أفراح تجاوزت المنازل إلى الشوارع، وبعضها استمر أكثر من ليلة، يقابلها أحزان وخيبة، تسرب بعضها عبر منصات التواصل، وصارت مثار سخرية وانتقاد، كل هذا أعقب إعلان نتائج انتخابات مجالس المحافظات، يوم أمس الأول الثلاثاء.
لكن المفوضية العليا للانتخابات، أعلنت مساء الثلاثاء، نتائج 94 بالمئة من الأصوات، فيما بقي 6 بالمئة، أي ما يعادل 2000 محطة، في عموم البلاد، لم تصل نتائجها عبر الوسط الناقل، هل ستكون قادرة على خطف الابتسامة من وجوه المحتفلين بالنصر؟
وأجريت عملية التصويت الخاص جرت في السادس عشر من هذا الشهر، قبل يومين من التصويت العام. وأعلنت المفوضية نسبة نجاح بلغت 94%. فيما تقوم مفوضية الانتخابات، اليوم، بعملية العد والفرز اليدوي في عموم العراق، للمحطات التي لم تصل نتائجها عبر الوسط الناقل، بحسب المتحدثة باسم المفوضية العليا للانتخابات جمانة غلاي، في تصريح لمنصة “إيشان”.
وبينت غلاي، أن “تلك المحطات يصل عددها إلى 2000 محطة في عموم العراق، منها 500 محطة في بغداد، ويقوم موظفو المفوضية بعدها وفرزها يدويا، مع وجود المراقبين المحليين والدوليين، والإعلام المحلي والدولي”.
وأشارت غلاي إلى أن “عملية العد والفرز اليدوي تحتاج إلى بعض الوقت، تحديداً التصويت الخاص، كونه يشمل العسكريين والنازحين الذين قاموا بالتصويت خارج محافظاتهم، فبالتالي تفرز الأصوات كل حسب المحافظة، لذلك فهي تحتاج لوقت أكثر”.
وأوضحت أن “المفوضية ستقوم بعد ذلك بمطابقة النتائج اليدوية مع الالكترونية الموجودة في عصا الذاكرة في سيرفرات المكتب الوطني، وبعد ذلك يقوم مجلس المفوضين بإعلان تلك النتائج”.
وأظهرت النتائج الأولية لانتخابات مجالس المحافظات التي اعلنتها المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات في العراق، مساء اليوم الثلاثاء، فوز حزب تقدم بزعامة رئيس البرلمان “المقال” محمد الحلبوسي بأعلى الأصوات في العاصمة بغداد، في حين تصدر تحالف “نبني” بزعامة هادي العامري وائتلاف “دولة القانون بزعامة نوري المالكي على أبرز النتائج.
يأتي ذلك في ظل مقاطعة زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، وهو منافس سياسي رئيسي، تنافست الأحزاب المنقسمة التي تشكل الإطار التنسيقي على عدة قوائم لكنها قالت إنها ستحكم معا بعد الانتخابات.
وشهدت محافظة البصرة في جنوب البلاد استثناء مع فوز القائمة المدعومة من المحافظ أسعد العيداني بأغلبية ساحقة بعد حصولها على أكثر من 250 ألف صوت، أي أكثر من كل القوائم المدعومة من الإطار التنسيقي مجتمعة.
هل تغير الـ”6 بالمئة” المعادلة؟
وعن تأثير هذه النسبة على نتائج الانتخابات المعلنة، رأى المحلل السياسي، إياد العنبر، أن هذا ممكن “من حيث الحصول على الصدارة في المحافظات، أو قوائم متوسطة حصلت على مقعدين، فقد تستفيد منها وتحصل على مقعد ثالث، إذا كانت تتنافس وتحصل على مئة صوت أو أقل”، مبينا أن “القليل جدا يستفيد من هذه النسبة”.
ورأى العنبر في حديث لمنصة “إيشان” أن “هذه النسبة لن تغير المعادلة لما بعد إعلان النتائج، وأن قوائم معينة قد تستفيد منها للحصول على الصدارة في محافظة معينة”.
لكن جنيد، الذي اكتفى باسمه الأول، وهو أحد إعلاميي مرشح في ديالى، يرى غير ذلك: “مفوضية ديالى بدأت بعملية العد والفرز لـ107 محطة تضم اصوات الاقتراع الخاص”.
وتوقع أن “هذه النسبة ستغير خارطة القوائم الفائزة من ناحية امكانية خسارة أو فوز أي منها بمقعد مع احتمالية تغير قائمة الفائزين في القائمة ذاتها”.
ووصف ما بعد إعلان نتائج هذه النسبة بـ”الفتنة”، لأنها بحسب جنيد “قد تشكل خيبة للذين يحتفلون بالنتائج منذ يومين، ويقيمون الولائم لها.. خيبة لن يتجاوزوها بسهولة”.