اخر الاخبار

مؤسسة الشهداء تقاضي شخصًا أحرق صورة “المهندس”

أعلنت مؤسسة الشهداء، الأحد، اتخاذ إجراءات قانونية بحق شخص...

اشتباكات السيدية.. الداخلية: اعتقالنا 14 من المعتدين على الشرطة الاتحادية

أصدرت وزارة الداخلية، اليوم الأحد، توضيحاً بشأن الاشتباكات التي...

وزير الدفاع السابق: العراق استورد طائرات من صربيا كانت تنطفئ في الجو

تصريح صادم خرج به وزير الدفاع السابق جمعة عناد،...

استعدوا لكارثة بيئية.. العالم والعراقيون يترقبون: هور الحويزة بلا مياه والسماء تختنق بالدخان

غابت المياه، واحترقت الأرض، وتغطّت السماء بالدخان، وتراجع دور...

ذات صلة

استعدوا لكارثة بيئية.. العالم والعراقيون يترقبون: هور الحويزة بلا مياه والسماء تختنق بالدخان

شارك على مواقع التواصل

غابت المياه، واحترقت الأرض، وتغطّت السماء بالدخان، وتراجع دور الدولة في صيانة وحماية واحدة من أعظم الثروات البيئية في العالم، حين احترق هور الحويزة، في محافظة ميسان، بشكل متعمّد لتحويله إلى مشروع نفطي.

الجاموس يُقتَل

سكان الهور الذين يعتمدون على تربية الجاموس وصيد الأسماك وجدوا أنفسهم فجأة بلا مصدر رزق، وسط درجات حرارة لامست 52 درجة مئوية، ونفوق جماعي للحيوانات، وهجرة قسرية لأكثر من مئتي عائلة نحو مناطق أخرى.

نيرانٌ صديقة

في الأيام الثلاثة الأخيرة، تصاعدت النيران من قلب الهور.. ورأى ناشطون بيئيون أن الحرائق اندلعت بفعل فاعل، مشيرين إلى أن جهة استثمارية عراقية تعمل بالشراكة مع شركة صينية قامت بإشعال النار في مناطق القصب والنباتات الكثيفة لتهيئة الأرض لما وصفوه بـ”مشروع استثماري”.

الحرائق المستمرة منذ أيام أكلت ما تبقى من الغطاء النباتي، وسط محاولات بائسة لإخمادها لم تفلح حتى بعد الاستعانة بطائرات إيرانية.

حرائق “مرعبة”

الناشط البيئي أحمد الصالح، المتخصص في شؤون البيئة والموارد المائية في ميسان، تحدث عن كارثة وصفها بـ”المرعبة”، مشيرًا إلى أن ما يجري في هور الحويزة ليس سوى حلقة جديدة في مسلسل الإبادة البيئية.

وقال الصالح في حديث لـ “إيشان”: “للمرة الرابعة وعلى مدار الست سنوات الماضية، تجف أهوار ميسان بنسبة مئة بالمئة، وهو أمر يدق ناقوس الخطر بشكل كبير جداً على التنوع البيولوجي الأحيائي”.

وأضاف: “لدينا حيوانات مهددة بالانقراض، ولدينا أعداد ضخمة جداً من الجاموس نفقت أو تم بيعها للمسالخ، بنسبة وصلت إلى خمسين بالمئة، وهو رقم مرعب.. وأيضاً لدينا مليارات الأسماك نفقت خلال هذه الفترة، وبالتالي الطيور المهاجرة لن تعود إلى الأهوار”.

استعدوا لحرارة أكبر

وأشار إلى أن “التغير المناخي سيتفاقم أكثر، لا سيما أننا في فصل الصيف، ولدينا الآن درجات حرارة تعدّت الواحد والخمسين ووصلت إلى اثنين وخمسين درجة مئوية في محافظة ميسان. تم تعطيل الدوام الرسمي، ما يشير إلى أن الحرارة باتت لا تُطاق بشكل كبير جداً”.

