بدت المراكز الانتخابية التي تتوسط الأهالي في مدينة الصدر شرقي العاصمة بغداد، شبه خالية من الناخبين، ولا يتواجد بها سوى موظفي مفوضية الانتخابات، ومنتسبي القوات الأمنية الذين يؤمنون المراكز بثلاثة أطواق.
ولم يذهب الصدريون إلى الانتخابات، حتى بقيت المراكز الانتخابية في مدينة الصدر (معقل التيار الصدري)، “فارغة”، طوال 11 ساعة، أي منذ افتتاح صناديق الاقتراع، وحتى إغلاقها في السادسة مساءً.
ونشر الجمهور الصدري، منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، “تفخر” بما فعلته مدينة الصدر، حين قاطعت العملية الانتخابية التي وصفها مقتدى الصدر بـ “الفاسدة”.
فيما بقي موظفو المفوضية، من دون عمل، وهم يقضون ساعات عملهم، بنشر مقاطع عبر الأنستغرام والتيك توك، ساخرين من خلو المراكز الانتخابية من الناخبين.
وبحسب مراكز مختّصة بشؤون الانتخابات، فإن المناطق التي انضمّت إلى مدينة الصدر، وسجّلت نسب إقبال ضعيفة، هي كل من: الزعفرانية، والنهروان، والحرية، وجسر ديالى، والأمين، والمشتل، والبياع، والشعب، وحي النصر، والفضيلية، والعبيدي والكمالية والنعيرية، وبغداد الجديدة والبنوك”.
وآخر تحديث أعلنته المفوضية، وصلت فيه نسبة المشاركة بالانتخابات في عموم المحافظات إلى 17 بالمئة، أي بمعنى مشاركة أقل من 4 ملايين، بينما كان من المقرر أن يشارك أكثر من 15 مليون ناخب، ليختاروا مَن يمثّلهم في مجالس المحافظات.
وتغنّى الصدريون بمدينة الصدر، التي بدت قطاعاتها خالية من المواطنين الذين يذهبون إلى مراكز الاقتراع، فيما يقول مواطنون آخرون، إن “هناك خشية لدى الذين لم يذهبوا إلى مراكز الاقتراع، خوفاً من أن يتعرضوا لأذية”.
وإلى جانب مقاطعة التيار الصدري للانتخابات، هناك مقاطعون آخرون من المواطنين، لا يرون “جدوى من وجود مجالس المحافظات، وأن عودتها تمثّل حلقة زائدة”، وهو الأمر الذي ترفضه الزعامات السياسية، حين خرجت بتصريحات مضادة لهذه الفكرة.
وكان رئيس تحالف نبني، هادي العامري قد قال عقب الإدلاء بصوته، إن “من يرفض مجالس المحافظات عليه ان يغير الدستور، فيما أشار الى انها “مهمة جدا ودستورية”.
وقبل العامري، ابتسم الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، حين أدلى بصوته وقال: “لدينا وفرة مالية، ومجالس المحافظات ستعمل على هذه الوفرة لاستكمال تقديم الخدمات إلى المواطنين”.
أما رئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، فقد أدخل اصبعه في الحبر البنفسجي، وغمز الصدريين والمقاطعين مجدداً، وقال: “تعالوا وشاركوا في الانتخابات، فمجالس المحافظات ستكون معنية بتقديم الخدمات وإكمال مسيرة الإعمار”.
ولم يتفق كثير من العراقيين مع أحاديث السياسيين، حتى بقيت نسبة المشاركة متدنيّة، ومراكز الاقتراع شبه خالية في مختلف المحافظات، باستثناء عدد من المراكز الانتخابية، وكذلك محافظة كركوك، التي شهدت إقبالاً متزايداً.
وبقيت الانتخابات “مُربكة وقلقة” حتى في لحظة إجرائها، فقبل افتتاح مراكز الاقتراع، تعرّض مقر مفوضية الانتخابات في النجف، ومركز انتخابي آخر، إلى هجوم بصاروخ قاذفة، ورمانة يدوية.