حذّر تقرير للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، من أن داعش لا يزال نشطاً في العراق وسوريا رغم مقتل عدد من متزعميه، مشيراً إلى أنه يستغل الهشاشة الأمنية في سوريا بعد وصول “هيئة تحرير الشام للسلطة” لتجنيد مرتزقة جدد وإعادة تنظيم صفوفه.
وذكر التقرير بأن “داعش خراسان” ما يزال يشكّل تهديداً بارزاً لدول آسيا الوسطى، فيما تم تسجيل زيادة ملحوظة في نشاط داعش في منطقة الصحراء الكبرى وغرب أفريقيا.
واستمع مجلس الأمن الدولي، في جلسة رسمية، إلى التقرير نصف السنوي لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب حول التهديدات المتصاعدة التي يشكلها داعش على السلم والأمن الدوليين، حيث حذّرت المنظمة من قدرة داعش على التكيف وتغيير أساليبه، مستفيداً من حالة عدم الاستقرار في عدد من المناطق، لا سيما أفريقيا وسوريا.
ووفق التقرير، لا يزال داعش نشطاً في العراق وسوريا رغم مقتل عدد من متزعميه، كما يستغل الهشاشة الأمنية في سوريا لتجنيد مرتزقة جدد وإعادة تنظيم صفوفه.
وأضاف التقرير أنه في سوريا: “لا يزال الوضع هشا منذ سيطرة هيئة تحرير الشام على البلاد. ويواصل داعش استغلال الثغرات الأمنية، والانخراط في عمليات سرية، وإثارة التوترات الطائفية في البلاد”.
وأشار المكتب إلى أن “داعش خراسان” ما يزال يشكّل تهديداً بارزاً لدول آسيا الوسطى، فيما تم تسجيل زيادة ملحوظة في نشاط داعش في منطقة الصحراء الكبرى وغرب أفريقيا، مذكراً بأن داعش يسعى لبناء شبكات تمويل عابرة للحدود.
وأكدت الأمم المتحدة أن التركيز فقط على استهداف متزعمي داعش “غير كافٍ”، مشددة على ضرورة معالجة الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى انتشار الفكر المتطرف وتجنيد الشباب. كما كشف التقرير عن محاولات داعش تجنيد خبراء في مجال الأمن السيبراني، ما يعزز قدرته المستقبلية على تنفيذ هجمات نوعية ومعقدة.
وفي هذا السياق، شدد مكتب مكافحة الإرهاب على أهمية مواصلة الالتزام بالقانون الدولي كأحد أبرز سبل مكافحة “الإرهاب”، لافتاً إلى ضرورة تطوير استراتيجيات لا تتعارض مع حقوق الإنسان أثناء ملاحقة “التنظيمات المتشددة”. كما دعا المكتب إلى العمل عن قرب مع ضحايا “الإرهاب”، وإيصال أصواتهم بشكل أوضح على المستوى الدولي.
ويأتي هذا التحذير الأممي وسط مخاوف من عودة داعش إلى الواجهة في بؤر الصراع المفتوحة، خصوصاً مع استمرار حالة الانقسام وعدم الاستقرار السياسي والأمني في مناطق متعددة حول العالم.
وكشف قيادي في مجلس دير الزور العسكري أمس لوكالتنا، عن تصاعد هجمات مرتزقة داعش منذ مطلع العام الحالي، ومن مسلحين آخرين، مستهدفين المدنيين والمرافق الحيوية، ووصلت منذ بداية العام إلى نحو 150 هجوماً مسلحاً من قبل المرتزقة على نقاط عسكرية وأمنية بريف مقاطعة دير الزور، أسفر عن استشهاد ستة من مقاتليه.