دعا الأمين العام لكتائب حزب الله، الحاج أبو حسين الحميداوي، إلى المشاركة الفاعلة في الانتخابات المقبلة لضمان حفظ أركان الحكم في العراق وحماية البلاد من الفتن والحروب.
وجاء في البيان الصادر عن الحميداوي اليوم، 6 تشرين الثاني 2025، أن فترة حكم الشيعة منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003 لم تتجاوز ثلاث سنوات ونصف متقطعة، مؤكدًا أن تلك السنوات أثبتت قدرة الإطار التنسيقي والمقاومة الإسلامية والحشد الشعبي على تقديم نموذج للحكم العادل والمنتج والآمن، بفضل دعمهم المستمر للرئيس والحكومة.
وأشار الحميداوي في بيانه إلى أهمية فهم السياق التاريخي للعراق بعد الاحتلال الأميركي، حيث صودر القرار العراقي بالكامل من قبل قوات الاحتلال، بدءًا من الحاكم العسكري بول بريمر، وصولًا إلى زلماي حاكمًا وسفيرًا، ما أدى إلى انتشار الفساد والطائفية، ومنع الحكومة من ممارسة صلاحياتها.
وتطرّق البيان إلى المرحلة التي أعادت فيها الحكومة العراقية السلطة إلى أبنائها منذ 2013، مشيرًا إلى سقوط ثلث العراق تحت سيطرة تنظيم داعش بدعم من دول إقليمية ومن ضمنها تركيا ودول الخليج، وانتهاء الأزمة بحلول عام 2017 بعد جهود الحكومة الخامسة لإعادة الإعمار من خلال الاتفاقيات الصينية وغيرها، وإعادة تأهيل الأجهزة الأمنية وتسليحها.
وذكر البيان أن بعض القوى، بدعم شبه مباشر من الكيان الصهيوني، استغلت مرحلة لاحقة لإثارة الفوضى من خلال ما سُمّي بـ “ثورة تشرين”، ما أدى إلى مرحلة انتقالية فاشلة بسبب مؤامرات عناصر محسوبة على الشيعة لكنها تعمل كأدوات لدول خارجية.
وشدد الأمين العام على أن الخلافات داخل المكوّن الواحد، مهما كانت كبيرة، تبقى تحت سقوف ضامنة مثل المرجعية الرشيدة والقانون والعُرف والأرحام، بينما الخلافات خارج المكوّن تحمل خطورة كبيرة وتتحول إلى أبعاد عقائدية تصل أحيانًا إلى التكفير ومحاولة حذف الآخر من الخارطة.
ودعا البيان جميع علماء الدين، وأرباب المواكب الحسينية، وشيوخ العشائر، والعوائل العراقية الأبية، والأمهات والأخوات، وأفراد الأجهزة الأمنية والحشد الشعبي، إلى المشاركة الفاعلة في الانتخابات الاستثنائية، واصفًا إياها بأنها الطريق الأفضل والأكثر قبولية شعبيًا وترسيخًا للشرعية.
وختم البيان بالتأكيد على ضرورة التزام المنافسين بعدم التجريح أو التخوين أو التوهين بين الأشقاء، مشيرًا إلى أن الحكومة القادمة ستتشكل بالكامل على طاولة الإطار التنسيقي وبإسناد من المقاومة الإسلامية والحشد الشعبي وأبناء الشعب الغيارى.