ويكمل قائلاً: “لدينا حرائق في هور الحويزة مستمرة منذ ثلاثة أيام ولم تُطفأ حتى الآن، ورغم الاتفاق مع الجانب الإيراني لإرسال طائرات الإطفاء، لم تتم السيطرة على النيران”، مبيناً أن “المدينة تستفيق يوميًا على غيمة خانقة من الأدخنة وثاني أكسيد الكربون والانبعاثات، وكأننا نعيش شتاءً رماديًا خانقًا وسط عزّ الصيف”.

الغضب الشعبي تصاعد، والجميع يترقب كارثة بيئية، حين ينتهي هور الحويز رسمياً، الذي يُعدّ من أبرز مكونات الأهوار العراقية المسجلة على قائمة التراث العالمي منذ عام 2016.

بين الحريق والجفاف، ما زال سكان الهور متمسكين بالأمل. أملٌ بأن تصل أصواتهم، وأن تتوقف آلة الإبادة البيئية قبل أن يتحول الهور من مسطّح حيّ نابض بالحياة، إلى ذاكرة حزينة في كتب التاريخ.

جمعة الدراجي، وهو خبير بيئي من ميسان، يقول لـ “إيشان”، إن “درجات الحرارة سجلت ارتفاعاً واضحاً، وصل إلى أكثر من ٥١، وهي أكثر من معدلاتها بدرجتين”.

ويوضح، أن “مدن جنوب العراق، هي الأعلى حرارة في العالم، والرياح جنوبية شرقية، تحمل درجة رطوبة عالية تسجل أكثر من ١٠ بالمئة.. ومع هذا الارتفاع، شهد مركز مدينة العمارة ومنذ أكثر من ٤٨ ساعة، أجواء ملبدة بالدخان نتيجة احتراق مساحات واسعة من الأهوار المجففة”.

فعاليات وزارتي النفط والدفاع

وبين، أن “الأهوار فيها فعاليات من قبل وزارة النفط شركة المستخرجات النفطية، وهي لا تخفي هذا الموضوع، ويقولون إنها تهيئ مساحة للاستخراجات النفطية”.

وأشار إلى أن “قيادة الحدود أعلنت أنها تهيئ لسدة ترابية، تتطلب حرق مساحات أو تهيئتها حتى يهيئوا مسرحاً للعمليات الترابية، وهناك احتمالية أخرى، أن الأهوار حينما تجف، تخرج مجموعة من الغازات بعضها الفسفور الأبيض، الذي يحترق عندما يلامس الهواء الطبيعي”.

وبين، أن “بعض وسائل الإعلام اتهمت سكان الأهوار، لكنهم لم يقوموا بالحرق، والدليل أن قيادة الحدود لديهم عمليات أمنية ومنعوا سكان الأهوار من دخول هذه المناطق، ورجل الهور لا يحرق بيئته.. والتهمة الموجهة لهم غير صحيحة، لكن هناك فعاليات لوزارتي النفط والدفاع، وكل منهم له أسبابه””.

الحكومة أمام اتفاقية دولية

 

وأكد قائلاً: “الآن الحكومة العراقية مطالبة بإطلاقات مائية إلى هذه المناطق المحمية باتفاقات دولية”، مشيراً إلى أن “هذا الهور واحد من الأهوار المهمة، ومحمي من اتفاقية حماية التنوع البيولوجي وهي صك قانوني موقع من أكثر من ٢٠٠ دولة منذ عام ١٩٩٢، وهذه الجينات الوراثية الموجودة في هذه الأهوار هي ملك للأجيال القادمة”.

ورأى أن “قسماً من هذه الجينات هي نادرة ومهمة، لكن المنظومة السياسية يبدو أنها لم تصل إلى هذا الوعي لحماية هذه المكونات المهمة”.