اخر الاخبار

المبعوث الأميركي: دولة جديدة ستنضم لاتفاق التطبيع مع الكيان

أعلن المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، يوم الخميس، أن...

السفارة العراقية في ليبيا تعيد 25 مهاجراً إلى البلاد

أعلنت السفارة العراقية في ليبيا، اليوم الخميس، نجاحها في...

بسبب أغنية.. محكمة مصرية تقضي بسجن محمد رمضان لعامين

قررت محكمة جنح مصرية بحبس الفنان المصري محمد رمضان...

ذات صلة

“مسلم ويحضر مجالس حسينية”.. زهران ممداني يفوز بمنصب عمدة نيويورك ويُغضب ترامب والجمهوريين

شارك على مواقع التواصل

توّج المرشح الديمقراطي الاشتراكي زهران ممداني فوزه في انتخابات بلدية نيويورك، بعد حملة انتخابية غير اعتيادية شهدت تصدّره لساحة السياسة المحلية وفرض أجندة تقدمية جريئة أثارت نقاشاً وطنياً حول مستقبل الحزب الديمقراطي وسياسات المدن الكبرى.

أعلن ممداني فوزه في السباق إلى بلدية مدينة نيويورك بعد تحقيق نتيجة حاسمة في انتخابات عامة شهدت إقبالاً قياسياً للناخبين، مع أكثر من مليوني صوت مُدلّى، أعلى نسبة مشاركة منذ عقود.

فوز ممداني اعتبر تاريخياً: سيصبح أول شخص مسلم وجنوب آسيوي ومهاجر، يشغل منصب عمدة نيويورك، إضافة إلى كونه من أصغر العمداء سناً.

على مواقع التواصل الاجتماعي، تداول ناشطون مقطعاً مصوراً يظهر حضور ممداني في أحد المجالس الحسينية، التي شهدتها نيويورك خلال شهر محرم الماضي

كيف وصل ممداني إلى المنصب؟

ممداني (34 عاماً)، المعروف كعضو في التيار الديمقراطي الاشتراكي وعضو سابق في مجلس ولاية نيويورك، بنى سمعته عبر تنظيم قاعدي قوي في الأحياء العاملة (خاصة في كوينز) وطرح حلولاً عملية لقضايا المعيشة اليومية مثل السكن والمواصلات ورعاية الأطفال. دعم من قواعد الشباب والناشطين الميدانيين كان مفتاح تقدمه.

الانتصار في الساحة الداخلية والديمقراطية

ممداني نجح أولاً في حسم الترشيح الديمقراطي في مواجهة مرشحين سُميّين ووسطحيين، ثم واجه في الجولة العامة تحالفات مع توقّعاتٍ بوجود مرشحينٍ مستقلين وأصواتٍ منقسمة — لكن خطابَه التقدّمي جذب قطاعات كبيرة من الناخبين الحضريين.

استثمار القضايا المحلية

ركّز حملته على «أجندة القدرة على التكاليف»: تجميد إيجارات في فترات معينة، توسيع خدمات الرعاية النهارية، وخيارات ملكية أو تشغيل لخدمات رئيسية (متاجر غذائية مملوكة للمدينة، نقل عام أكثر عدلاً). هذا النوع من الوعود جذب قاطني المناطق ذات الضغوط الاقتصادية الأكبر.

ليلة الانتخابات: النتائج والتفاصيل

الانتخابات شهدت تراجعاً حاداً لمرشّحي اليمين في المدينة؛ المرشح الجمهوري لم يحقق حصّة مؤثرة، بينما فشل تحدّي عودة الحاكم السابق أندرو كومو (الذي ترشّح مستقلاً بعد خسارته في الانتخابات التمهيدية) في عرقلة صعود ممداني. نسبة التصويت العالية أعطت الزخم لحملة القواعد الشعبية التي قادت ممداني إلى الفوز.

