سيطرت الفصائل المسلحة في سوريا على مبنى الإذاعة والتلفزيون في ساحة الأمويين بدمشق فجر اليوم الأحد، وذلك بعد ساعات من سيطرتها على مدينة حمص، ثالث كبرى مدن البلاد، دون مقاومة تذكر.
أما الرئيس بشار الأسد فقد غادر البلاد على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة٫ بحسب وكالة “رويترز” التي نقلت عن ضابطين من الجيش السوري.
رياح التغيير في بلاد الشام٫ تعيد التذكير بلحظة سقوط بغداد٫ حينما غادرها قادة البعث العراقي السياسيين وضباط الجيش بمشهد مفاجئ كشف عن هشاشه النظام السياسي في البلاد بعد جعجعة ٌإعلامية امتاز بها النظام السابق إبان 2003.
مد يدنا حتى للمعارضين
وأعلن رئيس الوزراء السوري محمد الجلالي أنه يتمنى أن يسود عهد جديد وأنه سيكون في مجلس الوزراء صباحا ومستعد لأي إجراء للتسليم.
وقال الجلالي في بيانه: “حرصا على المرافق العامة للدولة التي هي ملك لكل السوريين، فإننا نمد يدنا لكل مواطن شريف حريص على مقدرات هذا البلد وذلك للحفاظ على مقدراته، وأهيب بالمواطنين عدم المساس بالأملاك العامة، لأنها في النهاية هي أملاكهم”.
وأضاف: “وأنا هنا في منزلي، ولا أنوي مغادرته إلا بصورة سلمية، بحيث أضمن استمرار المؤسسات العامة ومؤسسات مرافق الدولة، وإشاعة الأمن والأطمئنان للمواطنين، واتمنى أن يفكر الجميع بعقلانية ووطنية”.
وتابع: “إننا نمد يدنا حتى للمعارضين الذين مدوا يدهم وأكدوا انهم لن يتعرضوا لأي إنسان ينتمي إلى هذا الوطن السوري، وإننا نؤمن بسوريا لكل السوريين وأنها بلد جميع أبنائها وبأن هذا البلد يستطيع أن يكون بلدا طبيعية دولة تبني علاقات طيبة مع الجوار والعالم دون أن تبني أي تحالفات أو تكتلات إقليمية ولكن هذا متروك لأي قيادة يختارها الشعب السوري، ونحن مستعدون للتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب بحيث نقدم لهم كل التسهيلات الممكنة ونقل كل الملفات الحكومة بشكل سلس ومنهجي يحفظ مرافق الدولة”.
آول رسالة من الجولاني
فيما وجه قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، الملقب بالجولاني، الأحد، نداء قال فيه إن الاقتراب من المؤسسات العامة في سوريا “محظور”.
وأضاف الجولاني أن المؤسسات العامة في سوريا “ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق محمد غازي الجلالي لحين تسليمها رسميا”.
وجاءت رسالة قائد هيئة تحرير الشام بعد دخول الفصائل المسلحة دمشق فجر الأحد، بعدما حققت تقدما سريعا في أنحاء سوريا على مدار الأيام القليلة الماضية.