اخر الاخبار

جبل الفأس يقلق أميركا والكيان.. تقارير تكشف عن منشأة نووية أكثر تحصيناً من فوردو

اليورانيوم الإيراني المخصب المختفي لا يزال يقلق أميركا وإسرائيل...

سوريا.. ظاهرة اختطاف رجال الأعمال تتسع والمال دافعها الرئيس

تبرز على السطح في سوريا هذه الأيام، ظاهرة اختطاف...

البيت الأبيض يطلق وسم الأب على ترامب بعد “مزحة” من أمين عام الناتو

  اعتمد البيت الأبيض وسم "الأب" للرئيس الأمريكي دونالد ترامب،...

نريد “خبز الصويرة”.. وفد من “لبن أربيل” يأن في بغداد بسبب الرواتب

على طريقة الأغنية، التي غنّاها حسام الرسام: "أعتب ع...

ذات صلة

من هو الجاسوس الذي أفشى أسرار إيران النووية قبل إعدامه؟

شارك على مواقع التواصل

يُعد ملف علي رضا أكبري، النائب السابق لوزير الدفاع الإيراني، من أبرز القضايا التي أثارت جدلاً واسعاً على الساحتين الإيرانية والدولية خلال السنوات الأخيرة.
فقد شغل أكبري منصباً حساساً داخل المؤسسة العسكرية الإيرانية، وكان يعد من الشخصيات المؤثرة في رسم السياسات الدفاعية خلال فترة خدمته.
إلا أن المفاجأة الكبرى جاءت حين أعلنت السلطات الإيرانية اعتقاله واتهامه بالتجسس لصالح جهاز الاستخبارات البريطاني (MI6)، في قضية وصفتها طهران بـ”الخيانة العظمى”.
وقد أدت هذه التطورات إلى توتر جديد في العلاقات بين إيران وبريطانيا، خاصة بعد تنفيذ حكم الإعدام بحقه في يناير 2023، وهو ما أثار إدانات واسعة من قبل الدول الغربية، وفتح باب التساؤلات حول طبيعة نشاطه الاستخباراتي، والمعلومات التي يُزعم أنه قام بنقلها، ودوافع تورطه في مثل هذه الأعمال.
وفي كانون الثاني 2023، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية تقريرا عن الجاسوس أكبري الذي زود بريطانيا بمعلومات استخباراتية قيّمة بشأن البرامج النووية والعسكرية الإيرانية على مدى عقد من الزمن.
وأضافت أن من شأن تلك المعلومات أن تزيل أي لبس في العواصم الغربية بأن إيران تسعى للحصول على أسلحة نووية وفي إقناع العالم بفرض عقوبات شاملة ضد طهران، وفقا لتلك المصادر.
ولطالما تكتمت بريطانيا طوال 15 عاما على هوية ذلك الجاسوس، قبل أن ينتهي به المطاف إلى حبل المشنقة في إيران في 11 كانون الثاني من العام 2023.
حياة مزدوجة
وكانت بريطانيا قد أوفدت في أبريل/نيسان 2008 مسؤول استخبارات رفيع المستوى إلى تل أبيب لإبلاغ نظرائه الإسرائيليين بأن لدى لندن جاسوسا في إيران يتمتع بإمكانيات عالية المستوى تتيح له الوصول إلى الأسرار النووية والدفاعية لتلك الدولة.
ووفق الصحيفة الأميركية، فقد عاش علي رضا أكبري (62 عاما) حياة مزدوجة، إذ كان عامة الإيرانيين يرونه “متعصبا دينيا ومتشددا سياسيا وقائدا عسكريا بارزا في الحرس الثوري ونائبا لوزير الدفاع”، قبل أن ينتقل لاحقا إلى لندن للعمل في القطاع الخاص، ومع ذلك لم يفقد ثقة القادة الإيرانيين قط، لكنه بدأ -حسب مسؤولين لم تذكر الصحيفة هوياتهم- في تبادل أسرار إيران النووية مع المخابرات البريطانية.
