بلغت زيارة الأربعين في كربلاء المقدسة ذروتها اليوم الأربعاء، حيث تواصلت عمليات التفويج العكسي لإعادة ملايين الزائرين إلى محافظاتهم داخل العراق وخارجه، وسط استنفار حكومي وأمني واسع النطاق لضمان انسيابية الحركة وأمان المشاركين.
580 باصاً و12 قطاراً
أكدت وزارة النقل جاهزيتها الكاملة للتعامل مع ذروة الحركة، معلنة تخصيص 580 باصاً و12 قطاراً تعمل على محوري كربلاء – بغداد وكربلاء – البصرة. وأوضح بيان رسمي أن الوزير رزاق محيبس السعداوي يشرف ميدانياً على تنفيذ الخطة التي تديرها غرفة عمليات النقل، بالتنسيق مع القوات الأمنية والحكومة المحلية.
وأشار البيان إلى أن جميع التشكيلات الرئيسة والساندة، بما فيها الشركة العامة لنقل المسافرين والوفود، تعمل بكامل طاقتها، مع إدخال حافلات إضافية وقت الذروة. وشدد الوزير على استمرار الوجود الميداني حتى تفويج آخر زائر، مؤكداً أن الوزارة في حالة استنفار كامل.
مركبات خاصة وتعاقدات إضافية
من جهتها، أعلنت الشركة العامة لإدارة النقل الخاص انطلاق عملية التفويج العكسي عبر محور النجف الأشرف، بمشاركة أكثر من 2500 مركبة متنوعة. وأوضح مدير الشركة أحمد الموسوي أن هيئة الحج والعمرة تعاقدت مع شركات خاصة لتوفير 1300 حافلة إضافية بسعة 45 راكباً، دعماً للجهود الحكومية.
وأشار الموسوي إلى أن فرق الشركة تنتشر في مرآب ساحة سيد جودة ومرآب كنطرة السلام، مع لجان خاصة لضمان انسيابية العمل والدعم اللوجستي، لافتاً إلى تفعيل خطة الطوارئ مع بلوغ التوافد على المرائب ذروته.
إسناد أمني ومتابعة ميدانية
في السياق الأمني، يواصل وزير الداخلية ورئيس اللجنة الأمنية العليا للزيارات المليونية، عبد الأمير الشمري، الإشراف الشخصي على عمليات التفويج، مؤكداً عدم التهاون مع المخالفات المرورية وتهيئة المستلزمات لضمان الأجواء الآمنة.
كما أكدت خلية الإعلام الأمني استمرار التنسيق بين قيادة العمليات المشتركة واللجنة العليا للزيارات، مع متابعة أوضاع الزوار على طول المسارات البرية والجوية والبحرية. وذكر رئيس الخلية الفريق سعد معن أن أكثر من مليون زائر غادروا حتى الآن، فيما تجاوز عدد الوافدين منذ بداية الزيارة ثلاثة ملايين.
23 ألف زائر نُقلوا بالقطارات
بدورها، أعلنت الشركة العامة للسكك الحديدية إدخال قطارات إضافية للتعامل مع الزخم، مؤكدة أنها لم تسجل أي معوقات في المحطات. وقال مديرها العام مكي جابر ناصر إن أكثر من 23 ألف زائر تم نقلهم بين بغداد والمحافظات الجنوبية، وأن الرحلات تتواصل بوتيرة قطار كل ثلاث ساعات حتى منتصف الليل.
وأشار ناصر إلى تواجد الفرق الفنية والخدمية ميدانياً لضمان انسيابية الحركة، مع التأكيد على أن العمل سيستمر حتى عودة آخر زائر.
تنسيق متعدد المستويات
تشمل خطة الحكومة إشراك مختلف تشكيلات وزارة النقل، من الخطوط الجوية العراقية إلى شركات النقل البري والبحري والموانئ، إلى جانب تقديم خدمات ميدانية إضافية مثل المياه الباردة والثلج. وتؤكد السلطات أن الهدف هو ضمان عودة الزائرين بسلاسة، رغم الضغط الهائل الناتج عن المشاركة المليونية.
