اخر الاخبار

الصحة العالمية: الجوع سيقتل 132 ألف طفل في غزة دون سن الخامسة

  أكد ممثل منظمة الصحة العالمية في فلسطين والأراضي المحتلة،...

مصادرة أكثر من مليوني سلاح.. الداخلية تكشف إحصائية حصر الأسلحة حتى تموز الماضي

  أعلنت وزارة الداخلية، اليوم الجمعة، عن أحدث إحصاءاتها بشأن...

قتلى في السليمانية وأسف من بغداد وأربيل تعزي والأمريكان “قلقون”

  مرت الساعات طويلة في محافظة السليمانية بإقليم كردستان، بعد...

ذات صلة

حرب العائلة الواحدة.. القصّة الكاملة لمواجهات السليمانية بعد خلاف بافل وابن عمه لاهور

شارك على مواقع التواصل

في الساعات الأخيرة، تحوّلت أحياءٌ في السليمانية إلى ساحة اشتباكٍ ثقيل شاركت فيه وحدات مكافحة الإرهاب والكوماندوز وقوات الأسايش التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني، مع انتشار دباباتٍ وآلياتٍ مُدرعة حول نقاط التحصّن التي كان يتواجد فيها لاهور شيخ جنكي.

دويّ الانفجارات وأصوات الرشاشات الثقيلة شقّت ليل المدينة، قبل أن تُعلنَ القوات المهاجمة اعتقال شيخ جنكي بموجب مذكرة قبضٍ صادرة وفق المادة 56 من قانون العقوبات العراقي. مصادر طبية تحدثت عن سقوط ما لا يقل عن ثلاثة قتلى وعشرة جرحى خلال المواجهات.

العملية بدأت بعد وضع السليمانية في حالة استنفارٍ أمني مساء الخميس، إثر صدور أمر قبض بحق رئيس “جبهة الشعب” (الحزب الذي أسّسه شيخ جنكي بعد انشقاقه عن الاتحاد الوطني). خلال ساعاتٍ من الطوق والمواجهة، حُوصرت مواقعُ يُعتقد أنّه تحصّن فيها، قبل أن تنتهي العملية بتوقيفه ونقله من المكان، وسط حضورٍ مكثّفٍ لقوات الأسايش ووحدات النخبة.

التصعيد هزَّ المشهد السياسي في الإقليم سريعاً. دعواتٌ إلى ضبط النفس صدرت بالتزامن مع العملية، فيما ربط مراقبون بين قرار التوقيف وبين صراع النفوذ داخل أسرة طالباني وداخل مفاصل الاتحاد الوطني منذ إقصاء لاهور عام 2021.

من “توأم القيادة” إلى القطيعة
في شباط 2020 خرج الاتحاد الوطني الكردستاني بصيغة قيادةٍ مزدوجة بين بافل طالباني ولاهور شيخ جنكي. غير أنّ التعايش لم يدم طويلاً؛ ففي تموز 2021 تحرّك بافل لإقصاء لاهور، فأغلق منصاتٍ إعلامية مقربة منه وأعاد ترتيب قيادات مكافحة الإرهاب والاستخبارات (CTG و«زانياري») المحسوبة عليه، ثم أعلن نفسه قائداً وحيداً للحزب. لاحقاً ظهرت اتهاماتٌ بمحاولة تسميم بافل نُسبت إلى دائرة لاهور، وهو ما نفاه الأخير؛ لكنّ الأزمة كرّست الانقسام، قبل أن تُحسم قانونياً وسياسياً لصالح بافل عام 2023. عندها اتجه لاهور لتأسيس «جبهة الشعب»، مرخَّص لها رسمياً عام 2024.

من هو بافل طالباني؟
بافل جلال طالباني، من مواليد بغداد 1973، نجل الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، ورئيس الاتحاد الوطني الكردستاني حالياً. برز مبكراً في الملفين الأمني والعسكري؛ إذ يُنسب إليه تأسيس “قوة مكافحة الإرهاب” (CTG) مع ابن عمه لاهور مطلع الألفية، قبل أن يصعد سياسياً ويتولى قيادة الحزب بعد صراع 2021. يوصف بأنه “صانع صفقات” داخل الاتحاد الوطني، ويُعدُّ قطباً رئيسياً في مشهد السليمانية السياسي والأمني.

من هو لاهور شيخ جنكي؟
لاهور شيخ جنكي (مواليد كوية 1975/1976)، قيادي أمني وسياسي كردي، ابن شقيق جلال طالباني، تولّى قيادة “زانياري” جهاز استخبارات الاتحاد الوطني) وقاد “مكافحة الإرهاب” لسنوات وكان من أبرز الوجوه في قتال عصابات داعش.

أصبح شريكاً لبافل في رئاسة الاتحاد الوطني عام 2020، ثم أُقصي في 2021 قبل أن يؤسس “جبهة الشعب” عام 2024. ظلّ يحتفظ بنفوذٍ اجتماعي وأمني في السليمانية ومحيطها، وهو ما انعكس في حدّة المواجهات التي سبقت توقيفه الليلة.

ماذا بعد؟

بتوقيف لاهور، يدخل الاتحاد الوطني اختبارَ “ترميم البيت الداخلي” بالقوة الصلبة، فيما تراقب أربيل وبغداد والعواصم الإقليمية ارتدادات المشهد على توازنات الإقليم، وعلى شبكة الأجهزة الأمنية التي تداخلت أدوارها طويلاً بين الحزبي والحكومي.

وستتجه الأنظار إلى المسار القضائي للتوقيف، وطبيعة التهم التي ستُعتمد، وكيفية إدارة الاتحاد الوطني للفراغ الذي قد يتركه نفوذ لاهور في بعض المفاصل.