لم تمر 24 ساعة على اغتيال غفران مهدي المعروفة بـ “أم فهد”، حتى تسارعت مواقع التواصل الاجتماعي، على نشر اتهامات لا دليل ثابتاً عليها، وهو ما اعتاده العراقيون مع مثل هذه المناسبات، الذين لا يعلمون لِمَن تتبع تلك المواقع ولا عائديتها.
الأمر الذي أثار غضب الكثير من المواطنين، هو نشر مادة من قِبَل قناة السومرية، التي يديرها عمار طلال، وتحدثت عن “ارتباط أم فهد بتهديد أفراد من القوات الأمنية”.
عنوان المادة التي نُشِرَت عبر السومرية جاء كالتالي: “متزوجة مرتين واشتهرت بتهديد أفراد أمن.. كل ما تريد معرفته عن أم فهد”.
لم يرضَ الكثير من المتابعين على طريقة نشر القناة التي يديرها عمار طلال، وعدّوه “تشهيراً بها، واتهاماً لها، وتبريراً لعملية قتلها”.
وبينما يربط بعض المراقبين اغتيال أم فهد بـ “قضايا مخفية قد تكون على صلة بشبكات ابتزاز وغيرها”، يقف على الجانب الآخر، من لا يستبعد أن تكون عملية القتل “جنائية” كما تحصل الكثير منها بشكل اعتيادي في شوارع العراق.
وتفاعل عراقيون مع منشور السومرية، بالقول: “صاحب المنشور، المرة ماتت دع الخلق للخالق، متزوجة مرتين احنه شلنه غرض، والله يرحمها برحمته ويغفر لها”.
واعتبر مستخدمٌ آخر، منشور السومرية “مسلتة”، على حد وصفه الذي قاله بتعليق: بلشت المسلتة مالتكم دبطلوا محد خلصان لا الميت ولا طيب”، لينضم إلى قائمة المنتقدين لإدارة القناة.
وعلى ضوء ما نشرته السومرية بخصوص أم فهد، فهناك من قال إن “نشر الخبر بهذه الطريقة التي حملت اتهامات لأم فهد، تأتي لتبرير عملية قتلها، قبل أن يجف دمها، خاصة مع التحدث عن ارتباطها بتهديد أفراد الأمن”.
ولم يستعبد إعلاميون وصحفيون من أن “تكون المادة المنشورة من قبل قناة السومرية، جاءت كتوجيه مباشر من عمار طلال، فلا يمكن لأي وسيلة إعلامية تبني هكذا خطاب إزاء حدث ما دون أن يكون هناك (أوردر) مباشر من الممول أو مدير القناة أو الوكالة”.
وفي هذا الصدد يتساءل عدد من الإعلاميين عن “علاقة عمار طلال بحادثة مقتل أم فهد، أو الجهة التي تقف خلفها حتى يحول قناته إلى منبر يشوه سمعة أشخاص قتلوا بظروف غامضة ولا يستطيع أحد الدفاع عنهم”.
وطالب عدد من العاملين في الأوساط الصحفية والإعلامية “قناة السومرية وإدارتها ومموليها التحلي بالأخلاق المهنية وأبعاد المؤسسات الإعلامية والكوادر الصحفية عن الخوض في دماء الموتى، بما يحول وسائل الإعلام إلى أدوات لا تفرق عن من وجه الرصاص على جسد أم فهد وغيرها طيلة السنوات الماضية”.
السومرية تفقد سمعتها
ووصف مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي، قناة السومرية التي يديرها عمار طلال بـ “النفوس المريضة”، حين جاء تعليق أحدهم بالقول: “أعوذ بالله حتى الميت ما خلص منكم، الميت ما تجوز عليه غير بس الرحمة، الله يرحمها برحمته الواسعة ويغفر لها”.
بينما طالب مستخدم آخر، القائم على القناة بأن “يتقي الله” في منشوره، قائلاً: “ليش محد يرحم الثاني؟”.
وتواصلت هجمات العراقيين على منشور قناة السومرية، واتهموا إدارتها بأنها “عرّضت أم فهد للتشهير”، ووصف أحدهم القناة بـ “الفاشلة”، بسبب طريقة تناول الخبر الذي يجعل أم فهد ضمن قائمة المبتزين، على الرغم من أن موتها لم تمضِ عليه ساعات طويلة.
