اخر الاخبار

ثغرة في “واتساب” تسرب بيانات 3.5 مليار حساب

كشف باحثون في الأمن السيبراني من جامعة "فيينا" بالنمسا...

ذا إنترسبت: خطوات واشنطن حول فنزويلا تشبه مسار ما قبل غزو العراق

حذّر الصحفي الاستقصائي الأميركي ألين ستيفنز من أن التحركات...

إغلاق باب الطعن غداً.. المفوضية ترفع توصيات الطعون للهيئة القضائية وتوضح أنواعها

أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، اليوم الأربعاء، أن يوم...

الأنواء الجوية: موسم مطري مستقر وتذبذب طفيف بالحرارة خلال الأسبوع الحالي

توقّعت هيئة الأنواء الجوية أن يكون الموسم الحالي مطرياً،...

قروض متعثرة.. الرافدين يستعيد أكثر من 11 مليار دينار خلال تشرين الأول الماضي

أعلن مصرف الرافدين، اليوم الأربعاء، استرداد 11,072,184,954 ديناراً من...

ذات صلة

العراق يدخل مرحلة “الضباب السياسي”.. الحلبوسي يلتقي المالكي والسوداني يفتح خريطة التحالفات من بوابة كردستان

شارك على مواقع التواصل

لم ينتظر المشهد العراقي طويلاً بعد إعلان النتائج، حتى بدأت أولى الإشارات السياسية بالظهور: لقاءٌ بين محمد الحلبوسي ونوري المالكي للمرة الأولى بعد الانتخابات، وزيارة مرتقبة لرئيس الإعمار والتنمية، محمد شياع السوداني إلى أربيل، في وقت تتزايد فيه التسريبات عن خلافات داخل البيت الشيعي حول مستقبل الولاية الثانية.

المشهد لا يبدو عادياً، ولا التحركات تبدو عابرة. فكل طرف يدخل إلى الطاولة وهو يحمل حسابات جديدة.

لقاء الحلبوسي والمالكي.. هل يتشكل محور سني-شيعي جديد؟

جاء لقاء الحلبوسي والمالكي بصفته أول مواجهة سياسية مباشرة بين زعيمي أكبر كتلتين سنيّة وشيعية بعد الانتخابات. ورغم أن البيان الصادر بعد اللقاء اكتفى بالدعوة إلى “الإسراع بتشكيل الحكومة”، إلا أن توقيته وطبيعة الجلوس يوحيان بأن النقاش تجاوز المجاملات الانتخابية.

مصادر داخلية في دولة القانون تحدثت خلال الأيام الماضية عن قناعة بأن التحالفات المقبلة ستكون “أوسع وأقل تقليدية”، فيما ألمح بعض كوادر الائتلاف إلى أن المالكي يبحث عن “استقرار سياسي قائم على تفاهمات مع قوى فاعلة خارج الإطار الشيعي”.

هذا التوجه يفتح الباب أمام احتمال أن يكون الحلبوسي رقماً رئيسياً في معادلة مرحلة ما بعد الانتخابات، خصوصاً في ظل الفراغ الذي خلّفته نتائج بعض القوى السنّية الأخرى.

السوداني والإعمار والتنمية.. انفتاح على كردستان قبل الإطار

في المقابل، يستعد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لزيارة أربيل ولقاء مسعود بارزاني، في خطوة لافتة بكونها الزيارة الأولى بعد الانتخابات، قبل عقد لقاءات ثنائية مع قادة الإطار التنسيقي.

قيادات في ائتلاف الإعمار والتنمية قالت مؤخراً إن السوداني “منفتح على الجميع لتشكيل الحكومة المقبلة”، فيما أكد مسؤول في الائتلاف أن رئيس الوزراء “أحد القادة الأساسيين في الإطار”، في إشارة إلى تنامي ثقله السياسي.
لكن هذا الانفتاح على الكرد قبل البيت الشيعي يحمل دلالات لا يمكن تجاهلها، فالسوداني يسعى — وفق مراقبين — إلى بناء تفاهمات خارج الإطار التقليدي لتأمين مساحة تفاوضية أوسع حول مستقبله السياسي.

داخل الإطار التنسيقي.. حسابات تتعارض مع طموح الولاية الثانية

رغم عدم صدور تصريح مباشر من نوري المالكي برفض التجديد للسوداني، إلا أن تسريبات من كوادر في دولة القانون شهدت الأيام الأخيرة كلاماً عن “إعادة تقييم تجربة الحكومة”، فيما ذهب بعض مقرّبي الائتلاف إلى التأكيد أن “المرحلة المقبلة تحتاج شخصية مختلفة”.

في المقابل، يبدو أن السوداني يتمسك بخياراته، ويعمل على بناء شبكة علاقات أوسع مع السنّة والكرد، وربما مع أطراف من داخل الإطار نفسه، في محاولة لضمان ولاية ثانية.

هذا التصادم غير المعلن بين مشروعين داخل البيت الشيعي هو ما يجعل المشهد أكثر تشابكاً: مشروع يريد إعادة ضبط قواعد القوى داخل الإطار، ومشروع يرى أن توازنات السلطة باتت أوسع من حدود الإطار نفسه.

وكشف القيادي في ائتلاف الإعمار والتنمية، قصي محبوبة، في تصريحات صحفية، أن الإطار التنسيقي وضع مجموعة شروط لاختيار رئيس الوزراء الجديد، مبيناً أن أبرزها تتضمن:
• ألا يمارس المرشح أي عمل سياسي.

• ألا يشارك في الانتخابات.
• ألا يشكّل حزباً أو كتلة برلمانية مستقبلاً.

ويشير محبوبة إلى أن هذه الشروط، وفق رؤيتهم، تهدف إلى الدفع نحو رئيس وزراء منزوع الصلاحية السياسية، مضيفاً: “الإطار يريد رئيس حكومة بصفة دمية، وهو ما يرفضه ائتلاف الإعمار والتنمية بشكل قاطع”.

وفي السياق نفسه، كشف المرشح الفائز عن ائتلاف الإعمار والتنمية، علي الأعرجي، عن اجتماع مرتقب للإطار التنسيقي يُتوقع عقده مساء اليوم الاثنين، بحضور رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لمناقشة نتائج الانتخابات وتوزيع المقاعد وآليات تشكيل الحكومة.

المعادلة الجديدة.. تحالفات عابرة أم صفقات مؤقتة؟

اللقاء بين المالكي والحلبوسي، وزيارة السوداني لبارزاني، وتعاظم الحديث داخل الإطار عن شكل الحكومة المقبلة، كلها مؤشرات على أن الخريطة القادمة، لا تخلو من التعقيدات.

ما بعد النتائج… العراق أمام اختبار تشكيل الأكثرية

الأسابيع المقبلة وحدها ستكشف إن كان لقاء بغداد وزيارة أربيل يُمهّدان لولادة تحالفٍ عريض.. أم لانقسامٍ أعمق.. أم عودة للتحالفات التقليدية السابقة.