في الأسابيع الأخيرة، بدأت موجة من التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي، أو ما يُعرف شعبيًا بـ“إنفلونزا المعدة”، تضرب عددًا من مدارس العاصمة بغداد. عشرات الطلبة عانوا من غثيان، وإسهال، وارتفاع في الحرارة، فيما حذّر أطباء من سرعة انتقال العدوى داخل الصفوف المكتظة، خاصة مع تقلبات الجو وضعف الالتزام بالنظافة العامة.
ما هو التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي؟
يُعد هذا المرض التهابًا في بطانة المعدة والأمعاء الدقيقة والغليظة نتيجة الإصابة بأحد الفيروسات، أبرزها النوروفيروس والروتا فيروس.
وتؤدي العدوى إلى اضطراب في الجهاز الهضمي يُسبِّب إسهالًا مائيًا، وتقلصات في المعدة، وغثيانًا، وقيئًا، وحمى خفيفة في بعض الحالات.
ويختلف عن الإنفلونزا العادية التي تصيب الجهاز التنفسي، إذ يستهدف الجهاز الهضمي مباشرة، ويظهر غالبًا بعد يوم إلى ثلاثة أيام من العدوى، لتستمر الأعراض من يومين إلى أسبوعين حسب شدة الحالة.
كيف ينتقل الفيروس؟
ينتشر الفيروس بسهولة شديدة عبر:
- الطعام والماء الملوثين.
- الاختلاط المباشر بشخص مصاب.
- ملامسة الأسطح التي تحتوي على بقايا الفيروس ثم لمس الفم أو الأنف.
ويشير الأطباء إلى أن البيئة المدرسية تُعد من أكثر الأماكن عرضة للانتشار بسبب تواجد الطلبة بأعداد كبيرة وتبادل الأدوات والطعام بينهم.
أعراض لا يجب تجاهلها
تبدأ الأعراض بشكل مفاجئ، وتشمل:
- إسهال مائي غير دموي.
- غثيان أو تقيؤ متكرر.
- تقلصات وألم في المعدة.
- صداع وآلام في العضلات.
- ارتفاع طفيف في الحرارة.
ويحذر الأطباء من أن استمرار القيء أو الإسهال لأكثر من يومين متتاليين قد يشير إلى حالة جفاف خطيرة تستدعي المراجعة الطبية الفورية، خصوصًا لدى الأطفال الصغار والمسنين.
علامات الجفاف التي تستوجب القلق
من أبرز مؤشرات الجفاف:
- العطش الشديد وجفاف الفم.
- قلة التبول أو انعدامه.
- الدوخة أو الخمول.
- البكاء دون دموع لدى الأطفال.
ويؤكد الأطباء أن الجفاف هو أخطر مضاعفات إنفلونزا المعدة، وقد يؤدي إلى تدهور سريع في الحالة الصحية إن لم يُعالج بتعويض السوائل والأملاح.
لا علاج مباشر… والوقاية هي السلاح الأقوى
حتى الآن، لا يوجد علاج نوعي فعّال ضد التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي، إذ يعتمد العلاج على الراحة وشرب السوائل بكثرة، وتجنب الأطعمة الدسمة أو صعبة الهضم، مع الالتزام بالعزل المنزلي لحين زوال الأعراض.
أما الوقاية، فهي الخطوة الأهم وتشمل:
- غسل اليدين بالماء والصابون جيدًا.
- تجنب الأطعمة المكشوفة أو مجهولة المصدر.
- تعقيم الأدوات والأسطح في المدارس والمنازل.
- توعية الأطفال بعدم مشاركة أدوات الأكل والشرب.
وعي صحي يحمي الجميع
يشدد المختصون على أن الوقاية تبدأ من البيت والمدرسة، وأن توعية الأطفال بالنظافة الشخصية والالتزام بإرشادات الأطباء يمكن أن تحد من انتشار العدوى بشكل كبير.
وفيما تتابع الجهات الصحية الموقف، تبقى مسؤولية الحفاظ على صحة الطلبة مسؤولية مشتركة بين الأسر والمؤسسات التربوية.