ووفق الصحيفة الأميركية، فقد عاش علي رضا أكبري (62 عاما) حياة مزدوجة، إذ كان عامة الإيرانيين يرونه “متعصبا دينيا ومتشددا سياسيا وقائدا عسكريا بارزا في الحرس الثوري ونائبا لوزير الدفاع”، قبل أن ينتقل لاحقا إلى لندن للعمل في القطاع الخاص، ومع ذلك لم يفقد ثقة القادة الإيرانيين قط، لكنه بدأ -حسب مسؤولين لم تذكر الصحيفة هوياتهم- في تبادل أسرار إيران النووية مع المخابرات البريطانية.
وبدا كأن أكبري أفلت من العقاب حتى عام 2019 عندما اكتشفت إيران بمساعدة مسؤولي المخابرات الروسية أنه أفشى معلومات عن وجود برنامج نووي إيراني سري في مكان بعيد داخل منطقة جبلية قريبة من طهران، حسب تقرير “نيويورك تايمز” نقلا عن مصدرين إيرانيين على صلة بالحرس الثوري الإيراني.
وبالإضافة إلى اتهام أكبري بإفشاء أسرارها النووية والعسكرية قالت إيران إنه كشف أيضا هويات أكثر من 100 مسؤول والأنشطة التي يضطلعون بها، أبرزهم محسن فخري زاده كبير العلماء النوويين الذي اغتالته إسرائيل عام 2020.
لكن لندن لم تعترف علنا قط بأن أكبري -الذي أصبح مواطنا بريطانيا عام 2012- هو جاسوسها في إيران.
ونسبت “نيويورك تايمز” إلى متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية -طلب عدم الكشف عن هويته- القول إن سياسة عدم التعليق على “الأمور المتعلقة بالاستخبارات” كانت طويلة الأمد.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان أنها كانت قد أوردت في سبتمبر/أيلول 2019 أن مصدر المعلومات الاستخباراتية عن منشأة فوردو النووية كان جاسوسا بريطانيا.
كانت المعلومات الاستخباراتية عن فوردو التي قدمها أكبري واحدة من المعلومات التي كشف عنها مسؤول المخابرات البريطاني لنظرائه الإسرائيليين والوكالات الصديقة الأخرى عام 2008، وفقا لـ3 من مسؤولي المخابرات والأمن القومي الغربيين.
وأشار تقرير الصحيفة إلى أن أكبري تقاعد من مناصبه الرسمية عام 2008، لكنه استمر في العمل مستشارا لأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني وغيره من كبار المسؤولين.
وفي وقت لاحق من ذلك العام، اعتُقل أكبري لمدة 4 أشهر بتهمة التجسس لصالح بريطانيا، قبل أن يطلق سراحه بكفالة، وأُغلقت القضية وسمح له بالسفر بحرية، وفقا لشقيقه واثنين من أصدقائه.
وأشارت الصحيفة -نقلا عن شقيقه- إلى أن علي رضا أكبري سافر إلى إيران للمرة الأخيرة في عام 2019 بعد أن أخبره شمخاني أن البلاد بحاجة إليه في مسألة نووية ودفاعية عاجلة.
وعقب إعدامه بيومين بث التلفزيون الحكومي الإيراني 8 مقاطع فيديو قصيرة تظهر أكبري حليق الذقن مرتديا بزة رسمية وجالسا في مكتب وهو يتحدث عن أنشطته التجسسية وتجنيده من قبل بريطانيا بإحدى المناسبات في سفارتها بطهران.
لكن في وقت لاحق ذكر أكبري -في رسالة صوتية بثتها هيئة الإذاعة البريطانية باللغة الفارسية (بي بي سي فارسي)- أن الاعترافات انتزعت منه بالإكراه.
وتقول “نيويورك تايمز” إن السبب وراء تجسس أكبري على بلده الأصلي “غير واضح”، حيث برر في الفيديو أنه كان مدفوعا بـ”الجشع والتوق للسلطة”، نافيا أنه كان يعاني من مشاكل مالية.