ردود الفعل: غضب ترامب وخسارة الجمهوريين

رد فعل دونالد ترامب: وصف ترامب نتائج الانتخابات بكلمات حادة على منصاته، وقال إن فوز مرشحٍ اشتراكي كهذا «كارثة» وأنه يفكّر في سبل الضغط على المدينة، بما في ذلك تهديدات بربط المساعدات الفدرالية بالسياسات المحلية. تصريحاتٌ من هذا النوع أدت إلى تأجيج النقاش حول استقلالية تمويل المدن مقابل السيطرة الفدرالية.

خسارة الجمهوريين: أداء الحزب الجمهوري في نيويورك بقي ضعيفاً، وهو ما عكسته نتائج عمدة المدينة؛ الجمهوريون لم يتمكّنوا من تقديم بديلٍ قادر على كبح التقدم التقدمي في أحياء المدينة، ما يطرح أسئلة استراتيجية للحزب عن كيفية استعادة جذور حضرية في المدن الكبرى.

التداعيات السياسية على الصعيدين المحلي والوطني

تحوّل داخل الحزب الديمقراطي

فوز مدماني يعطي زخماً لقوى التقدّم داخل الحزب، ويشير إلى قدرة المرشحين المستندين إلى قواعد شبابية ونقابية على الفوز في بيئات كبيرة ومعقّدة. قد تشجّع النتيجة مزيداً من الترشيحات المماثلة في مدن أخرى.

تقاطع مع سياسة الأمن والشرطة

مواقف ممداني السابقة بشأن إعادة هيكلة بعض وحدات الشرطة والإنفاق قد تثير صدامات مع مجالس الأمن المحلية والشرطة، بالإضافة إلى تحالفات مصالح المدينة (أعمال، نقابات)، ما سيضعه أمام اختبار تنفيذ خططه دون تعطيل الخدمات. التوتر مع البيت الأبيض

تهديدات رئاسية بربط المساعدات الفدرالية بالسياسات المحلية — إن استُخدمت فعلاً — قد تفتح سجالاً قانونياً ودستورياً حول صلاحيات الإنفاق الفدرالي وحقوق المدن في تحديد أولوياتها. هذا الأمر سيجعل من إدارة ممداني اختباراً لحماية الاستقلال المالي والإداري للمدن الكبيرة.

انعكاسات انتخابية على مستوى 2026 وما بعده

إذا تكررت حركة قواعدية شبيهة في مناطق حضرية أخرى، فقد تتغيّر خرائط اللوائح الحزبية في الانتخابات النصفية والمحلية، وسيصبح خطاب القدرة على التكاليف والمحسوبية الاقتصادية مركزياً في المنافسات القادمة.

التحديات العملية أمام العمدة المنتخب

• تحويل الوعود الكبرى (مثل تجميد الإيجارات أو توسيع الرعاية المجانية) إلى سياسات قابلة للتطبيق ضمن ميزانية المدينة وقيود القانون والاتفاقيات العمالية.

• إدارة علاقات مع المؤسسات الكبرى في المدينة (أسواق مال، نقابات، مؤسسات تعليمية) وضمان استقرار الخدمات أثناء التغيير.

• مواجهة هجمات سياسية وقانونية من خصوم محليين وفدراليين، خصوصاً إذا ما حاولت الإدارة الفدرالية فرض قيود على التمويل أو برامج المدينة.

فوز زهران ممداني بعمدة نيويورك لا يمثل مجرد تغيير شخصي في قيادة المدينة، بل علامة على تحول أوسع في الديناميكيات السياسية الحضرية بالولايات المتحدة: شبابٌ منظم، وقواعد ضغط مجتمعية، ومطالب قوية للعدالة في تكلفة المعيشة. كيف سيتعامل ممداني مع الهياكل الحكومية المعقّدة وضغوط واشنطن وخصومه المحليين سيحدّد ما إذا كان هذا الفوز سيصبح نموذجاً قابلاً للاستنساخ أم حالة استثنائية.