ودّعت الأوساط الأكاديمية العراقية، اليوم، واحداً من أعمدتها البارزين، بوفاة الأستاذ الدكتور داخل حسن جربو، الرئيس الأسبق لجامعة البصرة، والذي أُعلن عن رحيله في أستراليا بعد حياة علمية زاخرة امتدت لأكثر من خمسين عاماً.
الدكتور جربو، المولود في مدينة البصرة، كان يُعرف بهدوئه العلمي ونباهته الإدارية، إذ ترك أثراً كبيراً في بنية التعليم العالي جنوب العراق، خاصة في الفترة التي ترأس فيها جامعة البصرة، حيث شهدت الجامعة في عهده تطوراً ملموساً في البنى التحتية والبرامج الأكاديمية.
بدأ مسيرته العلمية بالحصول على شهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية بمرتبة الشرف من جامعة لندن عام 1966، ثم واصل تفوقه العلمي ليكمل الدكتوراه في الهندسة الإلكترونية من جامعة برونيل البريطانية عام 1972، ليعود بعدها إلى وطنه حاملاً حلم المساهمة في بناء العراق علمياً وتعليمياً.
وفاته في أستراليا شكّلت صدمة لمحبيه وطلابه وزملائه، ممن عبّروا عن حزنهم العميق لفقدانه، متداولين مآثره العلمية والإنسانية، داعين إلى تخليد ذكراه بما يليق بتاريخه الأكاديمي.
رحل الدكتور داخل، لكن بصماته باقية في قاعات جامعة البصرة وفي ذاكرة كل من تتلمذ على يديه أو عمل معه، تاركاً خلفه سيرة نظيفة، ومسيرة علمية تستحق أن تُروى للأجيال.