تشهد مدينة أور الأثرية، في ذي قار، اقتراب مشروع مدينتها السياحية ومسرحها السومري، مراحل متقدمة في الانجاز، فيما لا يزال “جسدا غريبا”، يتم تشييده مثار جدل في الأوساط الثقافية.
نسبة الإنجاز في مشروع مدينة أور السياحية بلغت 95 % بينما بلغت المرحلة الثانية 51 % فضلاً عن إنجاز 79 % من مشروع إنشاء المسرح السومري والمركز الثقافي في مدينة أور السياحية، بحسب رئيس صندوق إعمار محافظة ذي قار، محمد الزيدي.
وأشار الزيدي إلى “عزم الجهات المعنية في المحافظة على إنجاز هذا المشروع الذي يعد حدثاً ثقافياً وحضارياً مهماً في المواعيد المحددة، مبيناً أنَّ الصندوق قدّم كل الدعم إلى الشركات العاملة وحثها على فتح مواقع عمل جديدة ورفع وتيرة العمل ومضاعفة الجهد خلال المرحلة المقبلة”.
وأوضح أنَّ “المشروع يحظى باهتمام كبير من الأوساط الثقافية في العراق والمحافظة، مشدداً على ضرورة أن يكون الإنجاز بأعلى مستوى لجهة الالتزام بالمواصفات الفنية المتفق عليها ضمن بنود العقد من أجل إنجاز المشروع في المدة المحددة”.
مدرج روماني
ومنذ العام 1986، لم يشيد أي مسرح جديد في عموم العراق، وحينما بوشر بتشييد واحد على بعد مئات الأمتار من مدينة أور الأثرية، كان على شكل مدرج روماني ما أثار ضجة كبيرة، وانتقادات واسعة، متهمة المعنيين بتشويه معالم المنطقة الأثرية، والعبث بهويتها التي تمتد إلى أكثر من 7 آلاف عام.
وعلى بعد أمتار قليلة من المدرج، تشيد الآن كنيسة، وكلا المشروعين بوشر بهما عقب زيار البابا فرنسيس إلى العراق ومدينة أور، بهدف توفير بيئة مناسبة لـ”الحج المسيحي”.
إن “حركة السياحة في مدينة أور الأثرية، بعد زيارة البابا فرنسيس، أكثر بكثير مما قبلها”، يقول عامر عبد الرزاق، ويشير إلى أن “فنادق مدينة الناصرية تُحجز بالكامل خلال أيام نهاية الأسبوع، وخاصة في موسم السياحة الذي يبدأ في شهر تشرين الأول، حتى فصل الربيع”.
لكن المدرج الروماني، أثار حفيظة المختصين: “جسد غريب، واجتهاد لا مبرر له”، هكذا يصف الأمر المعماري محمد الجلبي.
ويوضح: “البناء ليس له علاقة بمدينة أور، من الأجدر أن يسألوا المختصين في التاريخ، وأساتذة الجامعات المهتمين بتاريخ وحضارات العراق، إنه نسخة من الكولسيوم في روما”.
وأردف: “لينظروا إلى تجارب العالم في إحياء هذا النوع من المواقع الآثارية”.
أما عامر عبد الرزاق فيقول إن “البناية الموجودة في مدينة اور السياحية التي تسمى بالمسرح الروماني هو بناء عراقي حكومي بأيادي عراقية ومهندسين عراقيين”، لافتاً إلى أن “هذا البناء رافقته ضجةً إعلامية بأن المكان إغريقي روماني، فكيف يحصل في مدينة قريبة لمدينة أور بإيحاء أن أور مدينة سومرية عراقية رافدينية”.
وبهذا الشأن، بيّن عبد الرزاق، أنه “بكلام آثاري بحت أن المسرح العراقي الرافديني أقدم من وجود المسرح الإغريقي، والشواهد كثيرة على ذلك مثل قصص نزول كلكامش للعالم السفلي وطقوس عيد الأكيتو، وطقوس رأس السنة”.
تابع عبد الرزاق، “أما الطرز المعمارية في بناء المسرح فهي طرز عراقية لكن اشتهرت من خلال التسويق الإعلامي المغلوط كطرز إغريقية، لكن بالتنقيبات الأثرية تبين أن المسرح يحمل صفات وميزات عراقية سومرية اشورية اكدية، ومن الخاطئ جداً أن يسمى المسرح الإغريقي لان التصميم عراقي”.