يتوجّه رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، يوم غدٍ الأربعاء، إلى محافظة البصرة، في زيارة طارئة تهدف إلى الوقوف ميدانيًا على أزمة ملوحة وشح المياه التي تشهدها المحافظة منذ أسابيع، بحسب ما أفاد به مصدر رفيع المستوى، لمنصة “إيشان”.
وتواجه البصرة، مع بداية فصل الصيف، تصاعدًا حادًا في مستويات الملوحة وتراجعًا حادًا في الإطلاقات المائية، الأمر الذي أدى إلى تحوّل المياه الواصلة إلى مئات آلاف المنازل إلى مياه غير صالحة للاستخدام البشري.
وامتد تأثير الأزمة من أقضية شمال المحافظة، وصولًا إلى مركز المدينة ومناطقها الجنوبية، وسط غياب المعالجات الجذرية وتباطؤ تنفيذ المشاريع الاستراتيجية.
وكشف محافظ البصرة، أسعد العيداني، خلال مؤتمر صحفي عقده أمس الاثنين، أن “كمية المياه الواصلة إلى المحافظة هي الأقل على الإطلاق في تاريخ العراق”، لافتًا إلى أن اللسان الملحي وصل إلى قضاء الهارثة شمالي المحافظة، في مؤشّر مقلق على تفاقم الأزمة.
وقال العيداني إن إيرادات المياه من نهر الفرات تبلغ صفر بالمئة، فيما أصبحت نسب الجريان القادمة من نهر الكارون شبه معدومة.
وأشار إلى أنه “سيتم توزيع المياه وفق نظام المراشنة، وبالتنسيق مع القيادات الأمنية”، مؤكدًا مشاركة حوضيات الدفاع المدني في عملية الإمداد بالمياه، ضمن جهود خلية أزمة تعمل على مدار الساعة.
وفي ما يخص الحلول طويلة الأمد، أشار العيداني إلى أن مشروع تحلية مياه البحر، الذي تم التعاقد عليه بعد مصادقة مجلس الوزراء على زيادة الكلف، يحتاج إلى ما يقارب أربع سنوات لإنجازه، وهو ما يعزز الحاجة إلى حلول إسعافية فورية.