شهدت عدة محافظات عراقية، بينها بغداد والبصرة وكربلاء والنجف والناصرية، الاثنين، انقطاعًا شاملًا للكهرباء، بعد تعطل مفاجئ في منظومة الطاقة الوطنية، ما أثار موجة استياء واسعة في ظل ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية.
وقالت وزارة الكهرباء إن الشبكة فقدت أكثر من ستة آلاف ميغاواط من قدرتها الإنتاجية بشكل “مفاجئ وعرضي”، نتيجة انفصال عدد من خطوط النقل الرئيسة، بينها خطا مسيب – بابل (400 ك.ف)، ما أدى إلى “انطفاء تام” للمنظومة.
وأضافت الوزارة أن فرقها تعمل “بشكل مستنفر” في مراكز السيطرة لإعادة تشغيل الوحدات المنفصلة والخطوط الناقلة تدريجيًا خلال الساعات المقبلة، داعية المواطنين إلى “ترشيد الاستهلاك غير الضروري” في ظل الأحمال المرتفعة.
تأثيرات على المدن
في بغداد، تسبب الانقطاع في توقف شبه كامل للخدمات في مدينة بسماية السكنية، التي تعتمد بالكامل على الشبكة الوطنية، بما في ذلك تشغيل المصاعد وتوزيع المياه والغاز.
أما في كربلاء، التي تشهد ذروة الزيارة الدينية، فقد انقطعت الكهرباء والمياه عن معظم أحيائها، ما دفع سكانًا وزائرين إلى وصف الوضع بأنه “كارثة” في ظل حرارة تجاوزت 50 درجة مئوية.
وفي النجف، حذرت مديرية الماء من تراجع إنتاج محطات الضخ إلى النصف، معتمدة على المولدات المتوفرة، ودعت السكان إلى الاقتصاد في استهلاك المياه.
وفي الناصرية، توقفت محطة التوليد المركبة الغازية لساعات، قبل أن تعود للعمل جزئيًا. وقال سكان إن الكهرباء لم تعد إلى منازلهم رغم مرور ساعات على الانقطاع.
أما في البصرة، فقد بدأت المحطات الرئيسة بالعودة تدريجيًا إلى الخدمة، وسط متابعة ميدانية من المحافظ أسعد العيداني، فيما واجه السكان ظروفًا صعبة بسبب موجة “الشرجي” التي تجمع بين الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية.
ويعاني العراق منذ سنوات من عجز مزمن في إنتاج الطاقة، إذ يقدَّر الطلب في ذروة الصيف بنحو 45 جيغاواط، فيما لا يتجاوز الإنتاج الفعلي 27 جيغاواط. وتعتمد البلاد على الغاز المستورد من إيران لتشغيل عدد من محطاتها، بينما تتعرض الشبكة لخسائر فنية وإدارية تفوق 40% من الطاقة المنتَجة أثناء النقل والتوزيع.
كما يشكو مواطنون من تجاوزات المولدات الأهلية لساعات التجهيز المقررة، ما يضاعف أثر الانقطاعات الوطنية.
ردود فعل وانتقادات
على منصات التواصل الاجتماعي، تداول مستخدمون مقاطع وصورًا لانقطاع الكهرباء عن أحياء كاملة، فيما عبر آخرون عن استيائهم من تكرار الأعطال في ذروة الصيف.
كما انتقد مدونون ما وصفوه بـ”سوء التخطيط”، مشيرين إلى أن الانقطاع تزامن مع مناسبات دينية كبرى، ومع موجة حر استثنائية.
تقول وزارة الكهرباء إنها تعمل على إعادة المنظومة تدريجيًا، فيما تشير خطط حكومية إلى التوسع في مشاريع الطاقة الشمسية والحد من الاعتماد على الغاز المستورد، إضافة إلى تطوير شبكة النقل.
لكن مواطنين وخبراء يشككون في قدرة هذه الإجراءات على حل الأزمة في المدى القريب، في ظل استمرار النمو السكاني وتزايد الطلب على الكهرباء.