يعتبر شهر ديسمبر/ كانون الأول، شهر النحس على الرئيس المقبور صدام حسين وعائلته، حيث شهد ثلاثة أحداث كبيرة بدأت الأولى عام 1996 بمحاولة اغتيال عدي صدام حسين، وانتهت بإعدام صدام نفسه عام 2006 في فترة حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي.
ففي الثاني عشر من كانون الأول للعام 1996 أذاعت فضائية “الشباب”، نبأ محاولة اغتيال عدي صدام حسين، في منطقة المنصور، خلال تجواله في سيارته الشخصية، في عملية تعد خرقا هائلا للمنظومة الأمنية التي كان يتبجح بها النظام السابق.
وقبالة بناية مرطبات الرواد، وسط منطقة المنصور، على بعد أمتار عديدة من بناية المخابرات، أمطر أربعة مسلحون نجل الديكتاتور بالرصاص.
وفي تفاصيل العملية أكثر تحدث أحد منفذي عملية الاغتيال في حوار أجرته معه صحيفة الشرق الأوسط، في عام 2003، انه طكان يكره النظام، حيث استجاب بسهولة عندما جنده صديق دراسة في بلدة الشطرة بمحافظة ذي قار، في جماعة مقاومة مسلحة، حينها كان يقضي وقت فراغه في تنظيم خلايا سرية تعمل ضد نظام صدام حسين”.
وعن بوادر محاولة الإغتيال قول شريف في المقابلة، أنه “كان يسمع عن جولات عدي المنتظمة مساء كل خميس في حي المنصور الراقي بحثا عن الفتيات الجميلات، حيث كان يشتهر باجبار الفتيات على اصطحابه الى واحد من قصوره”.
“ظل شريف، ولمدة شهرين، يتجول في الشارع الرئيسي في حي المنصور مساء كل خميس وتبين له انه في حوالي الساعة السابعة من مساء الخميس، كان عدي يتسكع في الشارع الرئيسي في حي المنصور، بعض الأحيان مع حرس شخصي يركبون دراجات نارية وفي بعض الأحيان وحده”.
وفوجئ افراد المجموعة بأن عدي كان لوحده ويقود سيارته ببطء، اذ يبدو ان حرسه الشخصي قد ترجل من السيارة ليبحث عن النساء لعدي.
في تلك اللحظة اخرج “أبو صادق” و”أبو ساجد” أسلحتهم من الحقيبة الرياضية وفتحا النار على عدي من مسافة تبعد بضع ياردات فقط.
تحطم تماما الزجاج الامامي وزجاج الباب الامامي، وفر أفراد المجموعة بعد ان افرغوا خزائن الرصاص على سيارة عدي باتجاه السيارة التي كان من المفترض ان يهربوا بها، واختفوا بالفعل من المكان بعد العملية التي استغرقت اقل من دقيقة. لم تتعرض المجموعة الى اطلاق نار من أية جهة ولم يتعرضوا الى أي مطاردة.
وصل أفراد المجموعة الى المنزل الذي كان مقررا اختباؤهم داخله وتوجهوا صباح اليوم التالي الى الناصرية على متن حافلة مواصلات ثم استقلوا حافلة اخرى الى منطقة سوق الشيوخ على اطراف الأهوار.
وفي منتصف ليل ذلك اليوم عاد أفراد المجموعة الى قاعدتهم ولم يبارح شريف الأهوار الا بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق في آذار عام 2003.
أما وجه النحس الآخر على صدام حسين في ديسمبر فهي عملية “الفجر الأحمر” وهي عملية عسكرية قامت بها الولايات المتحدة وأُلقي القبض فيها على الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين في 13 كانون الأول/ديسمبر 2003 في بلدة الدور بالعراق.
وسميت العملية على اسم فيلم الفجر الأحمر الذي صدر عام 1984. ونفذت المهمة من قبل فرقة العمليات المشتركة 121 بدعم من فريق اللواء القتالي الأول (بقيادة العقيد جيمس هيكي) من فرقة المشاة الرابعة بقيادة اللواء ريموند أوديرنو.
وفتشت فرق البحث خارج بلدة الدور في موقعين لكنهم لم يعثروا على صدام، وفي النهاية عثر على صدام حسين مختبئاً في حفرة في شمال مدينة الدور في الساعة 20:30 بالتوقيت المحلي العراقي وأُلقي القبض عليه دون مقاومة.
أما نهاية تلك الاحلام فكانت حين نُفذ في العراق فجر يوم السبت حكم الإعدام الصادر بحق الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين بعد ادانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وانتهت بذلك مرحلة من تاريخ العراق الذي حكمه صدام لنحو ربع قرن قبل أن يُطاح به إثر غزو العراق الذي قادته القوات الأمريكية سنة 2003.
ولقد أُعْدِمَ صدام حسين فجر يوم عيد الأضحى (العاشر من ذي الحجة) سنة 1427هـ، الموافق 30 ديسمبر 2006. وقد جرى ذلك بتسليمه للحكومة العراقية من قبل حرسه الأمريكي تلافياً لجدل قانوني في أمريكا التي أعتبرته أسير حرب. وقد استنكر المراقبون من جميع الاتجاهات والانتماءات السياسية هذا الاستعجال المستغرب لتنفيذ حكم الإعدام. وفي لحظة التنفيذ لم يبد على صدام حسين الخوف أو التوتر كما وأنه لم يقاوم أو يتصدى للرجال الملثمين الذين يقتادونه إلى حبل المشنقة.