طرح الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي قراءة تحذيرية حول احتمال تصفير صادرات النفط العراقية البالغة 3.4 مليون برميل يومياً، مؤكداً أن مثل هذا السيناريو قد يُشعل السوق العالمية ويدفع بأسعار الخام لتتجاوز حاجز الـ100 دولار للبرميل في المدى القصير جداً.
لكن المرسومي يرى في منشور تابعته “إيشان”، أن هذه القفزة لن تدوم طويلاً، إذ ستتدخل الدول الصناعية الكبرى بإطلاق جزء من مخزوناتها النفطية الاستراتيجية، فيما ستسارع السعودية والإمارات إلى استغلال طاقتهما الإنتاجية الفائضة التي تتجاوز 5 ملايين برميل يومياً، وهو ما سيعيد الأسعار إلى التراجع ويحوّل الأزمة إلى فرصة ربح لهما.
أما في الداخل العراقي، وفق المرسومي، فإن منع التصدير سيعني تجميد الأرصدة في البنك الفيدرالي الأميركي، وانهيار سعر صرف الدينار، وقطع المورد الذي يموّل 92% من الموازنة، في ظل غياب أي بدائل اقتصادية أو تنويع.
النتيجة المتوقعة، بحسب المرسومي، “انهيار اقتصادي شامل وارتفاع جنوني في أسعار السلع، ينهك الفقراء وأصحاب الدخول الثابتة والطبقة الوسطى”.
ويحذّر المرسومي من أن الاعتماد على “السوق السوداء” لن يكون مجدياً، لافتاً إلى أن العراق يفتقر لأسطول الظل القادر على تسويق النفط بعيداً عن القنوات الرسمية، ما يعني أن الكميات المصدرة ستكون ضئيلة وغير مؤثرة.
ويخلص المرسومي إلى أن توقف صادرات النفط العراقية، إن حدث، سيحوّل العراق إلى بؤرة أزمات متداخلة، تبدأ بالاقتصاد ولا تنتهي عند تهديد السلم الاجتماعي.
