تناقلت وسائل إعلام دولية عدة، أنباء عن وجود “هدنة” قريبة بين حركة حماس في قطاع غزة، والسلطات الإسرائيلية، مشيرة إلى أنه من المرجح أن تعلن قبيل شهر رمضان.
ورجح خبراء ومحللون سياسيون أن ينجح الوسطاء الإقليميون والدوليون في التوصل لاتفاق تهدئة بين إسرائيل وحركة حماس قبل شهر رمضان، مؤكدين أن الضغوط تتزايد على الطرفين من أجل تقديم التنازلات.
وتقود مصر وقطر والولايات المتحدة جهود وساطة بين حماس وإسرائيل لوقف الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وسط ترجيحات بقرب التوصل لاتفاق تهدئة وتبادل أسرى.
ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة حيفا، أسعد غانم، أن الوسطاء زادوا من ضغوطهم على حماس وإسرائيل؛ من أجل الدفع قدما نحو التوصل لاتفاق تبادل أسرى يؤدي لوقف إطلاق نار في غزة، ولو بشكل مؤقت.
وقال غانم، في تصريحات لوسائل إعلام دولية، إن هذه الضغوط، خاصة التي تمارسها الولايات المتحدة على إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، ستؤدي إلى التوصل لاتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار، يمهد لإنهاء شامل للحرب”.
وأضاف: “التصريحات القطرية والأمريكية تمثل إشارة واضحة إلى تقدم غير مسبوق في المفاوضات غير المباشرة، خاصة وأن وقف الحرب خلال شهر رمضان مصلحة لجميع الأطراف الدولية والإقليمية وإسرائيل وحماس”.
ويعتقد أستاذ العلوم السياسية أن الصفقة “باتت قريبة”، مشيرا إلى أن حماس وإسرائيل قدمتا تنازلات جزئية عن الشروط التعجيزية التي كانت تعيق التوصل للاتفاق.
تحذيرات أمنية
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي أليف صباغ، إن “الضغوط الأمريكية على إسرائيل تمثل العامل الحاسم في نجاح الوسطاء بالتوصل لاتفاق بشأن الحرب في غزة”، مبيناً أن الإدارة الأمريكية ترغب بوقف مؤقت للحرب خلال شهر رمضان.
وأوضح صباغ، أن واشنطن وتل أبيب تدركان خطورة وجود توتر في منطقة الشرق الأوسط خلال رمضان، وأن التحذيرات الأمنية التي تصل حكومة نتنياهو بهذا الشأن دفعتها نحو تقديم بعض التنازلات.
ويعتقد أن إسرائيل “تماطل” لكسب مزيد من الوقت بما يدفع حماس لتقديم المزيد من التنازلات.
وأشار صباغ إلى أن الهدنة في غزة تضمن لإسرائيل هدوءا على الجبهتين الجنوبية والشمالية، علاوة على تخفيف التوترات في البحر الأحمر، وعودة الحركة التجارية لما كانت عليه قبل الحرب الإسرائيلية على غزة.
ولا يعتقد صباغ أن تشمل الاتفاقات عودة النازحين إلى غزة وشمالها، مبينا أن إنهاء الحرب مرتبط بالمباحثات التي ستُجرى بين الجانبين خلال الهدنة المرتقبة.