا دفاع عن البلدان المجاورة وعن المنطقة بأكملها وهو دفاع عن لبنان وعن الأردن وعن العراق وفلسطين ودول أخرى”.
وأفاد زعيم “ائتلاف دولة القانون” بأنه “لا بد لنا نحن في العراق وفي المنطقة والدول العربية والإسلامية من حماية سوريا ووحدة سوريا واستقرارها وعودة وضعها الطبيعي على ما كانت عليه”.
وشدد بالقول: “يجب ألا تكون هناك حيادية تجاه ما يجري في سوريا من أحداث يعد لها إعداد دقيق وكبير”، داعيا العالم والدول العربية والإسلامية إلى “الوقوف بجانب وحدة سوريا حماية لها ولدول المنطقة”.
وأكد على أن الجميع مدعو إلى أن يكون له موقف حقيقي وداعم لمواجهة هذا التحدي الكبير.
وتتعرض سوريا منذ يوم الأربعاء 27 نوفمبر إلى هجمات إرهابية من تنظيمات مدعومة ومدربة وتستخدم أحدث الأسلحة من مسيرات ومعدات عسكرية، وتمكنت من الدخول إلى مدينة حلب ثاني أكبر المدن السورية.