أثار الهجوم الإسرائيلي على اجتماع قيادات حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة مساء الثلاثاء، ردود فعل غاضبة وطرح تساؤلات حول أهداف العملية ودلالاتها السياسية.
فبينما أعلنت الحركة فشل العدوان الصهيوني في اغتيال وفدها المفاوض، اعتبر مراقبون أن الرسالة الأهم من وراء الضربة لم تكن التصفية الجسدية بقدر ما كانت محاولة لصناعة وسيلة ضغط جديدة على الحركة.
“لا مكان آمن بعد الآن”
الاجتماع الذي استهدفه الهجوم ضم أسماء بارزة من الصف الأول في حماس، مثل خالد مشعل وخليل الحية وزاهر جبارين وحسام بدران، بحسب ما كشفته القناة الإسرائيلية “أي 24 نيوز”.
ورغم أن معظم هؤلاء نجا من الاستهداف، فقد سقط عدد من الشهداء من المرافقين، بينهم نجل خليل الحية ومدير مكتبه.
الهجوم في قلب العاصمة القطرية ـ الدولة الراعية للمفاوضات إلى جانب مصر ـ يرسل إشارة واضحة بأن الاحتلال يريد القول لقادة حماس إنهم لم يعودوا في مأمن خارج غزة، وأن أماكن الاجتماعات والوساطة باتت أهدافًا مشروعة.
التهديد بدلاً من الاغتيال
المتابعون يرون أن العملية لم تُخطط أساسًا لإنهاء حياة قيادة حماس السياسية، بقدر ما أرادت أن تقول لهم: “أطلقوا سراح الأسرى، وإلا ستتكرر الضربة في أي مكان”. فإسرائيل، التي تواجه انتقادات داخلية وضغوطًا دولية لإعادة أسراها، تبدو حريصة على صناعة عامل ردع جديد ضد حماس، يوازي الميدان العسكري ويضغط على طاولة المفاوضات.
ووفق هذا التقدير، فإن الضربة حملت طابع “التهديد الاستراتيجي”، أكثر من كونها محاولة اغتيال تقليدية، إذ إن مقتل وفد حماس المفاوض بالكامل كان سيعني تعطيل أي مسار تفاوضي، وهو ما لا تريده إسرائيل في هذه اللحظة.
من جانبها، وصفت حركة حماس الاستهداف بأنه “جريمة وعدوان سافر على السيادة القطرية”، مؤكدة أن العملية تهدف إلى إفشال جهود الوساطة وتقويض فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وأشارت الحركة إلى أن العملية تمت بينما كان وفدها يناقش مقترحًا أميركيًا جديدًا، وهو ما يعزز الانطباع بأنها محاولة لدفع قادة حماس إلى قبول شروط الصفقة بالقوة.
الهجوم كذلك أثار حرجًا سياسيًا لقطر التي وجدت نفسها في قلب عملية عسكرية إسرائيلية غير مسبوقة على أراضيها، الأمر الذي قد يترك تداعيات أوسع على مسار الوساطة والدور الإقليمي للدوحة.
ماذا عن الاتصال الأمريكي؟
بعد إعلان البيت الأبيض، أن الرئيس ترامب طلب من ويتكوف إبلاغ الدوحة بالهجوم الإسرائيلي الوشيك. أكدت الخارجية القطرية أن “ما يتم تداوله عن إبلاغنا بالهجوم الإسرائي مسبقا عار من الصحة”.
فيما بينت المتحدث باسم الخارجية القطرية، أن “الاتصال الذي ورد من مسؤول أمريكي جاء خلال سماع دوي الانفجارات”.