قبل نهاية كل عام ميلادي، تنتشر في معظم وسائل التواصل الاجتماعاتي، استفتاءات فنية وسياسية وثقافية وإعلامية ورياضية متنوعة، تبحث عن التفاعل بين متسخدمي التطبيقات الإلكترونية وخصوصاً، التطبيق واسع الانتشار (تليجرام)، حيث تضج قنواته بأسماء مسؤولين ووزراء ونواب ومحليين سياسيين وإعلاميين ومؤثرين وصحفيين وعاملين بمختلف المجالات الفنية والإبداعية، لتطرح من خلالهم استفاءات فحواه “من هو الأفضل بينهم”، لكن هذه الاستفتاءات عادة ما تتحول إلى “مصيدة”.
أدفع لتفوز
وعلى مدى أيام طرح الاستفتاءات بشكل أشكالها، يحتل البعض مراكز متقدمة في تلك الاستفتاءات، من خلال تفاعل قد يكون “حقيقياً”، في بادئ الأمر لكنه سرعانما يتحول إلى “بورصة” يستغلها بعض القائمين على تلك الاستفتاءات لإغراء المتنافسين بالفوز من خلال طرق عدة، لكن أكثرها نجاحاً تلك التي تتعلق بالمسؤولين.
يطرح على قنوات تليجرام وبعض مواقع التواصل الاجتماعي، استفتاءات عن (أفضل وزير، أفضل مدير عام، أفضل ناطق إعلامي باسم وزارة أو جهة رسمية، أفضل نائب، أفضل مسؤول خدمي)، ونظراً لما تمثله هذه الاستفتاءات من أهمية عند المسؤولين المذكورين بتلك الاستفتاءات فهم “يحاولون كسبها بأي طريقة حتى وإن (بدت وهمية) بالنسبة لهم، فهم يحاولون أن يكونوا في الصدارة، ولا يسمحوا للآخرين بأن يسبقوهم حتى وإن عرفوا أن هذه الاستفتاءات لا قيمة شعبية أو سياسية لها”، كما يقول ر.خ، الخبير التقني والذي أدار عدة استفتاءات حقيقة منها ووهمية.
ويشير في حديثه لـ”إيشان”،إلى أن “نهاية كل عام بالنسبة لبعض أصحاب قنوات التليجرام، هو موسم صيد المسؤولين والنواب والوزراء، وبعض الإعلاميين والمؤثرين، فعادة ما يتم طرح أسمائهم في مختلف الاستفتاءات، وبالتحكم بعملية الرشق يحدثون منافسة وهمية بين الأسماء المطروحة في الاستفتاء”.
ويضيف “هناك من المطروحين للاستفتاء من يبادر بالاتصال يمن يدير تلك الاستفتاءات ويعرض عليهم مبالغ مالية أو هدايا متنوعة، لكي يدعموه من خلال (الرشق المستمر)، ليظفر بالمركز الأول، وهناك من بعض الوزراء والمسؤولين من يتواصل معهم أصحاب تلك الاستفتاءات ويعرضون عليهم، استمرار رشق أسمائهم لحين انتهاء الاستفتاء وبذلك فهم يكونون في المراكز المتقدمة”.
ويكشف الخبير “هناك الكثير من الاستفتاءات عادة ما تكون تابعة لأشخاص محددين، لكنهم ومن خلال تعدد أنواع الاستفتاءات على في قنوات تليجرامية مختلفة، يبتغون استمالة أكثر من مسؤول حكومي لغايات معروفة، أبرزها أخذ أموال وتمرير غايات معينة لقاء رشق أسمائهم وجعلهم يحتلون مراتب أولى في مختلف الاستفتاءات”.
ووفقا للمتحدث التقني، فإن “الرشق الإلكتروني هي عملية وهمية تعطي أصواتاً غير حقيقة للأسماء المطروحة للاستفتاء، وتكون تحت تحكم أصحاب الاستفتاءات وفقاً لمن يريدوه أن يكون الأول”.
ويبين “أغلب الاستفتاءات تكون تحت يافطة.. أدفع أكثر تفوز بالاستفتاء وتصعد على منصات التكريم وتصور، وبعدها يتم نشر صورة التكريم، وتكون بذلك العام الفائز كأكثر المسؤولين أو المؤثرين شعبية وتقديماً للخدمات أو المحتوى الهادف في العراق”.
“كمين الطشة”
وبغرض ايهام المسؤولين، وإعطاء قوة أكبر للاستفتاءات، يستعين أصحاب (قنوات التليجرام)، المسؤولين عن الاستفتاءات إلى وضع أسماء لشخصيات “طاشة” على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً من جنس الإناث، وبذلك فإنها تحقق أكثر تفاعلاً على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً إذا ما كان هناك اتفاقاً بين الشخصيات المشهورية، بأن يشاركوا الاستفتاء عبر حساباتهم، وهذا ما يشكل ضغطاً على المسؤولين والوزراء والنواب ومن ذكرت أسمائهم بالاستفتاءات، لغرض “التفاوض” مع أصحاب تلك القنوات من أجل “الحصول على رشق أكبر” وبالتالي فوزهم.
وفي نهاية كل عام، تظهر استفتاءات جديدة، بأسماء وشخصيات جديدة، تحاول من خلالها قنوات التليجرام كسب تفاعل أكبر من قبل المشتركين، لكنها تمارس عملية الرشق، ومنح عدد أكبر من الأصوات، للشخصيات الداعمة لتلك القنوات، ويمثل هذا الموسم، استعراضاً لمن يدفع أكثر لكسب الجمهور، حتى وإن كان بشكل “غير حقيقي ووهمي”، فالغاية الأساسية، هو البقاء في المركز الأول، بأي طريقة.