في الوقت الذي يئن فيه البيت العراقي من سوء تجهيز الكهرباء في عموم البلاد، مع الدخول بصيف لاهب، وانقطاع الغاز الإيراني، وبحث العراق شبه اليائس عن مصدر غاز ثاني وصل به الأمر إلى أن يصل إلى تركمانستان، وانتظار ربط خليجي للكهرباء ما يزال حتى الآن خبراً لم يكتمل تنفيذه، خرج وزير الكهرباء العراقي زياد علي فاضل، اليوم السبت، نجاح خطة تأمين الطاقة لمؤتمر القمة العربية.
وقال الوزير في بيان، تابعته منصة “إيشان”: “أتقدم بخالص الشكر والتقدير لأبطال وزارة الكهرباء الذين عملوا بتفانٍ ليلاً ونهارًا لتأمين طاقة كهربائية مستقرة ومستدامة خلال أيام القمة العربية في بغداد، جهودكم الاستثنائية كانت عاملاً أساسيًا في إنجاح هذا الحدث العربي التاريخي الذي يعكس مكانة العراق المحورية”.
وأضاف، “نثمن عاليًا الدعم المتواصل من دولة رئيس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني لجهود الوزارة في تنفيذ المشاريع الاستراتيجية لقطاع الكهرباء وتحسين مستوى التجهيز واستقرارية الشبكة”.
وتابع، أن “الوزارة باشرت منذ أكثر من شهر بحملة واسعة لإنارة الطرق في العاصمة، وتأمين طاقة مستقرة للفنادق ودور استراحة الرؤساء والقادة العرب المشاركين في القمة”.
وبين، أن “الأعمال تضمنت تأهيل نحو (3500) عمود كهرباء ونصب (5000) وحدة إنارة (LED) حديثة، إضافة إلى مد نحو (8000) متر من القابلوات الأرضية، وتجهيز محولات بسعات مختلفة، إضافة إلى تأهيل (21) محولة نوع كيوسك لضمان استمرارية التيار الكهربائي، وشارك في هذه الحملة نحو (300) من الملاكات الفنية والهندسية التابعة لوزارة الكهرباء، في جهد استثنائي مميز”.
وإعلان وزير الكهرباء زياد على “نجاح خطة تأمين التيار الكهربائي لاجتماع القمة العربية”، أثار موجة تعليقات لاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ رأى كثيرون أن ضمان الكهرباء لبضع ساعات في قاعة مؤتمر ليس إنجازاً يُتباهى به في بلدٍ يعاني منذ عقود من انقطاعها المزمن.
“لو جلبها من الفضاء لصفّقنا”، كتب أحد المعلقين، مستنكرًا الاحتفاء بتوفير خدمةٍ يُفترض أنها بديهية في عام 2025، شأنها شأن الطعام أو الإقامة للوفود.
منتقدو الوزير تساءلوا عن مصير ملايين المواطنين الذين ما زالوا يعتمدون على المولدات الأهلية، وعن غياب مشاريع إنتاجٍ ونقلٍ حقيقية تستطيع إنهاء معضلة الكهرباء وطنياً بدلاً من الحلول المؤقتة للمناسبات الرسمية.
بين إعلانٍ رسميٍّ واجتهادٍ شعبيّ، يبقى السؤال مطروحاً: هل يكفي إنارة قاعة مؤتمر ساعات معدودة ليُعدّ ذلك “إنجازًا”، بينما يتواصل الظلام في مدن العراق وأريافه؟!.